سورة العنكبوت / الآية رقم 64 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَمَا هَذِهِ الحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ فَإِذَا رَكِبُوا فِي الفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى البَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ أَوَ لَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ المُحْسِنِينَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الـم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُم مِّنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ لله الأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ المُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ العَزِيزُ الرَّحِيمُ

العنكبوتالعنكبوتالعنكبوتالعنكبوتالعنكبوتالعنكبوتالعنكبوتالعنكبوتالعنكبوتالرومالرومالرومالرومالرومالروم




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَما هذِهِ الْحَياةُ الدُّنْيا إِلاَّ لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوانُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (64) فَإِذا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذا هُمْ يُشْرِكُونَ (65) لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (66) أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْباطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ (67) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْكافِرِينَ (68) وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69)} [العنكبوت: 29/ 64- 69].
وصف الله تعالى واقع الدنيا في هذه الآية بأنها لهو ولعب، أي ما كان منها لغير وجه الله تعالى، فإن ما كان لله تعالى فهو من الآخرة، ذلك أن كل ما كان من أمور الدنيا الزائدة على الضروري الذي به قوام العيش والحياة، والتّقوي على الطاعات، فإنما هو لهو يتلهّى به، ولعب يتسلّى به. وأما الآخرة فهي الحيوان، أي دار الحياة الباقية الخالدة. وهذا الوصف مفيد القوم الذين يعلمون الحقائق، ويدركون المصائر، ومن علم بذلك آثر الباقي على الفاني. والفرق بين اللهو واللعب: أن اللعب إقبال على الباطل، واللهو: إعراض عن الحق. ثم وصف الله المشركين في وقت المحنة:
فإنهم إذا ركبوا في السفينة مثلا، وتعرّضوا لخطر الغرق، دعوا الله وحده ناسين كل صنم وغيره، مخلصين النّية والرغبة إلى الله تعالى، صادقين في توجّههم، فإذا أمنوا ونجوا من الخطر أو الهلاك، عادوا لشركهم، ونادوا أصنامهم وأوثانهم، كافرين بنعمة النجاة. فقوله تعالى: {إِذا هُمْ يُشْرِكُونَ} معناه يرجعون إلى ذكر أصنامهم وتعظيمها.
إنهم في بقائهم على الشّرك يؤول أمرهم إلى الكفر بما آتاهم الله من نعم، والتمتع بعبادة الأصنام، فتكون لام {لِيَكْفُرُوا} و{وَلِيَتَمَتَّعُوا} لام العاقبة أو الصيرورة، أو إنها لام (كي) للتعليل على سبيل التهديد، أي يشركون ليبقوا كافرين، منعمين بالوثنية، مثل قوله تعالى: {اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ}.
ثم عدّد الله تعالى على كفرة قريش نعمته، ومنها أمانهم في مكة البلد الآمن الحرام، من غير تعرّض لقتل ونهب وسلب، فجدير بهم شكر هذه النعمة، مع أن الناس كانوا يتخطّفون من كل مكان حولهم، ثم قرّرهم الله على حالهم على جهة التوبيخ، وهي إيمانهم بالباطل وهو الأوثان، وكفرهم بالله ونعمته، إنه تقرير لواقع ووصف له، لا على سبيل الرّضا به، وإنما التّنديد به.
ثم إنهم أظلم الناس، وقد أعلمهم الله أنه لا أحد أظلم منهم، وفي ذلك وعيد شديد، فهم أحقّ الناس بالعقاب، إذ لا أحد أشد عقوبة ممن كذّب على الله بالشّرك، ولزم تكذيب كتابه ورسوله، أليس لهم مقر عقاب؟! أليست جهنم هي مثوى ومأوى جميع الكافرين؟! إن هذا التهديد والوعيد بهذه الألفاظ الموجزة الجامعة للمعاني الكثيرة لا نظير له في عالم التحذير والإنذار، والفحوى بيان عاقبة المشركين الكافرين.
أما عاقبة المؤمنين: فهي الظفر بجنان الخلد والرضوان، فالذين جاهدوا أنفسهم وأطاعوا ربّهم، ونصروا دين الله وكتابه ورسوله، وقاتلوا المعتدين المكذبين بالحق، إنهم هم الذين هداهم الله ووفّقهم إلى طريق الجنة، وسبيل السعادة والخير، في الدنيا والآخرة، والله دائما مع المحسنين أعمالهم بالنصرة والتأييد، والحفظ والرعاية.
وقوله تعالى: {وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا} أي من أجل إرضائنا وعلى هدي قرآننا. إن هذه المقارنة بين أحوال العصاة والكافرين، وأحوال الأتقياء والطائعين، تبيّن تباين الحالين، وفرق المصيرين، إنه فرق شاسع، ووضع متباين، أهل الشّرك والكفر في نيران تتلظّى بهم، وأهل الإيمان والطاعة في جنان ونعم يتمتعون بها وينعمون في ظلالها، فما أنعم حال السعداء، وما أشقى حال الأشقياء؟!




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال