سورة الروم / الآية رقم 2 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَمَا هَذِهِ الحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ فَإِذَا رَكِبُوا فِي الفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى البَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ أَوَ لَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ المُحْسِنِينَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الـم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُم مِّنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ لله الأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ المُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ العَزِيزُ الرَّحِيمُ

العنكبوتالعنكبوتالعنكبوتالعنكبوتالعنكبوتالعنكبوتالعنكبوتالعنكبوتالعنكبوتالرومالرومالرومالرومالرومالروم




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5) وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (6) يَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غافِلُونَ (7)} [الرّوم: 30/ 1- 7].
سبب النزول: ما أخرجه التّرمذي عن أبي سعيد الخدري قال: لما كان يوم بدر، ظهرت الروم على فارس، فأعجب ذلك المؤمنين، فنزلت {الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2)}. وقد كان الفرس هم الغالبين للرومان في بدء الأمر، على مشارف الشام مما يلي بلاد العرب، ففرح بذلك مشركو العرب إذ قالوا: إن الفرس لا كتاب لهم مثلنا، والرّومان لهم كتاب مثلكم، لأنهم نصارى، ولننتصرن عليكم كما انتصر الفرس.
وتراهن أبو بكر مع المشركين على انتصار الروم، في مدة بسيطة، فقال له النّبي صلّى اللّه عليه وسلم: «زد في الرّهان ومدّ الأجل»، ففعل، فانتصر الروم في أثناء الأجل، بعد خمس سنوات، كما تقدّم، وأخذ أبو بكر الجعل وتصدّق به.
والمعنى: الم: هذه حروف مقطعة للتنبيه على ما يأتي بعدها، ولتحدّي العرب بمجاراة القرآن ومعارضته، مع أنهم فصحاء العرب، وكلامهم مكوّن من هذه الحروف التي تتركّب بها الكلمة العربيّة أو الكلام العربي الذي ينطقون به.
لقد غلبت الفرس الرّوم في أقرب أرض الرّوم إلى بلاد العرب، في أعلى مشارف بلاد الشام، في الجزيرة: وهو موضع بين العراق والشام، فسرّ المشركون الكفرة، وأدنى الأرض: أقرب الأرض، فإن كانت الوقعة بأذرعات بحسب قول عكرمة فهي من أدنى الأرض بالنسبة إلى مكّة، وإن كانت الوقعة بالجزيرة بحسب قول مجاهد، فهي أدنى الأرض بالنسبة إلى أرض كسرى الفرس. فبشّر الله تعالى عباده المؤمنين بأن الروم سيغلبون في بضع سنين، والبضع: من الثلاث إلى التّسع من السنوات، وذلك من تاريخ الموقعة الأولى. وهذا إخبار عن أمر غيبي في المستقبل، أيّده الواقع، ولله الأمر كله من قبل الغلبة ومن بعدها، فيحقق الله الغلبة لفئة على أخرى، ثم يحدث العكس، بأمر الله وإرادته وقدره وقدرته، خلافا للموازين العسكرية البشرية، فقد يتغلب الضعيف أو القليل على القوي والكثير، بإذن الله ومراده، كما قال سبحانه: {كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} [البقرة: 2/ 249]. وقوله تعالى: {لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ} إخبار بانفراد الله بالقدرة.
ويوم ينتصر الرّوم النّصارى على الفرس الوثنيين، يفرح المؤمنون بنصر الله أهل الدين والإيمان، على من لا دين له ولا كتاب من السماء.
ينصر الله من يريد على الأعداء، لأنه الفعّال لما يريد، والحكيم في إرادته، والقويّ الذي لا يغلب، المنتقم من أعدائه، الرّحيم بعباده المؤمنين.
ذلك وعد حقّ من الله تعالى، وخبر صدق واقع، والله لا يخلف الميعاد، ولا بدّ من وقوعه، لأن في سنّة الله تعالى أن ينصر أقرب الفريقين المتقاتلين إلى الحق، إلّا أن يكون ذلك محنة وابتلاء لفئة بفئة، ولكن أكثر الناس لا يعلمون بحكم الله وأفعاله القائمة على العدل والحكمة، لجهلهم بالسّنن الجارية في الكون، كما قال الله تعالى: {سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَقْدُوراً} [الأحزاب: {33/ 38] سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا} [الأحزاب: 33/ 62].
وعلم الناس، وبخاصة الكفرة الذين لا يعلمون أمر الله وصدق وعده: علم ظاهري بأحوال الدنيا وعلومها المادّية، كتدبير: شؤون المعيشة، واكتساب الأموال من مصادر الثروة المتعددة، من زراعة أو صناعة أو تجارة، أو مهنة حرة أو خدمة ونحوها. وهم مشغولون بعلومهم هذه، لا ينظرون إلى المستقبل، وهم في غفلة تامة أو شبه تامة عن شؤون الآخرة، وما فيها من خوالد الأشياء، ودوام المصير.
هذا الخبر الغيبي له مغزاه وهدفه في تاريخ الدعوة الإسلامية، فلقد ترجّى النّبي صلّى اللّه عليه وسلم ظهور دينه وانتشار دعوته، وامتداد تطبيق شريعة الله عزّ وجلّ التي أرسله الله بها، وتغلّبه على الأمم والشعوب التي تدين بدين غير سماوي، وتبدّد آمال كفار مكّة بأن يرمي الله نبيّه بملك يستأصل وجوده، ويريحهم منه، ولكن خسر هنالك المبطلون.
فريضة التّفكّر في مخلوقات الله تعالى:
لقد أحال القرآن الكريم في إثبات عقيدة الإيمان بوجود الله ووحدانيته على مشاهد حسّيّة ملموسة، وهي المخلوقات السماوية والأرضية، فهي ترشد إلى الموجد الخالق، بسبب بدء تكوينها وانتهائها بعد أجل محدد في علم الله تعالى، كما أحال إلى التأمّل في مصارع الأقوام الغابرين الذين كانوا أشدّ قوة وأكثر أموالا وأولادا، لكنهم حينما أعرضوا عن آيات الله البيّنة، أهلكهم الله في الدنيا ودمّرهم، لا بظلم من أحد، وإنما بسبب ظلمهم أنفسهم، ثم كانت عاقبتهم أسوأ العقوبة، وهي جهنم بسبب التكذيب بآيات الله تعالى والاستهزاء بها. هذا ما وصفه القرآن المجيد في إيراد الأدلة والبراهين الحسّية على وجود الله وتوحيده شريطة التأمّل والتفكّر فيها، قال الله تعالى:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال