سورة الروم / الآية رقم 14 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَعْدَ اللَّهِ لاَ يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ أَوَ لَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِم مَّا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ أَوَ لَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا السُّوأَى أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِءُونَ اللَّهُ يَبْدَأُ الخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ المُجْرِمُونَ وَلَمْ يَكُن لَّهُم مِّن شُرَكَائِهِمْ شُفَعَاءُ وَكَانُوا بِشُرَكَائِهِمْ كَافِرِينَ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ

الرومالرومالرومالرومالرومالرومالرومالرومالرومالرومالرومالرومالرومالرومالروم




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{اللَّهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (11) وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ (12) وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ مِنْ شُرَكائِهِمْ شُفَعاءُ وَكانُوا بِشُرَكائِهِمْ كافِرِينَ (13) وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ (14) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ (15) وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا وَلِقاءِ الْآخِرَةِ فَأُولئِكَ فِي الْعَذابِ مُحْضَرُونَ (16)} [الرّوم: 30/ 30/ 11- 16].
هذه حقيقة العالم في البدء والنهاية، فالله هو المبدئ وهو المعيد، فكما هو قادر على بدء الخلق وإنشائه، هو قادر على إعادته، وإرجاعه، فجميع المخلوقات يعودون إلى الله يوم القيامة، ويبعثون من القبور.
وفي يوم القيامة: ييأس المجرمون من الاهتداء إلى الحجة النافعة لهم، بسبب شدة الأهوال، وعقم الوصول إلى المسوّغات المقبولة، والأعذار المرضية.
ولن يجد المشركون لهم شفعاء من الأصنام التي كانوا يعبدونها من دون الله، وكانوا بشركائهم وآلهتهم المزعومة جاحدين، متبرئين منهم، فإنهم لن يسعفوهم في وقت الحاجة إليهم، كما جاء في آية أخرى: {إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ (166) وَقالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَما تَبَرَّؤُا مِنَّا كَذلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ وَما هُمْ بِخارِجِينَ مِنَ النَّارِ (167)} [البقرة: 2/ 166- 167]. وهذا كله دليل الإفلاس والخسران.
ثم أخبر الله تعالى عن انقسام أهل المحشر قسمين:
ويوم تقوم القيامة يتفرق الناس فرقة لا اجتماع بعدها، فيؤخذ أهل الإيمان والسعادة إلى الجنان، ويؤخذ أهل الكفر والشقاوة إلى النيران، إنهم يتفرقون في المنازل والأحكام والجزاء.
فأما المؤمنون المصدّقون بالله ورسوله واليوم الآخر، والعاملون العمل الصالح الذي يرضي الله، والمجتنبون كل ما نهى الله عنه، فهم أهل السرور والحبور، والبهجة والمتعة، إنهم يتمتعون بأكمل أوصاف النعيم، ويتقلّبون في أعطاف النعمة والمسرّة، كما قال الله تعالى في آية أخرى: {فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} [السّجدة: 32/ 17]. وقوله تعالى: {فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ} أي في جنّة ينعّمون ويسرّون.
والروضة: أحسن ما يعلم من بقاع الأرض، وهي حيث يكثر النّبت الأخضر.
وأما أهل الكفر والجحود بوجود الله وتوحيده، المكذّبون رسله وآياته، المنكرون وقوع المعاد أو البعث بعد الموت، فهم خالدون مخلّدون في عذاب الله في النار، لا يغيبون عن الله أبدا، ولا يفترون عنه مطلقا، كما جاء في آية أخرى: {كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيها} [الحجّ: 22/ 22].
إن يوم القيامة يوم الانقطاع بين عالم الدنيا وعالم الآخرة، وهو يوم الانفصال التامّ بين أهل الإيمان وأصحاب الكفر، إنه يوم لا رجعة فيه إلى الدنيا، ولا أمل بلقاء واقع بين المؤمنين والكفار. إن أهل الإيمان المتميزين بصالح الأعمال: وهو الائتمار بأمر الله، واجتناب نواهيه، يتنعّمون في رياض الجنة، وينظرون إلى وجه الله الكريم، وأما أهل الشّقاوة والكفر والجحود، المكذّبون بآيات الله البيّنة، والمنكرون لوجود القيامة، فهم في العذاب جاثمون محضرون، أي مدخلون إلى النار، لا يغيبون عن العذاب، ولا يخفف عنهم شيء من عذاب جهنم.
إن هذا الانقسام إلى فريقين في عالم الآخرة، لهو واضح التأثير، فالعاقل المدرك لمصيره، المقدر لمخاطر مستقبله، يبادر إلى الإيمان، ويعمل لما بعد الدنيا، مما ينجيه بين يدي الله، بإيمان صحيح، وعمل صالح خالص من الشوائب، متمحض لله تعالى.
أوقات الأذكار والعبادة:
تحقيقا للصّلة الدائمة بالله تعالى، وإدامة لرقابة الله عزّ وجلّ في السّر والعلن، وضع الحقّ تعالى نظاما متكرّرا منضبطا للتسبيح والتحميد والعبادة، وحضّ على الصلاة في أوقات معينة، وأزمان متكررة، وما أبدع وما أجمل نظام الإسلام بالتذكير بالعبادة عن طريق الأذان الشرعي، الذي هو دعوة دائمة للإيمان والإسلام، بإعلان الشهادتين، والحثّ على أداء الصلاة وتحقيق الفلاح، وإدراك مغزى العبادة، والإيقان بعظمة الله، وأنه أكبر شيء في هذا الوجود. واستحضار عظمة الله، وإحاطة علمه وقدرته، فهو مبعث الهيبة والوقار، والمبادرة إلى الامتثال، والاستقامة وتحقيق المنال، قال الله تعالى آمرا بالعبادة، حاضّا على الصلاة في أوقات معينة، لأن الإيمان تنزيه بالجنان، وتوحيد باللسان، وعمل صالح يشمل جميع الأركان:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال