سورة الروم / الآية رقم 45 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُم مُّشْرِكِينَ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ القَيِّمِ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ مَن كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلأَنفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِن فَضْلِهِ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الكَافِرِينَ وَمِنْ آيَاتِهِ أَن يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُم مِّن رَّحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ رُسُلاً إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ المُؤْمِنِينَ اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلِ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْهِم مِّن قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمةِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي المَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيٍْ قَدِيرٌ

الرومالرومالرومالرومالرومالرومالرومالرومالرومالرومالرومالرومالرومالرومالروم




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (41) قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ كانَ أَكْثَرُهُمْ مُشْرِكِينَ (42) فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ (43) مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ (44) لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْكافِرِينَ (45)} [الروم: 30/ 41- 45].
لقد عم البلاد في أرجاء البر والبحر ظهور الخلل والانحراف، وقلة النفع والمطر، وكثرة القحط والجدب أو التصحر، بسبب شؤم المعاصي وكثرة الذنوب، من الكفر والظلم وانتهاك المحرّمات، والتجرؤ على الإنسان، بعد انتشار الأمن وعموم الخير والرخاء، وذلك ليذيقهم الله جزاء بعض أعمالهم وسوء أفعالهم من المعاصي والآثام واحتجاب الخير وظهور الشر، وفي ذلك منفعة للناس، لأنه ربما يرجعون عن غيهم ومعاصيهم، كما جاء في آية أخرى: {وَبَلَوْناهُمْ بِالْحَسَناتِ وَالسَّيِّئاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الأعراف: 7/ 168].
ثم أراد الله لفت نظر الناس والاتعاظ بمصائر الماضين المفسدين، فقل أيها الرسول للمفسدين والمشركين، تقلبوا في البلاد، وتأملوا بمصير من قبلكم، وكيف أهلك الله الأمم السابقة، وأذاقهم سوء العذاب، بسبب كفرهم وقبح أعمالهم، حيث كان أكثرهم مشركين بالله شركا ظاهرا لا خفاء فيه.
وبادر أيها النبي- باعتبارك قدوة الأمة، ومن تبعك من أهل الإيمان إلى الاستقامة على طاعة الله، وفعل الخير، ووجّه نفسك كلها وبإخلاص للعمل بالدين القويم، وهو دين الإسلام، من قبل مجيء يوم القيامة الذي لا مرد ولا مانع منه، فلا بد من وقوعه، وفي ذلك اليوم يتفرق فيه الناس بحسب أعمالهم، ففريق في الجنة، وفريق في النار والسعير.
وجزاء كل فريق بحسب عمله، ممن كفر بالله وكتبه ورسله، وكذب باليوم الآخر، فعليه وبال كفره وكذبه، وإثمه ووزره، ومن آمن بالله وكتبه ورسله وباليوم الآخر، وعمل صالح الأعمال، فأطاع الله تعالى فيما أمر، وانتهى عما منعه الله عنه، فإنه يعدّ لنفسه المهاد المريح، والمرتع الخصب الفسيح، والمجال المطمئن. وقوله تعالى: {فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ} أي يوطّئون ويهيئون، وهي استعارة منقولة من الفرش ونحوها إلى الأحوال والمراتب.
وسبب التمييز في الجزاء: جزاء الباغي أو الظالم ببغيه وظلمه، وجزاء المؤمن المستقيم باستقامته، هو أن الله تعالى يريد إحقاق الحق وإقامة العدل، فيجازي المؤمنين الذين يعملون الصالحات تفضلا منه وإحسانا بالنعيم المقيم، وجنان الخلد، وفضل الله شامل، وعطاؤه كبير. وأما الكافرون فإن الله يبغضهم ويعاقبهم، عقاب حق وعدل لا جور فيه، وهذا تهديد ووعيد للكفار. وقوله تعالى: {لا يُحِبُّ الْكافِرِينَ} ليس الحب بمعنى الإرادة والعاطفة، ولكن بمعنى: لا يظهر عليهم أمارات رحمته، ولا يرضاه لهم دينا.
إن تقسيم الفريقين إلى طائعين وعصاة يوم القيامة، كان بسبب أعمالهم في الدنيا، والدنيا مزرعة الآخرة، فهنيئا لمن وفق للعمل الصالح، والشقاء كل الشقاء لمن انحرف وجحد.
آيات قدرة الله ووحدانيته:
عجبا لأمر الناس مع ربهم، ينعم عليهم بشتى النعم ويخلقهم ويرزقهم، ثم لا يهتدون إليه بمحض عقولهم، وسلامة تفكيرهم، حتى إنه سبحانه احتاج إلى إقناعهم بوجوده ووحدانيته، وأقام الأدلة الكثيرة من المحسوسات المشاهدة على ذلك، مما لا يدع أي مجال للشك في هذا، وما أجمل الآيات القرآنية المسوقة من مشاهد الكون على إثبات القدرة الإلهية، فإن كل إنسان يحسّ بالتفاعل مع الموجودات حوله، ويدرك إدراكا تاما، جمال الكون وإبداعه، وما فيه من عجائب الخلق والإبداع الإلهي المرشد إلى المقصود، والدال على المعبود بحق، قال الله تعالى واصفا هذه المشاهد:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال