سورة السجدة / الآية رقم 5 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الـم تَنزِيلُ الكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ العَالَمِينَ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الحَقُّ مِن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْماً مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى العَرْشِ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ شَفِيعٍ أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ ذَلِكَ عَالِمُ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ العَزِيزُ الرَّحِيمُ الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الإِنسَانِ مِن طِينٍ ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلالَةٍ مِّن مَّاءٍ مَّهِينٍ ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ وَقَالُوا أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الأَرْضِ أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُم بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ المَوْتِ الَّذِي وَكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ

السجدةالسجدةالسجدةالسجدةالسجدةالسجدةالسجدةالسجدةالسجدةالسجدةالسجدةالسجدةالسجدةالسجدةالسجدة




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{الم (1) تَنْزِيلُ الْكِتابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ (2) أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أَتاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (3) اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ ما لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا شَفِيعٍ أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ (4) يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّماءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (5) ذلِكَ عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (6) الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسانِ مِنْ طِينٍ (7) ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ ماءٍ مَهِينٍ (8) ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ (9)} [السجدة: 32/ 1- 9].
افتتحت هذه السورة بالأحرف الأبجدية المقطعة للتنبيه والتحدي وبيان إعجاز القرآن، لذا اقترنت هذه الحروف غالبا بالكلام عن القرآن والإشادة به. لقد أنزل الله هذا القرآن من عنده إنزالا لا شك فيه، من غير أدنى اعتبار لارتياب الكفرة، فهو تنزيل من رب العالمين: عالم الإنس والجن، ولا شك فيه، من جهة اللّه تعالى، وليس بسحر ولا شعر ولا سجع كهان.
بل أيقولون زورا وبهتانا: اختلقه محمد من عنده، بل هو الحق الثابت، أي هو حق من عند اللّه رب محمد، أنزله إليه لينذر به قوما- أي قريشا ومن جاورهم والعالم كله- بأس اللّه وعذابه، إن كفروا وعصوا، ولم يأتهم منذر سابق من قبل النبي محمد صلّى اللّه عليه وسلّم، لعلهم يهتدون بإنذاره.
والذي أنزل القرآن الكريم: هو اللّه تعالى خالق السماوات والأرض ومبدعهما وما بينهما، من غير مثال سابق، في مدة ستة أيام، ليست من الأيام المعروفة، ثم استوى على أعظم مخلوقاته: وهو العرش العظيم استواء يليق بذات اللّه وجلاله من غير تشبيه ولا تمثيل ولا تحديد بزمان أو مكان، وليس لكم أيها الناس ولا سيما الكفار ولي، أي ناصر ينصركم، ويدفع عنكم العذاب، ولا شافع يشفع لكم عنده إلا بإذنه، بل هو المالك المطلق لكل شيء، أفلا تتدبرون وتتعظون، فتؤمنوا بالله وحده لا شريك له.
إن منزل القرآن: هو الذي يدبر أمر الكون كله، أي ينفذ اللّه تعالى قضاءه لجميع ما يشاؤه، ثم يرجع اليه خبر أمره وتنفيذه في يوم من أيام الدنيا، مقداره ألف سنة، مما تعدّون في هذه الحياة، لأن ما بين السماء والأرض خمس مائة سنة. والمعنى: أن الأمور تنفّذ من عنده، ثم يعود إليه عاقبة أمره.
وذلك المدبّر لأمور الكون: هو العالم بجميع الأشياء، يعلم الغائب عن الأبصار، وهو المشاهد المعاين لها، وهو القوي الغالب القاهر، الرحيم التام الرحمة بعباده المؤمنين الطائعين التائبين. والرحيم: الراحم غيره، والرحمن: صفة لذات اللّه تعالى مختص بها لا يسمى بها أحد غيره.
والمدبر للأمور كلها هو الذي أحسن خلق الأشياء وأتقنها وأحكمها، وبدأ خلق الإنسان آدم من طين، والطين من ماء وتراب، ثم جعل اللّه ذرية الإنسان يتناسلون من امتزاج سلالة متكونة من ماءي الرجل والمرأة، وهو ماء ضعيف: وهو النطفة.
والسلالة: ما استل من الشيء، والنطفة: سلالة الإنسان.
ثم بعد خلق الإنسان من تراب، جعله اللّه سويا مستقيما، فقوّم أعضاءه، وعدّلها وأتمها، ونفخ فيه الروح التي هي من أمر الله، ولا يعرف حقيقتها إنسان، وأنعم الله على الإنسان بالحواس المختلفة ليتعايش تعايشا سليما مع محيطه، وهي حواس كثيرة، منها السمع الذي تسمع به الأصوات، والبصر الذي تبصر به المرئيات، والعقل أو الفؤاد الذي يتم به التفكير والوعي والإدراك، والتمييز بين الحق والباطل، وبين الخير والشر.
لكنكم أيها الناس لا تقابلون هذه النعم بالوفاء والشكر والتقدير، وإنما تشكرون ربكم شكرا قليلا على هذه النعم التي رزقكم اللّه تعالى، والشكر: لا يكون باللسان فقط، وإنما باستعمال الحواس في طاعة اللّه ومرضاته.
إنكار المشركين بالبعث:
لقد تلوثت عقائد الوثنيين بأمور ثلاثة: الشرك بالله بأن يعبدوا معه إلها آخر، وإنكار النبوة والوحي المنزل على قلب النبي صلّى اللّه عليه وسلّم، وإنكار البعث أو اليوم الآخر، فتصدى القرآن الكريم لهذه المواقف الباطلة، فأثبت لهم توحيد اللّه من خلال قدرته الفائقة، وأثبت لهم النبوة من خلال المواقف المشهودة والمعجزات المؤيد بها النبي، ورد ردا مفحما على إنكار البعث بأن القادر على ابتداء الخلق قادر على الإعادة، والإعادة أهون عليه، أي في تقدير الإنسان، وهما أي البدء والإعادة سواء بالنسبة لله عز وجل، وهذه آي تحكي باطل المشركين في إنكار البعث، قال اللّه تعالى:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال