سورة السجدة / الآية رقم 27 / تفسير التفسير القرآني للقرآن / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنَ العَذَابِ الأَدْنَى دُونَ العَذَابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ المُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الكِتَابَ فَلاَ تَكُن فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَائِهِ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ أَوَ لَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّنَ القُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ أَفَلاَ يَسْمَعُونَ أَوَ لَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ المَاءَ إِلَى الأَرْضِ الجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنفُسُهُمْ أَفَلاَ يُبْصِرُونَ وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الفَتْحُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لاَ يَنفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانتَظِرْ إِنَّهُم مُّنتَظِرُونَ

السجدةالسجدةالسجدةالسجدةالسجدةالسجدةالسجدةالسجدةالسجدةالسجدةالسجدةالسجدةالسجدةالسجدةالأحزاب




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْها إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ (22) وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقائِهِ وَجَعَلْناهُ هُدىً لِبَنِي إِسْرائِيلَ (23) وَجَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمَّا صَبَرُوا وَكانُوا بِآياتِنا يُوقِنُونَ (24) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (25) أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَساكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ أَفَلا يَسْمَعُونَ (26) أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْماءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلا يُبْصِرُونَ (27) وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (28) قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمانُهُمْ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ (29) فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ (30)}.
التفسير:
قوله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْها.. إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ}.
المراد بالاستفهام هنا النفي.. أي أنه لا أحد أكثر ظلما من ذلك الذي تعرض عليه آيات اللّه ليهتدى بها، ثم يعرض عنها.
وفي قوله تعالى: {ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ} إشارة إلى أن آيات اللّه التي يتلوها الرسول على الناس إنما هى لتذكرهم بما نسوه من الإيمان الذي كان في فطرتهم.
فلما أهملوا فطرتهم، وأفسدوها بما ساقوا إليها من آفات الهوى والضلال، لم يعودوا يذكرون شيئا من هذا الإيمان، فكانت بعثة الرسول بآيات اللّه يتلوها عليهم تذكيرا لهم، بأصل فطرتهم، وإيقاظا لهم من غفلتهم.. ومن أجل هذا، فقد كانوا أظلم الظالمين، لأنهم ظلموا أنفسهم مرتين، ظلموها أولا بإطفاء جذوة الإيمان التي أودعها اللّه فطرتهم، وظلموا أنفسهم ثانيا، إذ أبوا أن يستجيبوا لمن يدعوهم إلى تعاطى الدواء الذي يشفى هذا الداء الذي مكنوه منهم، فأفسد فطرتهم.
وفي قوله تعالى: {إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ}.
هو تهديد ووعيد لهؤلاء المعرضين عن آيات اللّه، وأنهم في معرض الانتقام من اللّه، لأنهم مجرمون، ظالمون.. مجرمون في حق أنفسهم، ظالمون بإعراضهم عن الخير الممدود إليهم.
قوله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقائِهِ وَجَعَلْناهُ هُدىً لِبَنِي إِسْرائِيلَ}.
مناسبة هذه الآية لما قبلها، هى أن الآية السابقة قد ذكرت- ضمنا- القرآن الكريم، الذي أعرض عنه الظالمون الذين ذكروا به.. فناسب أن يذكر موسى في هذا المقام، إذ كان مع موسى آيات ظاهرة محسوسة، وكانت تلك الآيات مما يشغب بها المشاغبون من المشركين، على النبي، ولا يقبلون منه آيات كلامية يتلوها عليهم، ويقولون مكذبين النبي، ومتحدين له: {لَوْ لا أُوتِيَ مِثْلَ ما أُوتِيَ مُوسى؟}.
وقد رد اللّه عليهم بقوله: {أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِما أُوتِيَ مُوسى مِنْ قَبْلُ}.
(48: القصص) وبقوله سبحانه: {وَكُذِّبَ مُوسى} [44: الحج].
ثم إنه مع هذه الآيات الظاهرة المحسوسة، قد جاء موسى بكتاب من عند اللّه، هو التوراة، وبهذا الكتاب دان اليهود الذين يعرفهم أولئك المشركون، ويقولون: {لَوْ أَنَّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْكِتابُ لَكُنَّا أَهْدى مِنْهُمْ}.
(157: الأنعام).
وعلى هذا يكون قوله تعالى: {فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقائِهِ} خطابا للنبىّ، ويكون الضمير في قوله تعالى: {مِنْ لِقائِهِ} مرادا به القرآن الكريم المذكور ضمنا في الآية السابقة.
والخطاب إلى النبىّ، هو إلفات للمشركين إلى القرآن الكريم، وإلى هذا الشك والافتراء الذي يدور في رءوسهم منه.. إنه كتاب من عند اللّه، مثل الكتاب الذي جاء به موسى، والذي كانوا يتمنّون أن يكون لهم كتاب مثله.
وفي قوله تعالى: {وَجَعَلْناهُ هُدىً لِبَنِي إِسْرائِيلَ}.
تحريض للمشركين على أن يقبلوا على الكتاب الذي جاءهم من عند اللّه، ويهتدوا به.. فهذا الكتاب هو كتابهم، وهو الهدى الذي يهتدون به، كما كان كتاب موسى كتابا لبنى إسرائيل، ومعلم الهدى الذي يهتدون به.
قوله تعالى: {وَجَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمَّا صَبَرُوا وَكانُوا بِآياتِنا يُوقِنُونَ}.
هو تحريض بعد تحريض للعرب، من مشركين ومؤمنين، أن يلوذوا بحمى هذا الكتاب، الذي أنزله اللّه بلسانهم، وجعلهم مستفتح دعوتهم إلى دين اللّه.. فإنهم إن فعلوا، واستجابوا لدعوة اللّه، وآمنوا به، وصبروا على ما يلقون على طريق الإيمان من ضر وأذى- جعل اللّه منهم أئمة يدعون إلى الهدى، ويقومون في الناس مقام الأنبياء.
فالحديث هنا خبر عن بنى إسرائيل، يراد به سوق العبرة والعظة إلى المشركين.
قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ}.
هو إجابة عن سؤال يعرض لمن يستمع إلى قوله تعالى: {وَجَعَلْناهُ هُدىً لِبَنِي إِسْرائِيلَ وَجَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمَّا صَبَرُوا}.
وهذا السؤال هو: وهل اهتدى بنو إسرائيل بهذا الكتاب الذي جاءهم به موسى؟ وهل كان منهم أئمة هداة؟ وكيف يكون هذا وهم على ما يشهد الناس منهم من خلاف فيما بينهم- ثم ما سيشهدون من خلاف بينهم وبين النبي؟ وكيف يصح أن يكون الكتاب الذي جاء به موسى، لا يلتقى مع الكتاب الذي جاء به محمد، وكلا الكتابين من عند اللّه؟.
فكان قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} جوابا على هذه التساؤلات.. ثم هو إعلام بما سيكون من اليهود من كفر وضلال، حين يواجههم النبي بالقرآن الكريم، ويدعوهم إلى تصديقه، والإيمان به.
قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَساكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ أَفَلا يَسْمَعُونَ}.
الحديث هنا إلى المشركين، حديث مواجه مباشر، بعد أن كان الحديث إليهم في الآيات السابقة حديثا من وراء حجاب، هو اليهود.
وقوله تعالى: {أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ} استفهام إنكارى، ينكر على المشركين أنهم لم يروا فيما بين أيديهم من ديار الأقوام الظالمين قبلهم، وما اشتمل عليها من خراب- ما تحدّث به هذه الديار من عبر، وما تنطق به من عظات! وإنهم لو عقلوا لعلموا أنهم مأخوذون بما أخذ به أصحاب هذه الديار، ماداموا سائرين على طريقهم، آخذين مأخذهم.
وفي قوله تعالى: {يَمْشُونَ فِي مَساكِنِهِمْ} إشارة إلى أنهم قد خلفوا هؤلاء الظالمين أصحاب تلك الديار، وورثوا ما كانوا عليه من كفر وضلال.
وفي قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ أَفَلا يَسْمَعُونَ} إشارة إلى أن السمع طريق من طرق الاهتداء.. سواء كان هذا المسموع من كلمات اللّه، أو من الأخبار الصحيحة والعظات النافعة.. فالكلمة الطيبة، إذا تلقتها أذن واعية، واستقبلها قلب سليم، أينعت، وأثمرت، كما تينع وتثمر البذرة الطيبة، في الأرض الطيبة.
قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْماءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلا يُبْصِرُونَ}.
الأرض الجرز: أي الجديب، التي لا نبات فيها.
وتلك آية من آيات اللّه، تتملاها العين، فترى فيها قدرة اللّه، كما ترى فضله وإحسانه.
فهذا الماء الذي يسوقه اللّه تعالى محمولا على أجنحة السحاب، فينزل في الأرض الجديب، ويحيى مواتها، ويخرج من صدرها حبا ونباتا، وجنات ألفافا، تحيا عليها الأنعام، ويعيش فيها الناس- في هذا عبرة لمعتبر، وذكرى لمن يتذكر.
وقدمت الأنعام على أصحاب الأنعام، دلالة على أنه ليس للناس شيء في تقدير هذا الرزق الذي يسوقه اللّه إليهم وإلى أنعامهم.. وإنما هو من عند اللّه، وأن الأنعام والناس سواء في الاحتياج إلى اللّه، وأنهم إنما يرزقون كما ترزق الأنعام.. {وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُها} [6: هود].
قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ}.
الفتح: الفصل فيما بين النبي وبين المشركين من خلاف، فيما يدعون إليه من حق، وفيما هم فيه من باطل.
والاستفهام من المشركين، استهزاء، وتكذيب واتهام.. إنهم لا يؤمنون بأن هناك حسابا، ولا جزاء.
قوله تعالى: {قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمانُهُمْ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ} وقد جاء الجواب بما لا ينتظره السائلون.
إنهم كانوا لا ينتظرون جوابا.. وإذا كان ثمة جواب فليكن مؤقتا بالوقت الذي يقع فيه ما أنذروا به.. متى هو؟
ولم يجب القرآن على: {متى هو؟} وإنما أجاب على: كيف هو؟ وعلى أية صورة يقع؟ أما وقوعه فهو أمر لا شك فيه.
وأما الصورة التي يقع عليها، فإنها بلاء على المشركين، يوم يقفون وجها لوجه بين يدى هذا اليوم للحساب والجزاء.. حيث لا يقبل منهم إيمان في هذا اليوم، ولا يؤخر حسابهم ليوم آخر، حتى يصلحوا ما أفسدوا.
{ولا هم ينظرون} فقد انتهى أجلهم، وطويت صحف أعمالهم، على ما ضمّت عليه من كفر وضلال.
قوله تعالى: {فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ.. إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ}.
بهذه الآية تختم السورة.. وبهذا الأمر القاطع ينحسم الموقف بين النبي وأهل الشرك من قومه.. إنه بلغ رسالة ربه، وبالغ في إبلاغها.
مبشرا ومنذرا، فلم يزدهم ذلك إلا عنادا، وضلالا.. وإذن فليطو النبي كتابه، وليعرض عنهم، فلا يأبه لسفهائهم، ولا يقف عند ما يلقون إليه من أذى، كما يقول سبحانه: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ} [199: الأعراف] ثم لينتظر حكم اللّه، وما يقضى به بينه وبينهم، ولا يعجل، فإنهم منتظرون، لا يملكون التحول عما يريد اللّه فيهم.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال