سورة الأحزاب / الآية رقم 15 / تفسير تيسير التفسير / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقاً غَلِيظاً لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَن صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً أَلِيماً يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً إِذْ جَاءُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ القُلُوبُ الحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا هُنَالِكَ ابْتُلِيَ المُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً وَإِذْ يَقُولُ المُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُوراً وَإِذْ قَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لاَ مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِّنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلاَّ فِرَاراً وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِم مِّنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الفِتْنَةَ لآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلاَّ يَسِيراً وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِن قَبْلُ لاَ يُوَلُّونَ الأَدْبَارَ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْئُولاً

الأحزابالأحزابالأحزابالأحزابالأحزابالأحزابالأحزابالأحزابالأحزابالأحزابالأحزابالأحزابالأحزابالأحزابالأحزاب




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


جاءتكم جنود: الاحزاب، وهم قريش وبنو اسد وغطفان وبنو عامر وبنو سليم ومن اليهود بنو النضير وبنو قريظة. جنود لم تروها: الملائكة. زاغت الابصار: تحيرت من الدهشة والخوف. بلغت القلوب الحناجر: فزعت فزعاً شديداً كأنها قفزت إلى الحُلُوق من الخوف. ابتلي المؤمنون: اختُبروا وامتحنوا. وزُلزلوا زلزالا شديدا: اضطربوا من الفزَع بشكل رهيب من كثرة العدو. والذين في قلوبهم مرض: ضعفاء الايمان من المسلمين قريبي العهد بالاسلام. الا غرورا: وعداً باطلا قصد به التغرير بنا. يثرب: من اسماء المدينة، ولها مائة اسم. لا مقام لكم: لا ينبغي لكم الاقامة هنا. ان بيوتنا عورة: يعني مكشوفة للعدو خالية من الرجال المدافعين عنها. من اقطارها: من جوانبها. الفتنة: الردة ومقاتلة المؤمنين. آتوها: اعطوها. وما تلبّثوا بها: ما اقاموا بالمدينة. لا يولّون الادبار: لا يفرون منهزمين.
نزلت هذه الآيات إلى آخر الآية السابعة والعشرين في تفصيل غزوة الأحوزاب، أو غزوة الخندق.
كانت غزوة الأحزاب في شوّال سنة خمسٍ من الهجرة، وكانت نم أخطرِ الحوادث التي واجهها رسول الله والمسلمون، في تقرير مصير الدعوة الاسلامية. وكانت معركةً حاسمة ومحنة ابتُلي المسلمون فيها ابتلاءً لم يبتلوا بمثله.
أما سببها فهو أنه خرج نفرٌ من بني النضير، ونفر من بني وائل من اليهود، فقدِموا على قريش في مكة. وهناك دعوا قريشاً إلى حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقالوا لهم: أنا سنكون معكم حتى نستأصلَه هو ومن معه. فسرّ ذلك قريشاً، ونشِطوا لما دعوهم اليه. ثم خرج وفد اليهود فجاؤوا غطفان ودعوهم إلى حرب المسلمين. وطافوا في القبائل، حتى تمت لهم اتفاقية عسكرية، كانت قريش وغطفان من أهم اعضائها. فحشدت قريش أربعة آلاف مقاتل، وغطفان ستة آلاف. وأُسندت قيادةُ الجيش إلى أبي سفيان، وتعهد اليهود ان يدفعوا إلى غطفان كل ثمرِ نخلِ خيبرَ لسنة واحدة.
ولما سمع رسول الله وأصحابه عن تجمُّع القبائل مع قريش لقتال المسلمين وزحفهم إلى المدينة- تهيأ المسلمون للحرب، وقرروا التحصنّ في المدينة والدفاع عنها. وكان جيش المسلمين لا يزيد على ثلاثة آلاف مقاتل.
وفي هذه الاثناء أشار سلْمان الفارسيّ، رضي الله عنه، بحفر الخندق حول المدينة، وكانت هذه خطةً حربية متّبعة عند الفرس، فأمر الرسول الكريم بحفر الخندق في السهل الواقع شماليّ غرب المدينة، وهو الجانب المكشوف الذي يُخاف منه اقتحام العدو. وقد قسم رسول الله الخندقَ بين اصحابه لكل عشرةٍ اربعين ذراعا. وبلغ طول الخندق خمسة آلاف ذراع (نحو اربعة كيلو مترات)، وعمقه من سبعة اذرع إلى عشرة، وعرضهُ من تسعة أذرع إلى ما فوقها.
وكان حده الشرقي طرفَ حَرّة واقِم، وحده الغربي وادي بُطْحان حيث طرفُ الحرة الغربية، حرة الوبرة.
وعمل السلمون في حفر الخندق بجدٍّ ونشاط. وكان كلما عَرَضَ لهم مكان صعب فيه صخرة لجأوا إلى الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام فيأخذ المِعولَ بيده ويضربها حتى تتفتت، حتى أكملوه وتحصنوا وراءه.
وكان بين المسلمين وبني قريظة من اليهود معاهدةٌ، فحملهم حُييّ بن أخطَب، سيدُ بني النضير، على نقض تلك المعاهدة. فنقضوها، وتأهبوا لقتال المسلمين مع المشركين من قريش والعرب. وعظُم عند ذلك البلاءن واشتد الخوف، وزاغت الأبصار، وبلغت القلوبُ الحناجر.
وجاء أبو سفيان يقود ذلك الجيشَ الجرار وأحاطوا بالمدينة. وفوجئوا بالخندق، فوقفوا من ورائه، وقفز احد أبطالهم وهو عمرو بن عبد ودٍّ العامري بحاصنه فاجتاز الخندقَ وطلب المبارزة. فبرز له عليّ بن أبي طالب كرم الله وجهه، وقتله. ثم حصل بعضُ التراشق بالسهام، ودام الحصار نحو شهر، اشتد فيه البلاء. واستأذن بعض المنافقين في الذهاب إلى المدينة وقالوا: {إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلاَّ فِرَاراً}. وكان الوقت شتاءً واشتد البرد وهبّت ريح عاتية فقلبت القدور وقوضت الخيام. فقام أبو سفيان وقال: يا معشر قريش، إنكم واللهِ ما صبحتم بدار مقام، وقد أخلفتنا بنو قريظة، وبلغَنا عنهم الذي نَكره، ولَقِينا من شدة الريح ما ترون، فارتحِلوا فإني مرتحِل.
فانطلَقوا، واصبح الصباح فاذا القوم قد ارتحلوا. وانصرف المسلمون ووضعوا السلام وصدق الله العظيم: {يا أيها الذين آمَنُواْ اذكروا نِعْمَةَ الله عَلَيْكُمْ إِذْ جَآءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا وَكَانَ الله بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً}. {وَرَدَّ الله الذين كَفَرُواْ بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُواْ خَيْراً وَكَفَى الله المؤمنين القتال وَكَانَ الله قَوِيّاً عَزِيزاً}.
ووضعت الحربُ أوزارها، فلم ترجعْ قريش بعدَها إلى حرب المسلمين. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لن تَغزُوكم قريش بعد عامِكم هذا، ولكنّكم تغزونهم» والقصةُ بطولِها في سيرة ابن هشام وفي صحيح مسلم، وابن كثير.
واستُشهدوا من المسلمين يوم الخندق سبعة، وقُتل من المشركين اربعة.
{إِذْ جَآءُوكُمْ مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الأبصار وَبَلَغَتِ القلوب الحناجر وَتَظُنُّونَ بالله الظنونا....}.
إنها صورة هائلة مرعبة، فقد جاء أبو سفيان بذلك الجيش الكبير وحاصروا المسلمين من كلّ مكان، وبنو قريظة من ورائهم، فَبَلَغ الخوف أقصاه، وبلغت القلوبُ الحناجر خفقاناً واضطرابا، وظنّ بعضهم بالله ظنونا سيئة.
وكان ذلك اختباراً كبيرا وامتحاناً شديدا للمؤمنين، وأخذ المنافقين والذين في قلوبهم مرضٌ من ضعاف المسلمين يقولون: ما وعدَنا الله ورسولُه من النصر وعلوّ الكلمة الا وعداً باطلا!
وقالت طائفة من المنافقين كعبد الله بن أُبيّ واصحابه: يا أهلَ الميدنة، ليس هذا المقام بمقامٍ لكم فارجعوا إلى منازلكم، {وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِّنْهُمُ النبي يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلاَّ فِرَاراً} وهم من بني حارثة.
وما كان استئذانهم إلا جبناً وفِراراً من القتال. ثم بين الله وَهْنَ الدينِ وضعفه في قلوبهم فقال: {وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِّنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُواْ الفتنة لآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُواْ بِهَآ إِلاَّ يَسِيراً}.
ولو دخل عليهم الاحزابُ من جوانب بيوتهم، ثم طلبوا إليه الارتدادَ عن دِينهم وأن يقاتِلوا المؤمنين- لفعلوا ذلك مسرِعينَ من شدة الخوف.
ولقد كانوا عاهدوا الله لا ينهزمون امام عدوٍّ قط، {وَكَانَ عَهْدُ الله مَسْئُولاً}.
قراءات:
قرأ أبو عمرو ويعقوب وحمزة: {الظنون} بدون ألف. والباقون: {الظنونا} بالف بعد النون وقرأ حفص: {لا مُقام لكم} بضم الميم بمعنى الاقامة. والباقون: {لا مَقام لكم} بفتح الميم بمعنى الموضع. وقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر: {لأتوها} من غير مد، والباقون: {لآتوها} بالمد. يقول الطبري: قرأ بعض المكيين وعامة قراء الكوفة والبصرة {لآتوها} بمد الألف. وحفص كوفي، فتكون قراءة المصحف الصحيحة {لآتوها} بالمد.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال