سورة سبأ / الآية رقم 41 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ أَهَؤُلاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الجِنَّ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ فَالْيَوْمَ لاَ يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَّفْعًا وَلاَ ضَرًّا وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلاَّ رَجُلٌ يُرِيدُ أَن يَصُدَّكُمْ عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُكُمْ وَقَالُوا مَا هَذَا إِلاَّ إِفْكٌ مُّفْتَرًى وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ وَمَا آتَيْنَاهُم مِّن كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِن نَّذِيرٍ وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَمَا بَلَغُوا مِِعْشَارَ مَا آتَيْنَاهُمْ فَكَذَّبُوا رُسُلِي فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لله مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ قُلْ مَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلاَّمُ الغُيُوبِ

سبأسبأسبأسبأسبأسبأسبأسبأسبأسبأسبأسبأسبأسبأسبأ




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ أَهؤُلاءِ إِيَّاكُمْ كانُوا يَعْبُدُونَ (40) قالُوا سُبْحانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ (41) فَالْيَوْمَ لا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَفْعاً وَلا ضَرًّا وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذابَ النَّارِ الَّتِي كُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ (42) وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ قالُوا ما هذا إِلاَّ رَجُلٌ يُرِيدُ أَنْ يَصُدَّكُمْ عَمَّا كانَ يَعْبُدُ آباؤُكُمْ وَقالُوا ما هذا إِلاَّ إِفْكٌ مُفْتَرىً وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جاءَهُمْ إِنْ هذا إِلاَّ سِحْرٌ مُبِينٌ (43) وَما آتَيْناهُمْ مِنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَها وَما أَرْسَلْنا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ (44) وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَما بَلَغُوا مِعْشارَ ما آتَيْناهُمْ فَكَذَّبُوا رُسُلِي فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ (45)} [سبأ: 34/ 40- 45].
هذه آيات وعيد للكفار، فيوم يجمع اللّه تعالى العابدين والمعبودين، والقادة والأتباع، ثم يسأل اللّه الملائكة الذين عبدتهم جماعات وثنية: أهؤلاء كانوا يعبدونكم، وأنتم أمرتموهم بعبادتكم؟ وهذا سؤال تقريع وتوبيخ أمام الخلائق، ليسمع الآخرون. فقالت الملائكة: سبحانك، أي تنزيها لك يا رب عن الشريك وعما فعل هؤلاء الكفرة، نحن عبيدك، وأنت مولانا وناصرنا، ومتولي أمورنا، ونتبرأ إليك منهم، ولم نتخذهم عابدين، بل إنهم كانوا يعبدون الشياطين، أكثرهم مصدّقون بهم، فيما يلقون إليهم من الوساوس والأكاذيب. فقولهم {أَنْتَ وَلِيُّنا} يريدون به البراءة من أن يكون لهم علم أو رضا أو مشاركة في أن يعبدهم البشر.
ثم يعلن اللّه إفلاس المشركين، ففي يوم القيامة لا يملك أحدهم للآخر نفعا ولا ضرا، ولا يتحقق لهم منفعة من الأصنام والمعبودين، ولا يجلبون لهم ضررا أو سوءا.
وحينئذ يقول اللّه توبيخا وتقريعا للذين ظلموا أنفسهم بالشرك والضلال: ذوقوا عذاب جهنم، الذي كنتم تكذبون بوقوعه في الدنيا، فأنتم الآن في حميم النار، وفي لظى السعير.
وأسباب استحقاق الكفار نار جهنم ثلاثة: الطعن بالنبي صلّى اللّه عليه وسلم، وبالقرآن المجيد، وبالإسلام كله.
أما الطعن بالنبي: فإذا تليت عليهم آيات القرآن الواضحة الدالة على إثبات التوحيد، وإبطال الشرك قالوا: ما هذا الرجل، أي محمد إلا رجل يريد صرفكم عن دين الآباء والأجداد من عبادة الأصنام.
وأما الطعن بالقرآن: فإنهم يقولون أيضا: ما هذا الكتاب، أي القرآن إلا إفك مفترى، أي كذب مختلق من قبل محمد، ويدعي أنه من عند الله.
وأما الطعن بالإسلام كله: فإنهم يقولون: ما هذا الدين أو الإسلام إلا سحر ظاهر، بما اشتمل عليه من استجلاب النفوس واستمالة الأسماع. تعالى اللّه عن أقوالهم، وتنزه شرع اللّه عن طعنهم.
إنهم يقولون بآرائهم الباطلة هذه الأقوال، من وصف كتاب اللّه بالسحر أو الافتراء، وليس لهم دليل أصلا على ما زعموا، فلم ينزل اللّه عليهم كتابا قبل القرآن يقرر لهم دينا، ولم يرسل اللّه إليهم نبيا قبل محمد صلّى اللّه عليه وسلم يدعوهم إلى الحق، ولم يبعث اللّه لهم منذرا ينذرهم عذاب الله.
ولا قيمة لتكذيبهم وتشنيعهم، فلقد كذّبت بالرسل قبلهم أقوام كقوم نوح وعاد وثمود، ولم يبلغوا بقوتهم وماليتهم عشر ما آتى اللّه السابقين من ذلك، فلم يمنع ذلك عنهم عذاب الله، وكيف كان إنكاري الشديد عليهم؟
وقوله تعالى: {فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ} تعظيم للأمر، وليس استفهاما مجردا، وفي هذا تهديد لقريش، أي إنهم معرّضون لنكير وعذاب مثله، فما جرى على المثيل يجري على مثيله، لتساويهما في سبب العقاب، فيتساويان في الحكم والجزاء.
إن وضع المكذبين لرسول اللّه مجرد استكبار وعناد، وهم يعرفون الحق معرفة تامة، ولكنهم يحيدون عنه من غير حجة بينة، ولا دليل بيّن، ولا عذر لهم إلا التقليد المتوارث للآباء والأجداد، وإهمال عقولهم وتفكيرهم ووعي ظروف المستقبل.
الدعوة إلى الإيمان والعبادة والنبوة:
أمر اللّه نبيه بدعوة الناس قاطبة إلى عبادة اللّه تعالى وطاعته والإخلاص له، والنظر في حقيقة نبوته هو، والإيمان بالقرآن والقيامة والحساب والجزاء، وذلك لإنقاذ أنفسهم من العذاب الأليم، والبعد عن دائرة الكفر ومفاسده، والضلال ومذاهبه، والسير في فلك الحق ونفعه، والبعد عن الباطل وخسرانه، قبل أن يأتي يوم القيامة، فلا ينفعهم إيمان بالقرآن والنبي محمد صلّى اللّه عليه وسلم، لأن الآخرة دار الحساب والجزاء، والدنيا دار التكليف والاختبار، وهذا صريح الآيات الآتية:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال