سورة سبأ / الآية رقم 49 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

قُلْ جَاءَ الحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ البَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ قُلْ إِن ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلاَ فَوْتَ وَأُخِذُوا مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ وَقَالُوا آمَنَّا بِهِ وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ مِن قَبْلُ وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُّرِيبٍ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ جَاعِلِ المَلائِكَةِ رُسُلاً أُوْلِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلاَ مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلاَ مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ

سبأسبأسبأسبأسبأسبأسبأفاطرفاطرفاطرفاطرفاطرفاطرفاطرفاطر




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنى وَفُرادى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا ما بِصاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذابٍ شَدِيدٍ (46) قُلْ ما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (47) قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ (48) قُلْ جاءَ الْحَقُّ وَما يُبْدِئُ الْباطِلُ وَما يُعِيدُ (49) قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّما أَضِلُّ عَلى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِما يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ (50) وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ (51) وَقالُوا آمَنَّا بِهِ وَأَنَّى لَهُمُ التَّناوُشُ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ (52) وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ (53) وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ ما يَشْتَهُونَ كَما فُعِلَ بِأَشْياعِهِمْ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ (54)} [سبأ: 34/ 46- 54].
المعنى: قل أيها النبي للمشركين: أحذركم عاقبة السوء، وآمركم بخصلة أو قضية واحدة: وهي التأمل والنظر في حقيقة النبوة، وعبادة اللّه تعالى، وفي طاعته، إما مثنى (اثنين اثنين) وإما فرادى (واحد واحد) لأن الاجتماع الكثير يشوش الفكر، وينشر الغوغائية، وحينئذ تعلمون أن صاحبكم ليس بساحر ولا مجنون، وإنما هو نبي مؤيد من عند اللّه بالمعجزات المصدقة له، وأنه منذركم ومخوفكم ما ينتظركم من عذاب شديد على النفوس يوم القيامة.
وقل أيها النبي أيضا للمشركين: لم أطلب منكم أجرا ولا عطاء على أداء رسالة اللّه عز وجل إليكم، فما ثوابي أو أجري إلا على اللّه تعالى، واللّه مطلع على كل شيء، وعالم به، من صدقي بتبليغ الرسالة، وإعلامكم بالنبوة. وهذا أمر من اللّه تعالى بالتبري من طلب الدنيا وطلب الأجر على الرسالة، وتسليم كل دنيا إلى أهلها والتوكل على اللّه في الأجر، والإقرار بأنه شاهد على كل شيء من أفعال البشر وأقوالهم وغير ذلك. إن ربي عالم الغيب والشهادة يصطفي للنبوة من يشاء ويرسل جبريل بالوحي إلى من يشاء من عباده.
وقل كذلك أيها النبي للمشركين: جاء الدين الحق، وهو الإسلام الذي سيعلو على كل الدنيا، وآيات القرآن، وما يصنع الباطل شيئا، والباطل: الكذب والكفر.
ونحوه، استعار له الإبداء والإعادة، ونفاهما عنه.
وقل أيضا أيها الرسول لأهل الشرك: إن انحرفت عن الهدى ودين الحق، فإن إثم انحرافي على نفسي، وإن وفّقت للحق، فبسبب ما أوحى إلي ربي من الهداية والتوحيد والاستقامة، إنه سبحانه تام السمع لقولي وقولكم، قريب مني ومنكم، يعلم الهدى والضلالة، ويجازي كل إنسان بما يستحق.
ولو رأيت أيها النبي هؤلاء الكفار حين خافوا عند البعث والنشر من القبور، ثم الحشر، وعند رؤية ألوان العذاب الشديد، لرأيت العجب، فهم لا يتمكنون من الهرب والنجاة، ويؤخذون فورا من مكان قريب إلى نار جهنم، أي إنهم قريبون من ذلك لتناول القدرة الإلهية لهم حيث كانوا. فتدل الآية على معنى التعجب من حالهم، إذا فزعوا من أخذ اللّه إياهم، ولم يتمكن أحد منهم من الإفلات.
وقال الكفار حين الأخذ للعذاب: لقد آمنا بمحمد صلّى اللّه عليه وسلم وشرعه والقرآن، ولكن كيف لهم تعاطي الإيمان أو نيله، وقد بعدوا عن محل قبوله، أي أنّى لهم تناول مرادهم، وقد بعدوا عن مكان إمكان ذلك. وكيف يظفرون بالإيمان في الآخرة، وقد كفروا بالحق والقرآن والرسل في الدنيا؟ وكانوا يرجمون بالظن بقولهم: سحر وافتراء وغير ذلك، ويتكلمون بلا حجة ولا برهان، ويرمون بظنونهم الرسول وكتاب الله، وذلك غيب عنهم. وحيل بينهم وبين شهواتهم في الدنيا، وبين ما طلبوه في الآخرة، فمنعوا منه. والمراد أنه حيل بينهم وبين الإيمان، والتوبة، والرجوع إلى الأمانة والعمل الصالح، لأنهم اشتهوه في وقت لا تنفع فيه التوبة.
وقد فعلنا بهم ذلك، كما فعلنا بأمثالهم من كفار الأمم الماضية، إنهم كانوا جميعا في الدنيا في شك وريبة من أمر الرسل، ومطالبتهم بالتوحيد، وإثباتهم البعث والجزاء، والشرائع والأحكام. والأشياع: الفرق المشابهة لهم من كل أمة، جمع شيعة.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال