سورة فاطر / الآية رقم 5 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلاَ تَغُرَّنَّكُمُ الحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلاَ يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الغَرُورُ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُواًّ إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ فَلاَ تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ مَن كَانَ يُرِيدُ العِزَّةَ فَلِلَّهِ العِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ وَاللَّهُ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجاً وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَى وَلاَ تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلاَ يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ

فاطرفاطرفاطرفاطرفاطرفاطرفاطرفاطرفاطرفاطرفاطرفاطرفاطرفاطرفاطر




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (5) إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّما يَدْعُوا حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحابِ السَّعِيرِ (6) الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (7) أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِما يَصْنَعُونَ (8)} [فاطر: 35/ 5- 8].
أبانت آيات سورة فاطر في مطلعها ثلاثة أصول إيمانية: الأول- التوحيد الإلهي، والثاني- الرسالة النبوية، وهذا مما سبق بيانهما، والثالث- الحشر والبعث، وهذا موضوع الآيات المذكورة هنا.
يعظ اللّه تعالى جميع العالم، ويحذرهم غرور الدنيا بنعيمها وزخرفها، وينبّههم إلى عالم المعاد، فإن وعد اللّه بالبعث والجزاء حق ثابت لا شك فيه، والمعاد كائن لا محالة، بما فيه من خير ونعيم، أو عذاب مقيم، فلا تلتهوا بمغريات الدنيا ولذائذها عن العمل للآخرة، ولا يغرنكم الشيطان بالله، فيجعلكم في أوهام وآمال خيالية، ولا تلهينكم الحياة الدنيوية.
إن عداوة الشيطان لكم أيها البشر عداوة قديمة ظاهرة، فعادوه أنتم عداوة شديدة، وخالفوه بطاعة الله، واجتنبوا إغراءه بمعاصي اللّه ونواهيه، فعداوته:
بالمباينة والمقاطعة، والمخالفة له: باتباع الشرع.
إنما يريد الشيطان إضلالكم حتى يوصلكم معه إلى عذاب النار الشديد. ويدعو حزبه، أي حاشيته الصاغية له وجماعته الملتفين حوله، ليصيروا من أهل النار، فتكون اللام في {لِيَكُونُوا} لام الصيرورة، لأنه لم يدعهم صراحة إلى السعير، وإنما ترتب على الاستجابة لوساوسه صيرورة أمرهم منه إلى ذلك. والسعير: طبقة من طبقات جهنم، وهي سبع طبقات.
وجزاء فريقي الآخرة معروف، فالذين كفروا بالله ورسوله، وأنكروا الآخرة، واتبعوا وساوس الشيطان، لهم عذاب شديد في نار جهنم، لأنهم أطاعوا الشيطان، وعصوا الرحمن.
والذين صدقوا بالله ورسوله وباليوم الاخر، وعملوا صالح الأعمال من اتباع الأوامر، واجتناب النواهي، لهم مغفرة لذنوبهم وأجر كبير، وهو الجنة، بسبب الإيمان والعمل الصالح.
وفرق كبير بين الفريقين، فكيف يتساوى المحسن والمسيء وكيف يتماثل الذين حسّن لهم الشيطان أعمالهم، ظانين أنهم محسنون صنعا، وأولئك المهتدون على طريق الحق والخير؟ والمراد بمن زيّن له سوء عمله: كفار قريش وأمثالهم. وقوله تعالى: {أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ} جوابه محذوف، تقديره: كمن اهتدى. ثم واسى اللّه تعالى نبيه عن كفر قومه، ببيان أن من شاء اللّه إضلاله أضلّه، ومن شاء هدايته هداه، بسبب ما يعلم اللّه من استعداد كل واحد لتقبل الخير، أو حبّ الشر، ويجب التسليم لله تعالى في إضلال من شاء، وهداية من شاء.
وأمر اللّه نبيه بالإعراض عن أمر قومه، وألا يهلك نفسه أو يوقعها في الغم والحزن، بسبب عدم إيمان قومه، وإصرارهم على الكفر، وبقائهم في الضلال، فالله عليم بأحوالهم واستعداداتهم، وعالم بما يفعلون من المنكرات والقبائح، فيجازيهم بما يستحقون. وهذا وعيد للكفار، وتهديد، وزجر بليغ، والمراد بقوله: {فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ} ألا تغتم ولا تهتم وتضايق نفسك أو تهلكها متحسرا عليهم، أو حزنا عليهم، لأنهم لم يؤمنوا برسالتك. والحسرات جمع حسرة: وهي همّ النفس على فوات أمر.
والمطلوب بإيجاز: التأكد من الإيمان بالآخرة. والتحذير من وساوس الشيطان، ومن إغراءات الدنيا، والاستعداد للآخرة والنجاة بالإيمان والعمل الصالح.
الاحتجاج على الكفار في إنكار البعث:
إرشادات الحق جل جلاله تحمل كل عاقل على الاستجابة لها، والتفاعل معها، والاقتناع بها، لأنها في الغالب مستمدة من الحس المشاهد أمامه، الملموس لديه، ولا ينصرف أحد عن القناعة بهذه الأدلة والإرشادات إلا بسبب العناد والاستكبار، وتعطيل المواهب والطاقات المودعة عنده. وهذا هو الشأن في الإحتجاج على الكفار في إنكارهم البعث، وهو التأمل بالبلد الميت الذي لا نبت فيه، كيف يخضرّ وينبت بالماء، فتلك حياته، وكذلك إحياء الموتى، أي مثل ذلك ينقلب الميت أو الراكد إلى حياة حركية بإحياء الله، وإعادة الروح لكل إنسان. وهذا ما أرشدت إليه الآيات الآتية:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال