سورة فاطر / الآية رقم 29 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَمَا يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَلاَ الظُّلُمَاتُ وَلاَ النُّورُ وَلاَ الظِّلُّ وَلاَ الحَرُورُ وَمَا يَسْتَوِي الأَحْيَاءُ وَلاَ الأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي القُبُورِ إِنْ أَنْتَ إِلاَّ نَذِيرٌ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلاَّ خَلا فِيهَا نَذِيرٌ وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتَابِ المُنِيرِ ثُمَّ أَخَذْتُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا وَمِنَ الجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِراًّ وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ

فاطرفاطرفاطرفاطرفاطرفاطرفاطرفاطرفاطرفاطرفاطرفاطرفاطرفاطرفاطر




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ ثَمَراتٍ مُخْتَلِفاً أَلْوانُها وَمِنَ الْجِبالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُها وَغَرابِيبُ سُودٌ (27) وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ كَذلِكَ إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (28) إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتابَ اللَّهِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجارَةً لَنْ تَبُورَ (29) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (30)} [فاطر: 35/ 27- 30].
المعنى: ألم تشاهد أيها الإنسان أن الله خلق الأشياء المتفاوتة من الشيء الواحد، فإنه سبحانه أنزل الماء من السماء، وأخرج به ثمارا مختلفة الألوان والطعوم والأنواع، والرؤية في قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ} رؤية القلب، وهي المراد في آيات القرآن.
وموضوع هذه الآية مثل آية: {وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوانٌ وَغَيْرُ صِنْوانٍ يُسْقى بِماءٍ واحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَها عَلى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (4)} [الرعد: 13/ 4]. وجعل الله بين الجبال طرقا ذات ألوان مختلفة، بيضاء وحمراء وسوداء شديدة السواد، وخلق الله أيضا الناس والدوابّ والأنعام (وهي الإبل والبقر والغنم) مختلفة الألوان في الجنس الواحد، والنوع الواحد، والحيوان الواحد، كاختلاف الثمار والجبال.
وإنما يخاف الله بالغيب أهل العلم، فهم الذين يتأملون في هذا الاختلاف بين المخلوقات، ويدركون عظمة الصانع، وقدرته على صنع ما يشاء، وفعل ما يريد، فمن كان أعلم بالله، كان أخشى له، ومن لم يخش الله فليس بعالم، فالعلم رأس الخشية وسببها، أخرج القضاعي عن أنس: خشية الله رأس كل حكمة.
وأخرج الحكيم الترمذي وابن لال عن ابن مسعود: رأس الحكمة مخافة الله.
وقال الله تعالى: {سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشى (10)} [الأعلى: 87/ 10].
وقال صلّى اللّه عليه وسلّم فيما رواه عبد بن حميد وابن أبي ليلى: «أعلمهم بالله أشدهم له خشية».
وقال مجاهد والشعبي: إنما العالم من يخشى الله.
إن الله قوي قادر قاهر في كل شيء، ومنها انتقامه من الكافرين، وواسع المغفرة لذنوب عباده التائبين المؤمنين. والمراد بالعالم: هو عالم الطبيعة وطبقات الأرض، والحياة، والاجتماع، والفلك ونحو ذلك. وأما العلماء بكتاب الله تعالى: فهم الذين يتلون آيات القرآن الكريم، ويعملون بما اشتمل عليه من الفرائض والطاعات، كإقامة الصلاة في أوقاتها، والإنفاق من رزق الله وفضله في السر والعلانية، والنفقة: الصدقات ووجوه البر، فالسر من ذلك: التطوع، والعلانية: هو المفروض.
وهؤلاء يطلبون ثوابا جزيلا من الله على طاعتهم. وقوله: {يَرْجُونَ تِجارَةً لَنْ تَبُورَ} معناه يطمعون في تجارة رابحة بما يعملون من عمل، لن تكسد ويتعذر ربحها وهذا إشارة إلى الإخلاص في العمل.
ثم ذكر الله تعالى كيفية إيفائه الأجور، فقال: {لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ} والفعل {لِيُوَفِّيَهُمْ} متعلق بفعل مضمر تقديره: وعدهم بألا تبور تجارتهم إن فعلوا ذلك.
والمعنى: إن الله تعالى يوفي المؤمنين العاملين أجورهم كاملة، ويزيدهم من فضله، إما بمضاعفة الحسنات من العشر إلى السبع مائة، وإما النظر إلى وجه الله الكريم، وإما الشّفاعة في غيرهم لقوله تعالى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَزِيادَةٌ} [يونس: 10/ 26]، إن الله تعالى واسع المغفرة لذنوبهم، وافي الشكر لطاعتهم وللقليل من أعمالهم. والغفور: المتجاوز عن الذنوب الساتر لها. والشكور: المجازي على اليسير من الطاعة، المقرب لعبده منه.
إن من أعجب الأدلة وأقواها على وجود الله ووحدانيته وقدرته: عظمة خلق المخلوقات من الجمادات والأراضي والجبال والطرقات، وأنواع الحيوان، والإنسان.
وهذه الآية تتعلق بالعلوم العملية الطبيعية، ويقصد بها إقامة الحجة على كفار قريش.
وأما أهل الإيمان والعمل الصالح العاكفون على تلاوة القرآن، المقيمو الصلاة، والمنفقون من طيبات الرزق بأداء الفريضة علنا، وهي الزكاة، والتطوعات والصدقات سرا، فهم الراجون الثواب من الله ومزيد الفضل الإلهي، والله سبحانه لا يضيع أجر المحسنين، كما جاء في آيات أخرى، منها: {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ} [النساء: 4/ 173] ومنها: {رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ...} إلى قوله سبحانه: {لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ ما عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ} [النور: 24/ 37- 38].
ورثة القرآن وجزاء المؤمنين:
إن الاعتقاد بالقرآن الكريم يوجب التقيد بشرائعه وأحكامه وحلاله وحرامه، إلا أن ورثة القرآن ثلاثة أنواع: إما ظالم لنفسه، وإما مقتصد متوسط، وإما سابق بالخيرات، وجزاء السابقين المؤمنين جنان الخلد، يحمدون المولى على نعمه وفضله، ويجدون فيها النعيم المقيم، والراحة الكبرى من عناء الدنيا ومعكراتها وأحزانها، وتلك غاية كل إنسان في الحقيقة، لكن تحقيق هذه الغاية مرهون بالعمل الصالح المؤدي إلى هذه الغاية، لا بمجرد الآمال والأحلام، قال الله تعالى مبينا هذه الأمور:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال