سورة فاطر / الآية رقم 31 / تفسير تفسير البيضاوي / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الكِتَابِ هُوَ الحَقُّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الفَضْلُ الكَبِيرُ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ وَقَالُوا الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ المُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ لاَ يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلاَ يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لاَ يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَ لَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ إِنَّ اللَّهَ عَالِمُ غَيْبِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ

فاطرفاطرفاطرفاطرفاطرفاطرفاطرفاطرفاطرفاطرفاطرفاطرفاطرفاطرفاطر




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{ثُمَّ أَخَذْتُ الذين كَفَرُواْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ} أي إنكار بالعقوبة.
{أَلَمْ تَرَ أَنَّ الله أنَزَلَ مِنَ السماء مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا} أجناسها وأصنافها على أن كلا منها ذو أصناف مختلفة، أو هيئاتها من الصفرة والخضرة ونحوهما. {وَمِنَ الجبال جُدَدٌ} أي ذو جدد أي خطط وطرائق يقال جدة الحمار للخطة السوداء على ظهره، وقرئ: {جُدَدٌ} بالضم جمع جديدة بمعنى الجدة و{جُدَدٌ} بفتحتين وهو الطريق الواضح. {بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ ألوانها} بالشدة والضعف. {وَغَرَابِيبُ سُودٌ} عطف على {بَيْضٌ} أو على {جُدَدٌ} كأنه قيل: ومن الجبال ذو جدد مختلفة اللون ومنها {غرابيب} متحدة اللون، وهو تأكيد مضمر يفسره ما بعده فإن الغربيب تأكيد للأسود ومن حق التأكيد أن يتبع المؤكد ونظير ذلك في الصفة قول النابغة:
وَالمُؤْمِنُ العَائِذَاتُ الطَيْرُ يَمْسَحُهَا ***
وفي مثله مزيد تأكيد لما فيه من التكرير باعتبار الإِضمار والإِظهار.
{وَمِنَ الناس والدواب والأنعام مُخْتَلِفٌ ألوانه كَذَلِكَ} كاختلاف الثمار والجبال. {إِنَّمَا يَخْشَى الله مِنْ عِبَادِهِ العلماء} إذ شرط الخشية معرفة المخشي والعلم بصفاته وأفعاله، فمن كان أعلم به كان أخشى منه ولذلك قال عليه الصلاة والسلام: «إني أخشاكم لله وأتقاكم له» ولذلك أتبعه بذكر أفعاله الدالة على كمال قدرته، وتقديم المفعول لأن المقصود حصر الفاعلية ولو أخر انعكس الأمر. وقرئ برفع اسم الله ونصب العلماء على أن الخشية مستعارة للتعظيم فإن المعظم يكون مهيباً. {إِنَّ الله عَزِيزٌ غَفُورٌ} تعليل لوجوب الخشية لدلالته على أنه معاقب للمصر على طغيانه غفور للتائب عن عصيانه.
{إِنَّ الذين يَتْلُونَ كتاب الله} يداومون على قرائته أو متابعة ما فيه حتى صارت سمة لهم وعنواناً، والمراد بكتاب الله القرآن أو جنس كتب الله فيكون ثناء على المصدقين من الأمم بعد اقتصاص حال المكذبين. {وَأَقَامُواْ الصلاة وَأَنْفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّا وَعَلاَنِيَةً} كيف اتفق من غير قصد إليهما. وقيل السر في المسنونة والعلانية في المفروضة. {يَرْجُونَ تجارة} تحصيل ثواب الطاعة وهو خبر إن. {لَّن تَبُورَ} لن تكسد ولن تهلك بالخسران صفة للتجارة وقوله: {لِيُوَفّيَهُمْ أُجُورَهُمْ} علة لمدلوله أي ينتفي عنها الكساد وتنفق عند الله ليوفيهم بنفاقها أجور أعمالهم، أو لمدلول ما عد من امتثالهم نحو فعلوا ذلك {لِيُوَفّيَهُمْ} أو عاقبة ل {يَرْجُونَ}. {وَيَزِيدَهُم مّن فَضْلِهِ} على ما يقابل أعمالهم. {إِنَّهُ غَفُورٌ} لفرطاتهم. {شَكُورٍ} لطاعاتهم أي مجازيهم عليها، وهو علة للتوفية والزيادة أو خبر إن ويرجون حال من واو وأنفقوا.
{والذى أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الكتاب} يعني القرآن و{مِنْ} للتبيين أو الجنس و{مِنْ} للتبعيض. {هُوَ الحق مُصَدّقاً لّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ} أحقه مصدقاً لما تقدمه من الكتب السماوية حال مؤكدة لأن حقيته تستلزم موافقته إياه في العقائد وأصول الأحكام.
{إِنَّ الله بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ} عالم بالبواطن والظواهر فلو كان في أحوالك ما ينافي النبوة لم يوح إليك مثل هذا الكتاب المعجز الذي هو عيار على سائر الكتب، وتقديم الخبير للدلالة على أن العمدة في ذلك الأمور الروحانية.
{ثُمَّ أَوْرَثْنَا الكتاب} حكمنا بتوريثه منك أو نورثه فعبر عنه بالماضي لتحققه، أو أورثناه من الأمم السالفة، والعطف على {إِنَّ الذين يَتْلُونَ} {والذى أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ} اعتراض لبيان كيفية التوريث. {الذين اصطفينا مِنْ عِبَادِنَا} يعني علماء الأمة من الصحابة ومن بعدهم، أو الأمة بأسرهم فإن الله اصطفاهم على سائر الأمم {فَمِنْهُمْ ظالم لّنَفْسِهِ} بالتقصير في العمل به. {وَمِنْهُمْ مُّقْتَصِدٌ} يعمل به في غالب الأوقات. {وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بالخيرات بِإِذُنِ الله} بضم التعليم والإِرشاد إلى العمل، وقيل الظالم الجاهل والمقتصد المتعلم والسابق العالم. وقيل الظالم المجرم والمقتصد الذي خلط الصالح بالسيء والسابق الذي ترجحت حسناته بحيث صارت سيئاته مكفرة، وهو معنى قوله عليه الصلاة والسلام: «أما الذين سبقوا فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب، وأما الذين اقتصدوا فأولئك يحاسبون حساباً يسيراً، وأما الذين ظلموا أنفسهم فأولئك يحبسون في طول المحشر ثم يتلقاهم الله برحمته» وقيل الظالم الكافر على أن الضمير للعباد، وتقدميه لكثرة الظالمين ولأن الظلم بمعنى الجهل والركون إلى الهوى مقتضى الجبلة والاقتصاد والسبق عارضان. {ذَلِكَ هُوَ الفضل الكبير} إشارة إلى التوريث أو الاصطفاء أو السبق.
{جنات عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا} مبتدأ وخبر والضمير للثلاثة أو ل {الذين} أو لل {مُّقْتَصِدٌ} وال {سَابِقُ}، فإن المراد بهما الجنس وقرئ: {جنة عدن} و{جنات عَدْنٍ} منصوب بفعل يفسره الظاهر، وقرأ أبو عمرو {يَدْخُلُونَهَا} على البناء للمفعول. {يُحَلَّوْنَ فِيهَا} خبر ثان أو حال مقدرة، وقرئ: {يُحَلَّوْنَ} من حليت المرأة فهي حالية. {مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ} {مِنْ} الأولى للتبعيض والثانية للتبيين. {وَلُؤْلُؤاً} عطف على {ذَهَبَ} أي {مّن ذَهَبٍ} مرصع باللؤلؤ، أو {مّن ذَهَبٍ} في صفاء اللؤلؤ ونصبه نافع وعاصم رحمهما الله تعالى عطفاً على محل {مِنْ أَسَاوِرَ}. {وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ}.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال