سورة فاطر / الآية رقم 34 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الكِتَابِ هُوَ الحَقُّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الفَضْلُ الكَبِيرُ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ وَقَالُوا الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ المُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ لاَ يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلاَ يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لاَ يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَ لَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ إِنَّ اللَّهَ عَالِمُ غَيْبِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ

فاطرفاطرفاطرفاطرفاطرفاطرفاطرفاطرفاطرفاطرفاطرفاطرفاطرفاطرفاطر




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللَّهَ بِعِبادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ (31) ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (32) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ (33) وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ (34) الَّذِي أَحَلَّنا دارَ الْمُقامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لا يَمَسُّنا فِيها نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنا فِيها لُغُوبٌ (35)} [فاطر: 35/ 31- 35].
الآية الأولى: {وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ} تثبيت من الله تعالى لأمر نبيه وبيان لمنزلة القرآن ومهمته بين الكتب السماوية، فالذي أوحينا إليك أيها النبي وهو القرآن المجيد: هو الحق الثابت الدائم المنزل إليك، مصدقا ومؤيدا لما تقدمه أو لما بين يديه من الكتب السابقة، وهو التوراة والإنجيل. إن الله محيط علمه بأمور عباده، بصير مطّلع على أحوالهم. وهذا وعيد لمن أعرض عن القرآن وهجره إلى غيره.
ثم توارث معاني القرآن وعلمه وأحكامه وعقائده، بقضاء الله وقدره، جماعة من عباد الله وهم أمة محمد صلّى اللّه عليه وسلّم اختارهم لتحمّل عبء الرسالة القرآنية، فكانوا أقساما ثلاثة:
- فمنهم الظالم لنفسه، أي الذي تجاوز الحد، وهو المفرّط في فعل بعض الواجبات المرتكب لبعض المحرمات، وهو العاصي المسرف.
- ومنهم المقتصد: المتوسط المؤدي للواجبات، التارك للمحرمات، وهو المتقي للكبائر، لكنه يرتكب بعض الصغائر، ويترك بعض المستحبات المرغوب فيها.
- ومنهم السابق بالخيرات بإذن الله: وهو الذي يفعل الواجبات والمستحبات، والمتقي على الإطلاق. وبإذن الله: معناه بأمره ومشيئته فيمن أحب من عباده.
والأصناف الثلاثة في الجنة بسبب الإيمان، وتوريث الكتاب واصطفاء بعض الناس ليكونوا أمة الدعوة أمة محمد وما يكون من الرحمة: هو فضل عظيم من الله تعالى. وأورثنا: معناه أعطيناه فرقة بعد موت فرقة.
أخرج الترمذي وحسنه والطبراني والبيهقي في البعث، وغيرهم عن أسامة بن زيد رضي الله عنه: أن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم قرأ هذه الآية وقال: «كلهم في الجنة».
وجزاء المؤمنين المصطفين: أن يدخلهم ربهم جنات إقامة دائمة يوم المعاد، يحلّون فيها أساور من ذهب، مرصع باللؤلؤ، ويكون لباسهم حريرا خالصا، أباحه الله تعالى لهم في الآخرة، بعد حظره على الرجال في الدنيا.
ثبت في الصحيح: أن رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «من لبس الحرير في الدنيا، لم يلبسه في الآخرة» وقال: «هي لهم في الدنيا، ولكم في الآخرة».
وقال المؤمنون حين استقروا في جنات عدن: الحمد والشكر لله على ما أذهب عنا من الخوف من المخاطر والمحاذير، وأراحنا من هموم الدنيا والآخرة، إن ربنا صاحب الفضل والرحمة والسعة، فهو غفور لذنوب عباده، متجاوز عنها، ساتر لها، شكور لطاعتهم، مجاز على اليسير من الطاعة، مقرّب لعبده به، قال ابن عباس رضي الله عنهما وغيره: غفر لهم الكثير من السيئات، وشكر لهم اليسير من الحسنات.
وقالوا أيضا: الحمد لله الذي أعطانا هذه المنزلة، ومتّعنا بهذه الإقامة، وبدار المقامة: وهي الجنة، بفضله وإحسانه ورحمته، ولم تكن أعمالنا تساوي ذلك، ولا نتعرض فيها لتعب ولا إعياء، لا في الأبدان ولا في الأرواح، لأنهم واظبوا على العبادة في الدنيا، فصاروا في راحة دائمة في الآخرة، كما قال الله تعالى: {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِما أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخالِيَةِ (24)} [الحاقة: 69/ 24].
إن نعيم الجنة نعيم مادي حسي وروحاني معنوي، وهو دائم خالد لا ينقطع ولا يزول، وفيه يتمتع أهل الجنة بما لا يحلمون به، وكل ذلك يستحق تمام الحمد والثناء على الله تعالى، لإدراك هذه الحظوة التي لا مثيل لها، ويغبطهم فيها كل بعيد عنها، محروم منها.
جزاء الكافرين:
بعد أن ذكر الله تعالى جزاء المؤمنين في الآخرة في جنان الخلد، ذكر جزاء الكفار لعقد موازنة أو مقارنة بين الجزاءين، فيقبل العاقل على ما يجعله من فريق المؤمنين السعداء، ويبتعد عن موجبات جزاء الكافرين الأشقياء، وليتأكد كل الناس أن القرار الحاسم في الحكم الإلهي لا يقبل النقض، ولا يجد الخاسرون أنصارا ينصرونهم من بأس الله وعذابه، ولا طريق للإنقاذ أو تصور العودة إلى الدنيا، لأن الاختبار واحد والنتيجة واحدة، لا تتكرر، قال الله تعالى واصفا جزاء الكفار:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال