سورة يس / الآية رقم 25 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً أَصْحَابَ القَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا المُرْسَلُونَ إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْسَلُونَ قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمَنُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ وَمَا عَلَيْنَا إِلاَّ البَلاغُ المُبِينُ قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ قَالُوا طَائِرُكُم مَّعَكُمْ أَئِن ذُكِّرْتُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ وَجَاءَ مِنْ أَقْصَا المَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا المُرْسَلِينَ اتَّبِعُوا مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْراً وَهُم مُّهْتَدُونَ وَمَا لِيَ لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ أَأَتَّخِذُ مِـن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لاَ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلاَ يُنقِذُونِ إِنِّي إِذاً لَّفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ قِيلَ ادْخُلِ الجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ المُكْرَمِينَ

يسيسيسيسيسيسيسيسيسيسيسيسيسيسيس




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً أَصْحابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جاءَهَا الْمُرْسَلُونَ (13) إِذْ أَرْسَلْنا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُما فَعَزَّزْنا بِثالِثٍ فَقالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ (14) قالُوا ما أَنْتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُنا وَما أَنْزَلَ الرَّحْمنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ (15) قالُوا رَبُّنا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ (16) وَما عَلَيْنا إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (17) قالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذابٌ أَلِيمٌ (18) قالُوا طائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَإِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (19) وَجاءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعى قالَ يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20) اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ (21) وَما لِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (22) أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمنُ بِضُرٍّ لا تُغْنِ عَنِّي شَفاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلا يُنْقِذُونِ (23) إِنِّي إِذاً لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (24) إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ (25) قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قالَ يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26) بِما غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ (27) وَما أَنْزَلْنا عَلى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّماءِ وَما كُنَّا مُنْزِلِينَ (28) إِنْ كانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً واحِدَةً فَإِذا هُمْ خامِدُونَ (29)} [يس: 36/ 13- 29].
المعنى: اضرب يا محمد مثلا في الغلو والكفر لقومك بأهل قرية هي أنطاكية في رأي ابن عباس، حين أرسل الله إليهم ثلاثة رجال مرسلين من أصحاب عيسى عليه السّلام الحواريين، فكذبوهم. وعدد المرسلين اثنان أرسلهما عيسى بأمر الله تعالى، فكذب القوم رسالتهما، فأيدهما الله برسول ثالث، فقالوا لأهل القرية: إنا مرسلون إليكم من ربكم الذي خلقكم بأن تعبدوه وحده، وتتركوا عبادة الأصنام.
فقال أهل القرية للمرسلين الثلاثة: لستم أنتم إلا بشرا أمثالنا، تأكلون الطعام وتشربون، فمن أين لكم التميز علينا؟ والله الرحمن لم ينزل إليكم رسالة ولا كتابا مما تدّعون، ويدّعيه غيركم من الرسل، فما أنتم بادعائكم الرسالة إلا قوم كاذبون.
فأجابهم الرسل الثلاثة قائلين: الله يعلم أنا رسله إليكم، ولو كنا كذبة عليه، لانتقم منا أشد الانتقام. ومهمتنا أنه ليس علينا إلا إبلاغكم ما أرسلنا به إليكم، ولا يجب علينا إلا تبليغ الرسالة بنحو واضح.
فهدّدهم أهل القرية بقولهم: لقد تشاءمنا منكم، ولم نر خيرا في عيشنا معكم، ولئن لم تنتهوا عن دعوتكم هذه، لنرجمنكم بالحجارة، وليصيبنكم منا عذاب مؤلم شديد.
فأجابهم الرسل الثلاثة: شؤمكم مردود عليكم، وهو مصاحب لكم، وسببه تكذيبكم وكفركم بربكم، ولسنا نحن، بل أنتم قوم مسرفون في الضلال، متجاوزون الحد في مخالفة الحق.
ثم أيدّهم الله بنصير من القوم، فجاء رجل مؤمن بالله وبالرسل، من أبعد أطراف المدينة يسرع المشي لما سمع بخبر الرسل، وهو حبيب النجار في رواية عن أبي مجلز وكعب الأحبار وابن عباس، فقال ناصحا قومه: يا قوم، اتبعوا رسل الله فيما أتوكم به، لإنقاذكم من الضلال، اتبعوا هؤلاء الذين لا يطلبون منكم أجرا ماليا على إبلاغ الرسالة، فهم مخلصون في عملهم ودعوتهم، وهم جماعة مهتدون إلى الحق والإيمان الصحيح بعبادة الله وحده لا شريك له.
وإني أحب لكم ما أحب لنفسي، وأنا ما الذي يمنعني من عبادة الله الذي خلقني، وإليه رجوعي ومصيري يوم المعاد؟ وفي هذا ترغيب بعبادة الله تعالى وترهيب من عقابه، والدليل على سلامة منهجي في الاعتقاد والعبادة: كيف أتخذ من دون الله آلهة أخرى، لا تضر ولا تنفع، وهي عبادة الأصنام؟ وهذا استفهام إنكار وتوبيخ، فلن أتخذ من دون الله آلهة، فإنه إن أرادني الله الرحمن بسوء أو ضرر، لم تنفعني شفاعة هذه الأصنام التي تعبدونها، ولا تنقذني من أي سوء. إن اتخذت هذه الأصنام آلهة من دون الله، فإني في الحقيقة والواقع في خطأ واضح، وانحراف بيّن عن الحق، إني صدّقت بربكم الذي أرسلكم أيها الرسل، فاشهدوا لي بذلك عنده. فلما قال ذلك، قتله قومه.
فقيل له: ادخل الجنة، لاستشهادك في سبيل إعلاء كلمة الحق، فدخلها، فلما عاين نعيمها، قال محبا لإنقاذ قومه: يا ليت قومي يعلمون بمآلي وحسن حالي، فيؤمنوا بالله مثل إيماني.
ثم خاطب الله نبيه متوعدا لقريش: لم نحتج في تعذيب القوم إلى جند من جنود الله كالحجارة والغرق والريح وغير ذلك، بل كانت صيحة واحدة من أحد الملائكة، دمرتهم، لأنهم كانوا أيسر وأهون من ذلك، فصاروا بهذه الصيحة موتى هامدين.
بعض أدلة القدرة الإلهية:
عني القرآن الكريم عناية شديدة بإثبات البعث (اليوم الآخر) بإيراد مظاهر أو أدلة على القدرة الإلهية الفائقة، إما بإهلاك الظالمين هلاكا استئصاليا، من الأقوام الغابرين، ثم يحضرهم الله للحساب، وإما بإحياء الأرض الميتة بالمطر وإيجاد البساتين اليانعة وتفجير الأنهار فيها، وإما بسلخ النهار من الليل، أو بتسيير الشمس والقمر في مدارهما، أو بحمل الآباء والذرية في السفن، حفاظا على الوجود الإنساني، وغير ذلك، قال الله تعالى موضحا هذه الأدلة:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال