سورة يس / الآية رقم 65 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

إِنَّ أَصْحَابَ الجَنَّةِ اليَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلالٍ عَلَى الأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُم مَّا يَدَّعُونَ سَلامٌ قَوْلاً مِّن رَّبٍّ رَّحِيمٍ وَامْتَازُوا اليَوْمَ أَيُّهَا المُجْرِمُونَ أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لاَّ تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنكُمْ جِبِلاًّ كَثِيراً أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ هَذِهِ جَهَنَّمُ الَتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ اصْلَوْهَا اليَوْمَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ وَلَوْ نَشَاءُ لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِياًّ وَلاَ يَرْجِعُونَ وَمَن نُّعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الخَلْقِ أَفَلاَ يَعْقِلُونَ وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ لِيُنذِرَ مَن كَانَ حَياًّ وَيَحِقَّ القَوْلُ عَلَى الكَافِرِينَ

يسيسيسيسيسيسيسيسيسيسيسيسيسيسيس




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{إِنَّ أَصْحابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فاكِهُونَ (55) هُمْ وَأَزْواجُهُمْ فِي ظِلالٍ عَلَى الْأَرائِكِ مُتَّكِؤُنَ (56) لَهُمْ فِيها فاكِهَةٌ وَلَهُمْ ما يَدَّعُونَ (57) سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ (58) وَامْتازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ (59) أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (60) وَأَنِ اعْبُدُونِي هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ (61) وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلاًّ كَثِيراً أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ (62) هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (63) اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (64) الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ وَتُكَلِّمُنا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ (65) وَلَوْ نَشاءُ لَطَمَسْنا عَلى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّراطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ (66) وَلَوْ نَشاءُ لَمَسَخْناهُمْ عَلى مَكانَتِهِمْ فَمَا اسْتَطاعُوا مُضِيًّا وَلا يَرْجِعُونَ (67) وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلا يَعْقِلُونَ (68)} [يس: 36/ 55- 68].
هذه أوصاف فيها موازنة دقيقة بين جزاءين: جزاء المحسنين وجزاء المسيئين. أما المحسنون: فهم المؤمنون الصالحون المنزلون في روضات الجنات يوم القيامة، المشغولون بما يتمتعون به من النعيم والتفكر عما فيه أهل النار من العذاب.
و{فاكِهُونَ}: فرحون طربون، وليس التمتع مقصورا عليهم، وإنما هم وأزواجهم في الجنة في ظلال وارفة، يتكئون على الأرائك، أي الوسائد والأسرّة والفرش الناعمة. والأرائك: السرر المفروشة، وتقدّم لهم أنواع الفاكهة، وغير ذلك مما يتمنون ويشتهون. ويحيّون من الله تعالى الرب الرحيم بعباده بالسلام، أي الأمان من كل مكروه، يقول لهم الله: سلام عليكم يا أهل الجنة.
وأما المسيئون: فهم الأشقياء أهل النار الكافرون، فيقال لهم: تميزوا في موقفكم وانفصلوا عن المؤمنين، أيها المجرمون. وهذه معادلة لقوله تعالى لأصحاب الجنة: {سَلامٌ} وهو توبيخ لهم على عهده إليهم، ومخالفتهم عهده، فيكون سبب تمييزهم وفصلهم أنه كما حكى القرآن: ألم أعهد إليكم، أي آمركم وأوصكم من طريق الرسل أيها البشر: ألا تطيعوا الشيطان، فيما يوسوس به إليكم من المعصية والمخالفة، فإن الشيطان عدو ظاهر العداوة لكم، بدءا من عهد أبيكم آدم عليه السّلام.
وأمرتكم أن تعبدوني وتطيعوني وحدي، فيما أمرتكم به ونهيتكم عنه، وهذا هو الطريق المعتدل القويم، وهو دين الإسلام.
ولقد أغوى الشيطان خلقا كثيرا، وزين لهم فعل السيئات، وصدّهم عن طاعة الله وتوحيده، أفلم تعقلوا عداوة الشيطان لكم؟! ويقال لهم تقريعا وتوبيخا: هذه النار التي وعدتم بها في الدنيا، وحذّرتكم منها على ألسنة الرسل، فكذبتموهم: ادخلوها وذوقوا حرها اليوم، بسبب كفركم بالله في الدنيا، وتكذيبكم بها. وهو أمر تنكيل وإهانة. ويواجهون بجرائمهم عيانا، ففي هذا اليوم الرهيب، يختم الله على أفواههم، بحيث لا يقدرون على الكلام، وتتكلم أيديهم وأرجلهم، شاهدة على أصحابها بما ارتكبت من آثام في الدنيا. والتكلم للأيدي والأرجل لأن أكثر الأفعال تتم بمباشرة الأيدي، وسعي الأرجل.
وقدرة الله كبيرة، فلو شاء لأذهب أعينهم وأعماهم، فصاروا لا يبصرون طريق الهدى، ولا يعرفون طريق النجاة، فكيف يبصرون وقد ذهبت أبصارهم؟ أي لو شاء ربك لمسح أعين الكفار، حتى أرادوا سلوك الطريق الواضح المعروف لهم لما استطاعوا، فكيف يبصرون حينئذ؟
ولو شاء الله لبدّل خلقهم، وحوّل صورهم إلى صور أخرى أقبح منها كالقردة والخنازير، وهم جاثمون في الأماكن التي ارتكبوا فيها السيئات، فلا يتمكنون من الذهاب أمامهم ولا الرجوع وراءهم، بل يلزمون حالا واحدة، لا يتقدمون ولا يتأخرون.
ومن يطل الله عمره، يتبدل حاله بقدرة الله، ولا يفعل ذلك إلا الله، فيرده إلى الضعف بعد القوة، والعجز بعد النشاط، والبله بعد الفهم، ونحو ذلك، أفلا يدركون ويتفكرون أنهم كلما تقدّمت بهم السّن، ضعفوا عن العمل، فإذا أعطاهم الله فرصة أخرى للعمل، فلن يفيدهم طول العمر شيئا، وفي هذا قطع لأعذارهم بأنه لم تتوافر لديهم الفرصة الكافية للبحث والنظر والعمل.
صفة الرسالة النبوية:
ركّز القرآن الكريم في التشريع المكي على إثبات أصول الدين الثلاثة: وهي الوحدانية، كما جاء في آية سابقة في سورة يس: {وَأَنِ اعْبُدُونِي هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ (61)} والبعث أو اليوم الآخر كما في قوله تعالى: {هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (63)} والرسالة النبوية في قوله تعالى: {وَما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ وَما يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ}. وهذه الأصول الثلاثة تنقض عقائد المشركين، وتقيم بدلها ما ينبغي اعتقاده ومطابقته للواقع، فإن تركوا عقائدهم الموروثة، وبادروا إلى الإيمان بأصوله الثوابت، كان لهم عزّ الدنيا والآخرة. قال الله تعالى مبينا أوصاف الرسالة النبوية:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال