سورة آل عمران / الآية رقم 103 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَن يَعْتَصِم بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ البَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَبْيَضُّ وَجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وَجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وَجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا العَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وَجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِّلْعَالَمِينَ

آل عمرانآل عمرانآل عمرانآل عمرانآل عمرانآل عمرانآل عمرانآل عمرانآل عمرانآل عمرانآل عمرانآل عمرانآل عمرانآل عمرانآل عمران




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102) وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً وَكُنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103)} [آل عمران: 3/ 102- 103].
قال ابن عباس مبينا سبب النزول: كان بين الأوس والخزرج شر في الجاهلية، فذكروا ما بينهم، فثار بعضهم إلى بعض بالسيوف، فأتى النبي صلّى اللّه عليه وسلّم، فذكر ذلك له، فذهب إليهم، فنزلت هذه الآية: {وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلى عَلَيْكُمْ آياتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ} [آل عمران: 3/ 101] {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا}.
أعدّ اللّه الأمة للاجتماع والاتحاد، فأمر الجميع بتقوى اللّه تعالى، والمعنى: يا أيها الذين آمنوا اتقوا اللّه اتقاء حقا شاملا فيما استطعتم، أي بالغوا في التقوى، وأدوها كاملة حتى لا تتركوا شيئا من المستطاع، وذلك بالتزام أوامر اللّه واجتناب نواهيه، بأن يطاع اللّه فلا يعصى، ويشكر فلا يكفر، ويذكر فلا ينسى، ومعنى قوله تعالى: {وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}: دوموا على الإسلام حتى يوافيكم الموت وأنتم عليه، والإسلام: هو المعنى الجامع للتصديق في القلب وأداء الأعمال، وهو الدّين عند اللّه، وهو الذي بني على خمس معروفة.
وبعد توحيد العقيدة والعمل، أمر اللّه تعالى بالتمسك بكتاب اللّه وعهده واتباع سنة نبيه، وهذا هو حبل اللّه، وتسمى العهود والمواثيق حبالا، وحبل اللّه الذي أمر باتباعه: هو القرآن، أخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن أبي سعيد الخدري أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «كتاب اللّه: هو حبل اللّه الممدود من السماء إلى الأرض».
ثم نهى اللّه عن التفرق أبدا، فإن الداء العضال في الفرقة والانحلال. ويكون التزام الجماعة بعد الاعتصام بالكتاب والسنة هو سبيل الوحدة، والبعد عن التفرق.
أخرج الإمام أحمد عن أنس بن مالك عن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم أنه قال: «إن بني إسرائيل افترقوا على إحدى وسبعين فرقة، وإن أمتي ستفترق على اثنتين وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة». قيل: يا رسول اللّه، وما هذه الواحدة؟ فقبض يده وقال: «الجماعة»، ثم قرأ: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا}.
وقد كان العرب الجاهليون في حروب مستعرة وعداوات وأحقاد، وبخاصة الأوس والخزرج، فلما جاء الإسلام، انتزع من قلوبهم الحقد، وطهرهم من العداوة، وأصبحوا بنعمة اللّه إخوانا متحابين متعاطفين، يؤثرون إخوانهم على أنفسهم، ولو كان بهم خصاصة (أي حاجة) وكانوا على وشك الوقوع في النار بسبب شركهم ووثنيتهم إذا ماتوا، فأنقذهم اللّه بالإسلام والتوحيد، والإيمان والطاعة، ومثل هذا البيان والتوجيه والتذكير، يبين اللّه آياته للناس، ليهتدوا إلى الطريق المستقيم، أو ليكونوا بالاستقامة والسداد راجين الهداية.
والجامع بين المسلمين هو المبدأ العظيم في القرآن: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات: 49/ 10] والحديث النبوي الذي رواه أحمد ومسلم: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى».
إن عزة العرب والمسلمين تتطلب منهم أولا وقبل كل شيء الاستغناء عن غيرهم في كل شيء عسكري واقتصادي، لأن الحاجة تقتضي المذلة والهوان، وسبيل تحقيق وحدة الصف لهذه الأمة: هو الحفاظ على شخصيتها المتماسكة، وتميزها الذاتي، ورفض تبعتها لغيرها من الأمم التي لا تبغي لها إلا الشر، وينبغي أن تكون لنا استراتيجيتنا الذاتية وخطتنا الخاصة وعقليتنا الواعية، فلا نطمئن لمشورة غيرنا، ولنتأمل جيدا في مصداقية ما ينصحوننا به، كيلا نقع كما وقعنا كثيرا في شرك خداعهم، وإلحاق أفدح الخسائر والمحن والبلايا في مصالحنا وبناء أمجاد وطننا وأمتنا.
جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومنهجهم:
قد يتعرض الأفراد والجماعات للنسيان أو الضعف أو التورط في معصية، فيكون التذكير بالخير والنصح والإرشاد خير سبيل لاستدراك الخطأ، والعودة إلى جادة الاستقامة والصواب، لذا تكررت وسائل التذكير في الإسلام بخطب الجمعة والعيدين والمناسبات الإسلامية، وأمر الله تعالى بتخصيص جماعة أو فئة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتحذير من الانقسام والتفرّق، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض من فروض الكفاية، إذا قام به قائم، سقط عن الباقي. قال الله تعالى:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال