سورة ص / الآية رقم 70 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَقَالُوا مَا لَنَا لاَ نَرَى رِجَالاً كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ الأَشْرَارِ أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِياًّ أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الأَبْصَارُ إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ اللَّهُ الوَاحِدُ القَهَّارُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا العَزِيزُ الغَفَّارُ قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلأِ الأَعْلَى إِذْ يَخْتَصِمُونَ إِن يُوحَى إِلَيَّ إِلاَّ أَنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِّن طِينٍ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ فَسَجَدَ المَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ إِلاَّ إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الكَافِرِينَ قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ العَالِينَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ المُنظَرِينَ إِلَى يَوْمِ الوَقْتِ المَعْلُومِ قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ المُخْلَصِينَ

صصصصصصصصصصصصصصص




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{قُلْ إِنَّما أَنَا مُنْذِرٌ وَما مِنْ إِلهٍ إِلاَّ اللَّهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ (65) رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ (66) قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ (67) أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ (68) ما كانَ لِي مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلى إِذْ يَخْتَصِمُونَ (69) إِنْ يُوحى إِلَيَّ إِلاَّ أَنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (70)} [ص: 38/ 65- 70].
أخبر أيها النبي عن مهمتك ورسالتك، وقل للكفار المشركين في مكة، وغيرها المكذبين بما جئت به: إنما أنا مخوف لكم من عقاب اللّه وعذابه، مبلّغ ما يتعرض له المنكر الكاذب من أحوال السوء، بسبب الإعراض عن دعوتي ورسالتي. إن القرآن الكريم وجميع ما تضمنه من دعوة التوحيد والإيمان بالمعاد حق وصدق وواقع.
ليس لي من أغراض أو أهداف إلا الإنذار والتخويف من سوء المصير، وشدة العذاب، وفداحة العاقبة لكل من كذب برسالتي، وأنكر وجود اللّه تعالى ووحدانيته، فليس هناك في الوجود على الإطلاق إلا إله واحد لا شريك له، فهو الإله الجبار القهار لكل شيء سواه، وهو مالك جميع السماوات والأرض وما بينهما من المخلوقات، والمدبر لها والمتصرف في شؤونها، وهو القوي العزيز الغالب الذي لا يغلب ولا يقهر، وإنما يغلب كل ما سواه، وهو غفار الذنوب لمن أطاعه والتجأ إليه.
والتصديق بالقرآن وبوعد الله نجاة، والتكذيب به هلكة وخسران وضياع.
ثم توعد الله المخالفين أمر الله والرسول، المعرضين عن القرآن، فقل أيها الرسول للمشركين: إن هذا الذي أخبرتكم به من كوني رسولا منذرا، وأن الله واحد لا شريك له، وأن القرآن كلام اللّه ووحيه أنزله علي: هو خبر عظيم خطير، لكنكم أنتم معرضون عما أقول، لا تتفكرون فيه. وفي هذا توبيخ شديد لهم وتقريع، لإعراضهم عن دعوة الرسول محمد صلّى اللّه عليه وسلّم.
والنبأ في كلام العرب: بمعنى الخبر، والقرآن: أوثق الأخبار وأعظمها. ثم أخبر اللّه تعالى بما يدل على نبوة محمد صلّى اللّه عليه وسلّم، ومضمون الخبر: الإعلان من النبي: أنه لم يكن له قبل الوحي القرآني أي علم بأحوال الملأ الأعلى، وما دار بينهم حين اختلفوا في شأن آدم عليه السّلام وذريته، وجعلهم في الأرض، وامتناع إبليس عن السجود له، فلولا الوحي لم يكن النبي يعلم بتلك الغيبيات. فالدليل على صدق هذا النبي: أنه يخبر قومه بغيوب ومعلومات قديمة لم تأت إلا من عند اللّه تعالى، ومنها أنه لم يكن له علم بالملإ الأعلى وقت خصومتهم في شأن آدم عليه السّلام، لولا أن اللّه تعالى أخبره بذلك.
والملأ الأعلى هنا: الملائكة أشراف الخلق عدا البشر.
ومما أوحى اللّه لنبيه أن يخبر قومه: أنه ما يوحى إليه إلا للإنذار الواضح، والتبليغ البيّن القاطع، لا لأمر آخر من تسلط أو ملك، أو تحقيق أي مصلحة أخرى.
لقد تجسّدت رسالة النبي محمد صلّى اللّه عليه وسلّم في الإخبار عن أمور عظيمة: وهي الخبر بتوحيد الله، وقدرته، وتدبيره، وقهره وغلبته، وصدق الوحي والقرآن وكونه كلام اللّه تعالى، وحصر مهمة النبي في الإنذار والتخويف من سوء العذاب، وقبح العقاب، وإحقاق الحق، وإبطال الباطل، وإعلان النجاة لمن صدق بالقرآن، والهلاك والخسران لمن كذب به أو أعرض عنه.
خلق آدم عليه السّلام وتكريمه:
تكرر الإخبار عن قصة خلق آدم عليه السّلام وإكرامه، في القرآن الكريم مرات كثيرة، لأن في بيان تلك القصة إيحاء واضحا على تكريم الإنسان بتكريم أصله، وذلك بأمر الملائكة بالسجود له سجود تحية وتقدير، لا سجود عبادة وتأليه وتقديس. وكان جميع المأمورين مطيعين أمر اللّه تعالى ما عدا إبليس الذي اغتر بعنصريته، وأنه خلق من نار، وآدم خلق من تراب، وعنصر النار المرتفع أقوى وأسمى، من عنصر التراب الخامد الراكد. وهذا ما صرحت به الآيات القرآنية الشريفة الآتية التي ختمت بها سورة ص:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال