سورة ص / الآية رقم 85 / تفسير تفسير النسفي / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ المُتَكَلِّفِينَ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
تَنزِيلُ الكِتَابِ مِنَ اللَّهِ العَزِيزِ الحَكِيمِ إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ أَلاَ لِلَّهِ الدِّينُ الخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً لاَّصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الوَاحِدُ القَهَّارُ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّى أَلاَ هُوَ العَزِيزُ الغَفَّارُ

صصصالزمرالزمرالزمرالزمرالزمرالزمرالزمرالزمرالزمرالزمرالزمرالزمر




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{إِذْ قَالَ رَبُّكَ} بدل من {إِذْ يَخْتَصِمُونَ} أي في شأن آدم حين قال تعالى على لسان ملك {للملائكة إِنِّى خالق بَشَراً مِّن طِينٍ} وقال: {إِنّي جَاعِلٌ فِى الأرض خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا} [البقرة: 30] {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ} فإذا أتممت خلقته وعدلته {وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِى} الذي خلقته، وأضافه إليه تخصيصاً كبيت الله وناقة الله، والمعنى أحييته وجعلته حساساً متنفساً {فَقَعُواْ} أمر من وقع يقع أي اسقطوا على الأرض والمعنى اسجدوا {لَهُ ساجدين} قيل: كان انحناء يدل على التواضع. وقيل: كان سجدة لله أو كان سجدة التحية {فَسَجَدَ الملائكة كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ} (كل) للإحاطة وأجمعون للاجتماع فأفاد أنهم سجدوا عن آخرهم جميعهم في وقت واحد غير متفرقين في أوقات {إِلاَّ إِبْلِيسَ استكبر} تعظم عن السجود {وَكَانَ مِنَ الكافرين} وصار من الكافرين بإباء الأمر {قَالَ ياإبليس مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ} ما منعك عن السجود {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَىَّ} أي بلا واسطة امتثالاً لأمري وإعظاماً لخطابي، وقد مر أن ذا اليدين يباشر أكثر أعماله بيده فغلب العمل باليدين على سائر الأعمال التي تباشر بغيرهما حتى قيل في عمل القلب: هو ما عملت يداك، حتى قيل لمن لا يدين له: يداك اوكتا وفوك نفخ. وحتى لم يبق فرق بين قولك (هذا مما عملته) و(هذا مما عملته يداك)، ومنه قوله {مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا} [يس: 71] و{لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَىَّ} {أَسْتَكْبَرْتَ} استفهام إنكار {أَمْ كُنتَ مِنَ العالين} ممن علوت وفقت. وقيل: أستكبرت الآن أم لم تزل مذ كنت من المستكبرين.
{قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ} يعني لو كان مخلوقاً من نار لما سجدت له لأنه مخلوق مثلي فكيف أسجد لمن هو دوني لأنه من طين والنار تغلب الطين وتأكله؟ وقد جرت الجملة الثانية من الأولى وهي {خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ} مجرى المعطوف عطف البيان والإيضاح. {قَالَ فاخرج مِنْهَا} من الجنة أو من السماوات أو من الخلقة التي أنت فيها، لأنه كان يفتخر بخلقته فغير الله خلقته واسود بعد ما كان أبيض وقبح بعد ما كان حسناً وأظلم بعدما كان نورانياً {فَإِنَّكَ رَجِيمٌ} مرجوم أي مطرود. تكبر إبليس أن يسجد لمن خلق من طين وزل عنه أن الله أمر به ملائكته واتبعوا أمره إجلالاً لخطابه وتعظيماً لأمره فصار مرجوماً ملعوناً بترك أمره {وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِى} بفتح الياء: مدني أي إبعادي من كل الخير {إلى يَوْمِ الدين} أي يوم الجزاء ولا يظن أن لعنته غايتها يوم الدين ثم تنقطع، لأن معناه أن عليه اللعنة في الدنيا وحدها فإذا كان يوم الدين اقترن بها العذاب فينقطع الانفراد، أو لما كان عليه اللعنة في أوان الرحمة فأولى أن تكون عليه في غير أوانها، وكيف تنقطع وقد قال الله تعالى:
{فَأَذَّنَ مُؤَذّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ الله عَلَى الظالمين} {قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِى} فأمهلني {إلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ المنظرين إلى يَوْمِ الوقت المعلوم} الوقت المعلوم الوقت الذي تقع فيه النفخة الأولى، ويومه اليوم الذي وقت النفخة جزء من أجزائه، ومعنى المعلوم أنه معلوم عند الله معين لا يتقدم ولا يتأخر {قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} أي أقسم بعزة الله وهي سلطانه وقهره {إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ المخلصين} وبكسر اللام: مكي وبصري وشامي.
{قَالَ فالحق} بالرفع: كوفي غير عليّ على الابتداء أي الحق قسمي، أو على الخبر أي أنا الحق. وغيرهم بالنصب على أنه مقسم به كقولك الله لأفعلن كذا يعني حذف عنه الباء فانتصب وجوابه {لأَمْلاَنَّ} {والحق أَقُولُ} اعتراض بين المقسم والمقسم عليه وهو منصوب ب {أَقُولُ} ومعناه ولا أقول إلا الحق، والمراد بالحق إما اسمه عز وجل الذي في قوله {أَنَّ الله هُوَ الحق} [الحج: 6] أو الحق الذي هو نقيض الباطل عظمه الله بإقسامه به {لأَمْلاَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ} من جنسك وهم الشياطين {وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ} من ذرية آدم {أَجْمَعِينَ} أي لأملأن جهنم من المتبوعين والتابعين أجمعين لا أترك منهم أحداً {قُلْ مَآ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ} الضمير للقرآن أو للوحي {وَمَا أَنَا مِنَ المتكلفين} من الذين يتصنعون ويتحلون بما ليسوا من أهله وما عرفتموني قط متصنعاً ولا مدعياً بما ليس عندي حتى أنتحل النبوة وأتقول القرآن {إِنْ هُوَ} ما القرآن {إِلاَّ ذِكْرٌ} من الله {للعالمين} للثقلين أوحى إليّ فأنا أبلغه. وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «للمتكلف ثلاث علامات: ينازع من فوقه ويتعاطى ما لا ينال ويقول ما لا يعلم» {وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ} نبأ القرآن وما فيه من الوعد والوعيد وذكر البعث والنشور {بَعْدَ حِينِ} بعد الموت أو يوم بدر أو يوم القيامة، ختم السورة بالذكر كما افتتحها بالذكر والله الموفق.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال