سورة الزمر / الآية رقم 25 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ أَفَمَن يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ العَذَابِ يَوْمَ القِيَامَةِ وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَأَتَاهُمُ العَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ فَأَذَاقَهُمُ اللَّهُ الخِزْيَ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا القُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ قُرْآناً عَرَبِياًّ غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَّجُلاً فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً الحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ

الزمرالزمرالزمرالزمرالزمرالزمرالزمرالزمرالزمرالزمرالزمرالزمرالزمرالزمرالزمر




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسَلَكَهُ يَنابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً مُخْتَلِفاً أَلْوانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَراهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطاماً إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ (21) أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (22) اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتاباً مُتَشابِهاً مَثانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلى ذِكْرِ اللَّهِ ذلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ (23) أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذابِ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (24) كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتاهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ (25) فَأَذاقَهُمُ اللَّهُ الْخِزْيَ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (26)} [الزمر: 39/ 21- 26].
المعنى: ألم تشاهد أيها النبي وكل بشر أن اللّه أنزل من السحاب مطرا، فأدخله وأسكنه في الأرض، ثم أخرج منها عيونا متدفقة بالماء، ثم تسقى به الأرض، فيخرج بذلك الماء من الأرض زرعا مختلفا أنواعه، من الحنطة والشعير والحبوب الأخرى والخضروات وغيرها، ثم ييبس ويجف، فتراه مصفرا بعد خضرته، ثم يتكسر ويتهشم، إن في ذلك المذكور من إنزال المطر وإخراج الزرع به موعظة ينتفع بها أهل العقول الصحيحة.
هذا مثال لحال الدنيا الفانية، متاعها زائل، وبهجتها ذاهبة، وكل مفكر تفكيرا صحيحا يدرك أن سرعة زوال الدنيا يدل على قصر عمر الإنسان، وأنه مهما طال، لابد له من الانتهاء، كما جاء في آية أخرى: {كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [القصص: 28/ 88].
ولا يكون الانتفاع بهذه المواعظ إلا إذا شرح اللّه الصدور للإسلام، ونوّر القلوب بالإيمان، ولا يستوي هذا ومن حجب قلبه عن الأنوار الإلهية. أفمن وسّع اللّه صدره، فقبله واهتدى بهدية، فأصبح مستنير القلب بنور الله، وهو نور المعرفة، والاهتداء إلى الحق، كمن قسا قلبه لسوء اختياره وغفلته وجهالته؟! أي لا يستوي المهتدي للإسلام والحق، ومن هو قاسي القلب، البعيد عن الحق، فالعذاب الشديد لمن تحجرت قلوبهم عند سماع ذكر الله، ولم تخشع لصوت الحق الإلهي، أولئك قساة القلوب في ضلال واضح عن الحق، ولا يفهم الكلام إلا بمحذوف يدل عليه الظاهر، تقديره كالقاسي القلب والمعرض عن ذكر الله.
ذكر الواحدي في أسباب النزول: أن هذه الآية نزلت في علي وحمزة رضي الله عنهما، وأبي لهب وابنه، وهما اللذان كانا من القاسية قلوبهم.
و{شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ} استعارة لتحصيله للنظر الجيد والإيمان بالله تعالى.
و«النور»: هداية الله، وهي أشبه شيء بالضوء.
قال ابن مسعود رضي اللّه عنه فيما أخرجه ابن مردويه: قلنا: يا رسول الله، كيف انشراح الصدر؟ قال: إذا دخل النور القلب انشرح الصدر، قلنا: وما علامة ذلك؟ قال: «الإنابة إلى دار الخلود، والتجافي عن دار الغرور، والتأهب للموت».
والقسوة: شدة القلب.
ثم وصف اللّه القرآن الذي يشرح الصدر بأن اللّه نزل أحسن الأحاديث وهو القرآن، لما فيه من الخيرات والبركات والمنافع العامة والخاصة، وهو كتاب يشبه بعضه بعضا، في جمال النظم وحسن الإحكام والإعجاز، وقوّة المباني والمعاني، وبلوغ أرقى درجات البلاغة، وتثنى فيه القصص، وتتكرر فيه المواعظ والأحكام من أوامر ونواه، ووعد ووعيد، ويثنى في التلاوة، وتقشعر من عظمة آياته وأمثاله ومواعظه جلود الخائفين من الله، ثم تسكن وتطمئن الجلود والقلوب عند سماع آيات الرحمة، ذلك القرآن الذي هذه صفته هو هداية الله، يهدي به من يشاء هدايته وتوفيقه للإيمان، ومن يخذله اللّه عن الإيمان بالقرآن من الفسّاق والعصاة والفجار، فلا مرشد له.
عن ابن عباس: أن قوما من الصحابة قالوا: يا رسول الله، حدثنا بأحاديث حسان وبأخبار الدهر، فنزل: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ}.
وسبب التمييز بين المهتدي والضال يظهر في هذه المقارنة، وهي: أفمن يتقحّم نار جهنم، فلا يتمكن من اتقاء العذاب الشديد يوم القيامة، كمن هو آمن لا يتعرض لشيء من المخاوف والمكروهات؟ وحين يقال للكافرين: ذوقوا جزاء ظلمكم وكسبكم من المعاصي في الدنيا. لقد كذب بعض الأقوام السابقين لقومك رسلهم، فأتاهم العذاب من جهة لا يترقبون إتيان العذاب منها، فأذاقهم اللّه الذل والهوان في الدنيا بما أنزل من العذاب والنكال، كالخسف والمسخ والقتل، والأسر، ولعذاب الآخرة أشد وأعظم مما أصابهم في الدنيا.
ضرب الأمثال في القرآن:
من حكمة اللّه تعالى ورحمته وفضله: إيراد الأمثال والأشباه الحسية لتوضيح المجملات، وتقريب البعيد، وإقناع الناس، تخويفا وتحذيرا، وهذه إحدى خواص القرآن الكريم، ومن خواصه أيضا أنه قرآن متلو إلى يوم القيامة، وأنه عربي اللسان، وغير ذي عوج، أي إنه بريء وبعيد عن التناقض والتعارض. وفيه مثل عجيب للمؤمن الموحد، والمشرك، في أهم الأمور وأعظمها خطرا: وهو التوحيد، يدل على فساد مذهب المشركين، وبعدهم عن المنطق، فهم إن كانوا يرفضون الشركة في عبد مملوك لهم، فكيف يجعلون لله الشريك؟! قال اللّه تعالى موضحا هذه الخواص:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال