سورة الزمر / الآية رقم 67 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ المُتَّقِينَ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى العَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ المُحْسِنِينَ بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الكَافِرِينَ وَيَوْمَ القِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وَجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لاَ يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الخَاسِرُونَ قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الجَاهِلُونَ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الخَاسِرِينَ بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ

الزمرالزمرالزمرالزمرالزمرالزمرالزمرالزمرالزمرالزمرالزمرالزمرالزمرالزمرالزمر




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَيَوْمَ الْقِيامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ (60) وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (61) اللَّهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (62) لَهُ مَقالِيدُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللَّهِ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (63) قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجاهِلُونَ (64) وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ (65) بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ (66) وَما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ (67)} [الزمر: 39/ 60- 67].
هذه ألوان من الأخبار المتضمنة للوعيد والتحذير والإنذار لمعاصري النبي محمد صلّى اللّه عليه وسلّم ومن يأتي بعدهم، تتضمن بيان خواص الألوهية والوحدانية، وكمال العظمة والسلطان والقدرة الإلهية.
أول هذه الخواص: أن اللّه تعالى هو المتفرد بالخلق والإبداع وإيجاد جميع الأشياء في الدنيا والآخرة، وأنه القائم على جميع الأمور المستقل بها، الموكل بحفظها وتدبيرها، والمتولي إكمالها وتتميمها، وهذا دليل على أن اللّه هو الخالق لجميع أعمال الناس.
وأخبر أيها النبي بخبر مهم جدا: وهو أنك وكل إنسان ترى المشركين يوم القيامة، الذين كذبوا على اللّه في ادعائهم شريكا لله، وجوههم مسودة مظلمة بكذبهم وافترائهم، لما شاهدوه من مآس وأحزان، وعذاب وسخط، إن في جهنم مسكنا ومقاما للمتكبرين عن طاعة الله، الذين أبوا الانقياد للحق والطاعة.
وأخبر في مقابل هؤلاء الجناة للمعادلة والموازنة عن حال المتقين الذين اتقوا الشرك والمعاصي، فإن اللّه تعالى ينجيهم من النار، ويدخلهم الجنة، ويحميهم من السوء والكدر، ومن الحزن والألم، فهم آمنون من كل فزع.
وثاني خواص القدرة الإلهية: أن اللّه تعالى هو المتصرف والمتحكم في شؤون السماوات والأرض، وبيده خزائن الخيرات فيهما: {لَهُ مَقالِيدُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ} وهذه استعارة يراد بها بيان قدرة اللّه تعالى المطلقة وتحكم اللّه في مخزونات الكون حفظا وتدبيرا، ومنحا ومنعا، أو عطاء وحرمانا، لكن الذين جحدوا بآيات الله الكونية الدالة على وحدانيته وقدرته، في أنحاء السماوات والأرض، أولئك لا غيرهم هم الذين خسروا أنفسهم، واستحقوا الخلود في النار، جزاء كفرهم.
وإذا كان اللّه تعالى هو المتميز بالوحدانية والقدرة المطلقة، فيستحق المشركون التوبيخ على ترك عبادة الله، والتوجه نحو عبادة الأصنام، فقل أيها الرسول لكفرة قومك وأمثالهم: كيف تأمروني أيها الجهال بعبادة غير اللّه تعالى؟ بعد قيام الأدلة القطعية على تفرده بالألوهية، فهو خالق الأشياء ومدبرها ورازق الأحياء، فلا تصلح العبادة إلا له تعالى.
وسبب نزول هذه الآية:
هو كما روى ابن أبي حاتم عن ابن عباس: أن المشركين من جهلهم، دعوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إلى عبادة آلهتهم، وأن يعبدوا معه إلهه، فنزلت هذه الآية: {قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجاهِلُونَ (64)}.
ثم قرّر اللّه تعالى مبدأ إعلان الوحدانية الدائم في قوله: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ} أي إن أمر المشركين المساومين عجيب، فلقد أوحي إلى النبي محمد وإلى كل نبي عليهم الصلاة والسّلام: لئن أشركت مع اللّه إلها آخر، ليبطلنّ عملك، ولتكونن من الذين خسروا أنفسهم، وأضاعوا دنياهم وأخراهم. وهذا دليل على أن الشرك يحبط الأعمال، ويضيعها هباء منثورا، ولو كانت خيرا.
ثم أكد اللّه تعالى مقتضى الوحدانية بأمر النبي صلّى اللّه عليه وسلّم بإخلاص العبادة لله وحده لا شريك له، وأن يكون من الشاكرين نعم اللّه بالهداية والرسالة النبوية.
أما المشركون: فلم يقدروا اللّه حق قدره، أي لم يعظموه حق تعظيمه، حين عبدوا معه إلها آخر، فإن الأرض كلها تحت سلطان اللّه وتصرفه وملكه والسماوات خاضعة لقدرته وسلطانه ومشيئته، تنزه اللّه عما يشركون به من الشركاء. والمراد باليمين والقبضة في الآيات: أنها عبارة عن القدرة والقوة.
وسبب نزول هذه الآية كما روى الطبري: هو الرد على رهط من اليهود حين أتوا النبي صلّى اللّه عليه وسلّم فقالوا: يا محمد، هذا اللّه خلق الخلق، فمن خلقه؟ فغضب النبي، ثم جاءه الجواب عما سألوا عنه بنزول سورة الإخلاص {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} فلما تلاها عليهم النبي قالوا: صف لنا ربك، كيف خلقه، وكيف عضده، وكيف ذراعه؟ فغضب النبي صلّى اللّه عليه وسلّم أشد من غضبه الأول، ثم ساورهم، فأتاه جبريل فقال مثل مقاله، وأتاه بجواب ما سألوه عنه: {وَما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} الآية.
نفخة الصور وتوابعها:
لكل شيء مخلوق نهاية، والدوام والخلود ابتداء وبقاء هو لله تعالى، والنهاية الحتمية للمخلوقات جميعها تكون يوم القيامة، وهي أمر سهل على اللّه تعالى، لأن من ملك البدء في الخلق، أمكنة الإعادة، وهما سواء بالنسبة للخالق عز وجل، ونهاية الكون تكون بنفخات ثلاث: الأولى صعقة الفزع، وهي ليست مذكورة في الآيات الآتية، ثم نفخة الصور للإماتة، ثم نفخة البعث من القبور، وهاتان النفختان مذكورتان في الآيات الآتية، ويتبع ذلك فصل الخصومات أو المنازعات بين الناس، على منهج الحق التام والعدل المطلق، ثم إيصال الحق لصاحبه. قال اللّه تعالى واصفا هذه الأحداث الجسام:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال