سورة غافر / الآية رقم 33 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الفَسَادَ وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُم مِّن كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لاَّ يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الحِسَابِ وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ وَإِن يَكُ كَاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقاً يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ يَا قَوْمِ لَكُمُ المُلْكُ اليَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الأَرْضِ فَمَن يَنصُرُنَا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ إِن جَاءَنَا قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلاَّ مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ الرَّشَادِ وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُم مِّثْلَ يَوْمِ الأَحْزَابِ مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِّلْعِبَادِ وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ

غافرغافرغافرغافرغافرغافرغافرغافرغافرغافرغافرغافرغافرغافرغافر




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جاءَكُمْ بِالْبَيِّناتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صادِقاً يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ (28) يا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ يَنْصُرُنا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جاءَنا قالَ فِرْعَوْنُ ما أُرِيكُمْ إِلاَّ ما أَرى وَما أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ الرَّشادِ (29) وَقالَ الَّذِي آمَنَ يا قَوْمِ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ الْأَحْزابِ (30) مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعِبادِ (31) وَيا قَوْمِ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنادِ (32) يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ ما لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عاصِمٍ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ (33) وَلَقَدْ جاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّناتِ فَما زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولاً كَذلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتابٌ (34) الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطانٍ أَتاهُمْ كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ (35)} [غافر: 40/ 28- 35].
هذا موقف خالد لرجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه، أثبته اللّه في المصاحف، لكلام قاله في مجلس من مجالس الكفر، وأثنى عليه إلى الأبد، لقد قال هذا الرجل:
كيف تقتلون رجلا لا ذنب له إلا أنه قال: اللّه ربي؟ والحال أنه قد جاءكم بالمعجزات الواضحات الدالة على صدق نبوته ورسالته، فهذا لا يستدعي القتل، فتوقف فرعون عن قتله.
وأضاف الرجل حججا ستا أخرى لتأييد كلامه وهي:
1- إن كان هذا الرجل، أي موسى كاذبا في دعوته، كان وبال كذبه عليه، فاتركوه، وإن كان صادقا في دعواه يصبكم بعض الذي يعدكم به إن خالفتموه من العقاب الدنيوي والأخروي، فاتركوه أيضا في دعوته.
2- لو كان موسى مسرفا متجاوزا الحد في قوله، كذابا في ادعائه النبوة، لما هداه اللّه إلى المعجزات المؤيدة له، ولخذله اللّه وأهلكه.
3- يا قومي، قد أنعم اللّه عليكم بهذا الملك الواسع، وأنتم الغالبون على بني إسرائيل في مصر، فمن الذي يمنعنا من عذاب اللّه إن حل بنا؟! فقال فرعون مجيبا الرجل المؤمن: ما أشير عليكم إلا بما أرى لنفسي، وما أدلكم إلا طريق الصواب الذي يحقق الفوز والغلبة، وهو قتل موسى.
4- وقال المؤمن: إني أخشى عليكم إن كذبتم موسى أن يصيبكم مثل ما أصاب الأقوام الذين تحزّبوا على أنبيائهم، وكذبوا رسلهم من الماضين، مثل عادة قوم نوح وعاد وثمود ومن بعدهم كقوم لوط، فقد حل بهم عذاب اللّه تعالى، ولم يجدوا ناصرا لهم ينصرهم، ولا عاصما يحميهم، ولا يريد اللّه إلحاق ظلم بعباده، فلم يهلكهم بغير جرم شديد أو كبير. وهذا تخويف بالعذاب الدنيوي.
5- ثم خوفهم العذاب الأخروي بقوله: يا قومي، إني أخشى عليكم عذاب يوم القيامة، حين ينادي الناس بعضهم بعضا للاستعانة والاستنجاد، وحين تفرّون هاربين من النار، لا تجدون واقيا ولا عاصما مانعا يعصمكم من عذاب اللّه ويحميكم منه، ومن يضلّه اللّه، فلم يوفقه للرشد والصواب، فلا مرشد له غيره.
6- وأذكركم بأن تكذيب الرسل موروث لديكم من الأسلاف، فلقد بعث اللّه لآبائكم يوسف بن يعقوب بالمعجزات الباهرات الدالة على صدقه، فكذبتموه وكذبتم بمن جاء بعده من الرسل، وما زلتم في شك مما أتاكم به، حتى إذا مات أنكرتم بعثة رسول من بعده، فكفرتم به في حياته وبعد موته، ومثل هذا الضلال وسوء الحال، يضل اللّه كل إنسان لإسرافه في المعاصي وتجاوزه الحدود، وارتيابه في دين اللّه. وهؤلاء المرتابون الذي يجادلون في آيات اللّه الكونية والدينية ليبطلوها، بغير حجة واضحة، كبر أو عظم ذلك الجدل بغضا عند اللّه وعند المؤمنين، لأنه جدال بالباطل، لا أساس له، أما مقت اللّه: فهو العذاب والغضب، وأما مقت المؤمنين: فهو هجر الكفار وترك التعامل معهم.
وكما طبع اللّه على قلوب هؤلاء المجادلين بالباطل المسرفين، فكذلك يطبع أو يختم على جميع قلوب المتكبرين الجبارين.
تحديات فرعون وإصرار الرجل المؤمن في الدفاع عن موسى:
احتدم الجدال بين فرعون والرجل المؤمن من قومه وأتباعه حول شأن موسى عليه السّلام، فلجأ فرعون إلى التحدي الحسي، وإقامة برج شاهق في السماء للاطلاع على إله موسى، مقرا به أولا، ثم مكذبا به ثانيا، وصمم الرجل المؤمن على موقفه المدافع عن موسى عليه السّلام، ونصح قومه ودعاهم إلى الإيمان بالله وحذّرهم من الاغترار بالدنيا، وحثهم على العمل للآخرة لدوامها، وقارن بين دعوته لهم إلى الإيمان بالله تعالى طريق النجاة، وبين دعوتهم إياه لعبادة الأصنام طريق الهلاك والعذاب، وهذا في الآيات الآتية:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال