سورة فصلت / الآية رقم 15 / تفسير تفسير البيضاوي / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ العَزِيزِ العَلِيمِ فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ إِذْ جَاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللَّهَ قَالُوا لَوْ شَاءَ رَبُّنَا لأَنزَلَ مَلائِكَةً فَإِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَ لَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لاَ يُنصَرُونَ وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا العَمَى عَلَى الهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ العَذَابِ الهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ

فصلتفصلتفصلتفصلتفصلتفصلتفصلتفصلتفصلتفصلتفصلتفصلتفصلتفصلتفصلت




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سموات} فخلقهن خلقاً إبداعياً وأتقن أمرهن، والضمير ل {السماء} على المعنى أو مبهم، و{سَبْعَ سموات} حال على الأول وتمييز على الثاني. {فِى يَوْمَيْنِ} قيل خلق السموات يوم الخميس والشمس والقمر والنجوم يوم الجمعة. {وأوحى فِى كُلّ سَمَاء أَمْرَهَا} شأنها وما يتأتى منها بأن حملها عليه اختياراً أو طبعاً. وقيل أوحى إلى أهلها بأوامره ونواهيه. {وَزَيَّنَّا السماء الدنيا بمصابيح} فإن الكواكب كلها ترى كأنها تتلألأ عليها. {وَحِفْظاً} أي وحفظناها من الآفات، أو من المسترقة حفظاً. وقيل مفعول له على المعنى كأنه قال: وخصصنا السماء الدنيا بمصابيح زينة وحفظاً. {ذلك تَقْدِيرُ العزيز العليم} البالغ في القدرة والعلم.
{فَإِنْ أَعْرَضُواْ} عن الإِيمان بعد هذا البيان. {فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صاعقة} فحذرهم أن يصيبهم عذاب شديد الوقع كأنه صاعقة. {مِّثْلَ صاعقة عَادٍ وَثَمُودَ} وقرئ: {صعقة مثل صعقة عاد وثمود} وهي المرة من الصعق أو الصعق يقال صعقته الصاعقة صعقاً فصعق صعقاً.
{إِذْ جَاءَتْهُمُ الرسل} حال من {صاعقة عَادٍ}، ولا يجوز جعله صفة ل {صاعقة} أو ظرفاً ل {أَنذَرْتُكُمْ} لفساد المعنى. {مّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ} أتوهم من جميع جوانبهم واجتهدوا بهم من كل جهة، أو من جهة الزمن الماضي بالإنذار عما جرى فيه على الكفار، ومن جهة المستقبل بالتحذير عما أعد لهم في الآخرة، وكل من اللفظين يحتملهما، أو من قبلهم ومن بعدهم إذ قد بلغتهم خبر المتقدمين وأخبرهم هود وصالح عن المتأخرين داعين إلى الإِيمان بهم أجمعين، ويحتمل أن يكون عبارة عن الكثرة كقوله تعالى: {يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مّن كُلّ مَكَانٍ} {أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ الله} بأن لا تعبدوا أو أي لا تعبدوا. {قَالُواْ لَوْ شَاء رَبُّنَا} إرسال الرسل. {لأَنزَلَ ملائكة} برسالته. {فَإِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ} على زعمكم. {كافرون} إذ أنتم بشر مثلنا لا فضل لَكُمْ علينا.
{فَأَمَّا عَادٌ فاستكبروا فِى الأرض بِغَيْرِ الحق} فتعظموا فيها على أهلها من غير استحقاق. {وَقَالُواْ مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً} اغتراراً بقوتهم وشوكتهم. قيل كان من قوتهم أن الرجل منهم ينزع الصخرة فيقتلعها بيده. {أَوَ لَمْ يَرَوْاْ أَنَّ الله الذى خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً} قدرة فإنه قادر بالذات مقتدر على ما لا يتناهى، قوي على ما لا يقدر عليه أحد غيره. {وَكَانُواْ بئاياتنا يَجْحَدُونَ} يعرفون أنها حق وينكرونها وهو عطف على {فاستكبروا}.
{فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً} باردة تهلك بشدة بردها من الصر وهو البرد الذي يصر أي يجمع، أو شديدة الصوت في هبوبها من الصرير. {فِى أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ} جمع نحسة من نحس نحساً نقيص سعد سعداً، وقرأ الحجازيان والبصريان بالسكون على التخفيف أو النعت على فعل، أو الوصف بالمصدر قيل كان آخر شوال من الأربعاء إلى الأربعاء وما عذب قوم إلا في يوم الأربعاء.
{لّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الخزى فِى الحياة الدنيا} أضاف ال {عَذَابِ} إلى {الخزى} وهو الذل على قصد وصفة به لقوله: {وَلَعَذَابُ الأخرة أخزى} وهو في الأصل صفة المعذب وإنما وصف به العذاب على الإِسناد المجازي للمبالغة. {وَهُمْ لاَ يُنصَرُونَ} بدفع العذاب عنهم.
{وَأَمَّا ثَمُودُ فهديناهم} فدللناهم على الحق بنصب الحجج وإرسال الرسل، وقرئ: {ثَمُودَ} بالنصب بفعل مضمر يفسره ما بعده ومنوناً في الحالين وبضم الثاء. {فاستحبوا العمى عَلَى الهدى} فاختاروا الضلالة على الهدى. {فَأَخَذَتْهُمْ صاعقة العذاب الهون} صاعقة من السماء فأهلكتهم، وإضافتها إلى {العذاب} ووصفه ب {الهون} للمبالغة. {بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} من اختيار الضلالة.
{وَنَجَّيْنَا الذين ءَامَنُواْ وَكَانُواْ يتَّقُونَ} من تلك الصاعقة.
{وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ الله إِلَى النار} وقرئ: {يَحْشُرُ} على البناء للفاعل وهو الله عز وجل. وقرأ نافع{نَحْشُرُ} بالنون مفتوحة وضم الشين ونصب {أَعْدَاء}. {فَهُمْ يُوزَعُونَ} يحبس أولهم على آخرهم لئلا يتفرقوا وهو عبارة عن كثرة أهل النار.
{حتى إِذَا مَا جَاؤُوهَا} إذا حضروها و{مَا} مزيدة لتأكيد اتصال الشهادة بالحضور. {شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وأبصارهم وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} بأن ينطقها الله تعالى، أو يظهر عليها آثاراً تدل على ما اقترف بها فتنطق بلسان الحال.
{وَقَالُواْ لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا} سؤال توبيخ أو تعجب، ولعل المراد به نفس التعجب. {قَالُواْ أَنطَقَنَا الله الذى أَنطَقَ كُلَّ شَئ} أي ما نطقنا باختيارنا بل أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء، أو ليس نطقنا بعجب من قدرة الله الذي أنطق كل حي، ولو أول الجواب والنطق بدلالة الحال بقي الشيء عاماً في الموجودات الممكنة. {وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} يحتمل أن يكون تمام كلام الجلود وأن يكون استئنافاً.
{وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَن يَشْهَدَ سَمْعُكُمْ وَلاَ أبصاركم وَلاَ جُلُودُكُمْ} أي كنتم تستترون عن الناس عند ارتكاب الفواحش مخافة الفضاحة، وما ظننتم أن أعضاءكم تشهد عليكم بها فما استترتم عنها. وفيه تنبيه على أن المؤمن ينبغي أن يتحقق أنه لا يمر عليه حال إلا وهو عليه رقيب. {ولكن ظَنَنتُمْ أَنَّ الله لاَ يَعْلَمُ كَثِيراً مّمَّا تَعْمَلُونَ} فلذلك اجترأتم على ما فعلتم.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال