سورة فصلت / الآية رقم 32 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ المَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلَيَاؤُكُمْ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ نُزُلاً مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ المُسْلِمِينَ وَلاَ تَسْتَوِي الحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لاَ تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلاَ لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لاَ يَسْأَمُونَ

فصلتفصلتفصلتفصلتفصلتفصلتفصلتفصلتفصلتفصلتفصلتفصلتفصلتفصلتفصلت




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِياؤُكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيها ما تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيها ما تَدَّعُونَ (31) نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ (32)} [فصلت: 41/ 30- 32].
قال ابن عباس: نزلت هذه الآية في أبي بكر الصديق رضي اللّه عنه، وذلك أن المشركين قالوا: ربنا اللّه، والملائكة بناته، وهؤلاء شفعاؤنا عند اللّه، فلم يستقيموا، وقال أبو بكر: ربنا اللّه وحده لا شريك له، ومحمد صلّى اللّه عليه وسلّم عبده ورسوله، فاستقام.
وأخرج الترمذي والنسائي والبزار وغيرهم عن أنس بن مالك: أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قرأ: {إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا} قال: «قد قال الناس، ثم كفر أكثرهم، فمن مات عليها، فهو ممن استقام».
هذه الآية واردة إذن في أحوال المؤمنين المستقيمين ونهايتهم، بعد بيان أحوال المشركين ونهايتهم، ليتبين الفرق بين المؤمن والكافر، وبين الطيب والخبيث، وهي وعد للمؤمنين، بعد آيات وعيد المشركين.
فالذين أقروا بربوبية اللّه تعالى وتوحيده، وأنه الإله الواحد الذي لا شريك له، وواظبوا على مقتضى التوحيد، واستقاموا وثبتوا على أمر اللّه تعالى، فأطاعوه وتجنبوا معاصيه، حتى ماتوا، تنزل عليهم الملائكة تبشرهم بالنجاة في أماكن ثلاثة: عند الموت، وفي القبر، وعند البعث، وتزيل مخاوفهم من أمور الآخرة، وتذهب عنهم الحزن عما فاتهم من أمور الدنيا من خيرات الأهل والأموال والأولاد، وتبشرهم بجنان الخلد التي وعدوا بها في الدنيا، على ألسنة الرسل، فإنهم واصلون إليها، خالدون في نعيمها، وأول درجات الاستقامة: أمن الخلود في النار بالنطق بالشهادتين، أخرج الإمام أحمد وأبو داود والحاكم عن معاذ رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «من كان آخر كلامه: لا إله إلا اللّه دخل الجنة».
وطريق الاستقامة: أداء الطاعات، واجتناب المعاصي، تلا عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه هذه الآية وهو على المنبر، ثم قال: استقاموا- واللّه- لله تعالى بطاعته، ولم يروغوا روغان الثعالب. وقال سفيان بن عبد اللّه الثقفي- فيما رواه أحمد ومسلم والبخاري في تاريخه وغيرهم-: قلت للنبي صلّى اللّه عليه وسلّم: أخبرني بأمر أعتصم به، فقال: قل: ربي اللّه، ثم استقم، قلت: ما أخوف ما تخاف علي؟ فأخذ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بلسان نفسه، وقال: هذا. أي اللسان، فهو أخوف شيء على الإنسان، يورده المخاطر والمزالق، ويردي به إلى النار.
وتقول الملائكة للمؤمنين: نحن المتولون لحفظكم ومعونتكم في أمور الدنيا والآخرة، نؤنسكم من وحشة القبور، وعند نفخة الصور، ونؤمّنكم يوم البعث والنشور، ونجاوز بكم الصراط المستقيم، الذي هو جسر دقيق بين الجنة والنار، ونوصلكم إلى جنات النعيم. قال السدي: معنى الآية: نحن- أي الملائكة- حفظتكم في الدنيا، وأولياؤكم في الآخرة.
وأما ألوان نعيم الجنة: فهو ما أخبرت به الملائكة بقولهم: ولكم في الجنة من جميع ما تختارونه، من صنوف اللذات، وأنواع الطيبات، ومهما طلبتم وجدتم، وكل ما تتمنون حصلتم عليه، ومعنى قوله تعالى: {وَلَكُمْ فِيها ما تَدَّعُونَ} أي لكم في الجنة ما تطلبون. وكل ذلك حال كونه معدّا لكم، ضيافة وعطاء وإنعاما، من رب غفور لذنوبكم، رحيم شامل الرحمة بأحوالكم، حيث غفر وستر، ورحم ولطف.
ومعنى قوله تعالى: {نُزُلًا}: أنزلناه نزلا، فهو منصوب على المصدر. أي إن اللّه تعالى أعد هذا النعيم وأنزله إنزالا على أهل الجنان، فهو جزاء على طاعتهم واستقامتهم. وإعداد هذه النزل دليل على تحقيق السعادة لهم، كما جاء في آية أخرى: {هذا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ (56)} [الواقعة: 56/ 56]. أي يوم الجزاء.
فضل الدعوة إلى اللّه تعالى:
تبليغ الدعوة إلى توحيد اللّه وطاعته: واجب في الإسلام، والإرشاد إلى الخير والسلامة والأمان: منهاج أهل الحق، المحبين للإنسانية، السالكين مع غيرهم ما يحبونه لأنفسهم، فإن أهل الإيمان يصلحون أنفسهم أولا، ثم يحاولون إصلاح غيرهم، وتكون مرتبة تربية النفس وإعدادها معروفة من قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا} ثم تأتي مرتبة دعوة الآخرين إلى الهدى والخير، ويؤخذ ذلك من هذه الآيات الآتية:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال