سورة فصلت / الآية رقم 33 / تفسير تفسير البيضاوي / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ المَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلَيَاؤُكُمْ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ نُزُلاً مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ المُسْلِمِينَ وَلاَ تَسْتَوِي الحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لاَ تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلاَ لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لاَ يَسْأَمُونَ

فصلتفصلتفصلتفصلتفصلتفصلتفصلتفصلتفصلتفصلتفصلتفصلتفصلتفصلتفصلت




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَذَلِكُمْ} إشارة إلى ظنهم هذا، وهو مبتدأ وقوله: {ظَنُّكُمْ الذى ظَنَنتُمْ بِرَبّكُمْ أَرْدَاكُمْ} خبران له ويجوز أن يكون {ظَنُّكُمُ} بدلاً و{أَرْدَاكُمْ} خبراً. {فَأَصْبَحْتُمْ مّنَ الخاسرين} إذ صار ما منحوا للاستسعاد به في الدارين سبباً لشقاء المنزلين.
{فَإِن يَصْبِرُواْ فالنار مَثْوًى لَّهُمْ} لا خلاص لهم عنها. {وَإِن يَسْتَعْتِبُواْ} يسألوا العتبى وهي الرجوع إلى ما يحبون. {فَمَا هُم مّنَ المعتبين} المجابين إليها ونظيره قوله تعالى حكاية {أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ} وقرئ: {وَإِن يَسْتَعْتِبُواْ فَمَا هُم مّنَ المعتبين}، أي إن يسألوا أن يرضوا ربهم فما هم فاعلون لفوات المكنة.
{وَقَيَّضْنَا} وقدرنا. {لَهُمْ} للكفرة. {قُرَنَاءَ} أخدانا من الشياطين يستولون عليهم استيلاء القبض على البيض وهو القشر. وقيل أصل القيض البدل ومنه المقايضة لمعاوضة. {فَزَيَّنُواْ لَهُم مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ} من أمر الدنيا واتباع الشهوات. {وَمَا خَلْفَهُمْ} مِنْ أمر الآخرة وإنكاره. {وَحَقَّ عَلَيْهِمُ القول} أي كلمة العذاب. {فِى أُمَمٍ} في جملة أمم كقول الشاعر:
إِنْ تَكُ عَنْ أَحْسَنِ الصَّنِيعَةِ مَأ *** فُوكاً فِفِي آخَرِينَ قَدْ أُفِكُوا
وهو حال من الضمير المجرور. {وَقَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمْ مّنَ الجن والإنس} وقد عملوا مثل أعمالهم. {إِنَّهُمْ كَانُواْ خاسرين} تعليل لاستحقاقهم العذاب، والضمير {لَهُمْ} ولل {أُمَمٌ}.
{وَقَالَ الذين كَفَرُواْ لاَ تَسْمَعُواْ لهذا القرءان والغوا فِيهِ} وعارضوه بالخرافات أو ارفعوا أصواتكم بها لتشوشوه على القارئ، وقرئ بضم الغين والمعنى واحد يقال لغى يلغي ولغا يلغو إذا هذى. {لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ} أي تغلبونه على قراءته.
{فَلَنُذِيقَنَّ الذين كَفَرُواْ عَذَاباً شَدِيداً} المراد بهم هؤلاء القائلون، أو عامة الكفار. {وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الذى كَانُواْ يَعْمَلُونَ} سيئات أعمالهم وقد سبق مثله.
{ذلك}: إشارة إلى الأسوأ. {جَزَاءُ أَعْدَاءِ الله} خبره. {النار} عطف بيان لل {جَزَاء} أو خبر محذوف. {لَّهُمْ فِيهَا} في النار. {دَارُ الخُلْدِ} فإنها دار إقامتهم، وهو كقولك: في هذه الدار دار سرور، وتعني بالدار عينها على أن المقصود هو الصفة. {جَزَاءً بِمَا كَانُوا بئاياتنا يَجْحَدُونَ} ينكرون الحق أو يلغون، وذكر الجحود الذي هو سبب اللغو.
{وَقَال الَّذِينَ كَفَرُواْ رَبَّنَا أَرِنَا اللذين أضلانا مِنَ الجن والإنس} يعني شيطاني النوعين الحاملين على الضلالة والعصيان. وقيل هما إبليس وقابيل فإنهما سنا الكفر والقتل، وقرأ ابن كثير وابن عامر ويعقوب وأبو بكر والسوسي {أَرِنَا} بالتخفيف كفخذ في فخذ، وقرأ الدوري باختلاس كسرة الراء. {نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا} ندوسهما انتقاماً منهما، وقيل نجعلهما في الدرك الأسفل. {لِيَكُونَا مِنَ الأسفلين} مكاناً أو ذلاً.
{إِنَّ الذين قَالُواْ رَبُّنَا الله} اعترافاً بربوبيته وإقراراً بوحدانيته.
{ثُمَّ استقاموا} في العمل و{ثُمَّ} لتراخيه عن الإِقرار في الرتبة من حيث أنه مبدأ الاستقامة، أو لأنها عسر قلما تتبع الإِقرار، وما روي عن الخلفاء الراشدين في معنى الاستقامة من الثبات على الإِيمان وإخلاص العمل وأداء الفرائض فجزئياتها. {تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الملئكة} فيما يعن لهم بما يشرح صدورهم ويدفع عنهم الخوف والحزن، أو عند الموت أو الخروج من القبر. {أَلاَّ تَخَافُواْ} ما تقدمون عليه. {وَلاَ تَحْزَنُواْ} على ما خلفتم وأن مصدرية أو مخففة مقدرة بالباء أو مفسرة. {وَأَبْشِرُواْ بالجنة التى كُنتُمْ تُوعَدُونَ} في الدنيا على لسان الرسل.
{نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الحياة الدنيا} نلهمكم الحق ونحملكم على الخير بدل ما كانت الشياطين تفعل بالكفرة. {وَفِي الأخرة} بالشفاعة والكرامة حيثما يتعادى الكفرة وقرناؤهم. {وَلَكُمْ فِيهَا} في الآخرة {مَا تَشْتَهِى أَنفُسُكُمْ} من اللذائذ {وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ} ما تتمنون من الدعاء بمعنى الطلب وهو أعم من الأول.
{نُزُلاً مّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ} حال من ما تدعون للإشعار بأن ما يتمنون بالنسبة إلى ما يعطون مما لا يخطر ببالهم كالنزل للضيف.
{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مّمَّن دَعَا إِلَى الله} إلى عبادته. {وَعَمِلَ صالحا} فيما بينه وبين ربه. {وَقَالَ إِنَّنِى مِنَ المسلمين} تفاخراً به واتخاذاً للإسلام ديناً ومذهباً من قولهم: هذا قول فلان لمذهبه. والآية عامة لمن استجمع تلك الصفات. وقيل نزلت في النبي صلى الله عليه وسلم وقيل في المؤذنين.
{وَلاَ تَسْتَوِى الحسنة وَلاَ السيئة} في الجزاء وحسن العاقبة و{لا} الثانية مزيدة لتأكيد النفي. {ادفع بالتى هِىَ أَحْسَنُ} ادفع السيئة حيث اعترضتك بالتي هي أحسن منها وهي الحسنة على أن المراد بالأحسن الزائد مطلقاً، أو بأحسن ما يمكن دفعها به من الحسنات، وإنما أخرجه مخرج الاستئناف على أنه جواب من قال؛ كيف أصنع؟ للمبالغة ولذلك وضع {أَحْسَنُ} موضع الحسنة. {فَإِذَا الذى بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِىٌّ حَمِيمٌ} أي إذا فعلت ذلك صار عدوك المشاق مثل الولي الشفيق.
{وَمَا يُلَقَّاهَا} وما يلقى هذه السجية وهي مقابلته الإِساءة بالإحسان. {إِلاَّ الذين صَبَرُواْ} فَإِنها تحبس النفس عن الانتقام. {وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظّ عَظِيمٍ} من الخير وكمال النفس وقيل الحظ الجنة.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال