سورة الشورى / الآية رقم 37 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَمِنْ آيَاتِهِ الجَوَارِ فِي البَحْرِ كَالأَعْلامِ إِن يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا وَيَعْفُ عَن كَثِيرٍ وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِنَا مَا لَهُم مِّن مَّحِيصٍ فَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ البَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن وَلِيٍّ مِنْ بَعْدِهِ وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا العَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِّن سَبِيلٍ

الشورىالشورىالشورىالشورىالشورىالشورىالشورىالشورىالشورىالشورىالشورىالشورىالشورىالشورىالشورى




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ وَإِذا ما غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ (37) وَالَّذِينَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ (38) وَالَّذِينَ إِذا أَصابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ (39) وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها فَمَنْ عَفا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (40) وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولئِكَ ما عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ (41) إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (42) وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (43)} [الشورى: 42/ 37- 43].
نزلت آية {وَإِذا ما غَضِبُوا} في عمر حين شتم بمكة. وقيل: في أبي بكر حين لامه الناس على إنفاق ماله، وحين شتم فحلم.
وصف الله تعالى أهل الجنة بالإيمان بالله وبالتوكل على الله، وبالصفات السبع الآتية:
- إنهم هم الذين يتجنبون الوقوع في كبائر الذنوب التي أوعد اللّه عليها وعيدا شديدا، كالشرك والقتل العمد وعقوق الوالدين، ويتجنبون أيضا الفواحش: وهي كل ما استقبحه الشرع والعقل السليم، كالغيبة والكذب، والزنا والسرقة والمحاربة (قطع الطريق).
- وهم عند الغضب يكظمون الغيظ، ويحلمون على الظالم، ويعفون عن إساءته، لأن الحلم سيد الأخلاق، والعفو والصفح سمة العظماء، وهذا حض على كسر الغضب، والتدرب على إطفائه، إذ هو جمرة من جهنم.
- وهم الذين يستجيبون إلى ما دعاهم إليه ربهم، ويطيعونه فيما أمر به من توحيد اللّه، ونبذ الشرك، وإطاعة الرسول فيما أمر به وزجر عنه، وهذا مدح لكل من آمن بالله تعالى وقبل شرعه.
نزلت هذه الآية في الأنصار، دعاهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إلى الإيمان، فاستجابوا وأقاموا الصلاة.
- ويؤدون الصلاة المفروضة في أوقاتها بنحو تام الأركان والشروط، وبخشوع لله وقلب صاف مرتبط بالله، والصلاة عماد الدين وأعظم العبادات.
- ويتشاورون فيما بينهم في الأمور الخاصة والعامة، كشؤون الحكم والولاية وإعلان الحرب، وتولية الولاة والقضاة والموظفين وغير ذلك من الشؤون العامة والخاصة.
- وينفقون في سبيل اللّه وطاعته بعض ما رزقهم اللّه من أموال وخيرات، لأن الإنفاق قوة للأمة، وعلاج للضعف، وسبيل لإعزاز الأمة، وتحقيق التكافل المطلوب بين الأغنياء والفقراء.
- وهم شجعان أشداء، فإذا تعرضوا للظلم والاعتداء، انتصروا ممن ظلمهم، واستردوا حقوقهم السليبة، وإذا قدروا عفوا، وهذا مدح لمن انتصر على البغي.
ورد الظلم مشروط بتحقيق المماثلة دون تجاوز، فيكون عقاب السيئة مماثلا لأصل الجناية، والمساواة مطلوبة بين الجريمة والعقوبة، ومن عفا عن الظالم المسيء، وأصلح بالود والعفو ما بينه وبين من عاداه، فثوابه على اللّه، إن اللّه يعاقب المبتدئين بالظلم، المتجاوزين حدودهم، وسمي جزاء السيئة سيئة، مع أن المجازاة من اللّه تعالى ليست سيئة، تسمية للشيء باسم ما يوجبه ويسببه.
ثم أكد اللّه تعالى على مشروعية دفع الظلم أو البغي، في الآية: {وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ} اللام في (لمن) لام القسم، أي جواب قسم محذوف.
أي تالله إن المنتصر من الظالم بعد ظلمه له، لا سبيل عليه بمؤاخذة أو عقاب، لأن الانتصار بحق، كأن يشرع القصاص في الجنايات العمدية، أو تضمن جنايات الخطأ والإتلافات، ويجوز الشتم والسب معاملة بالمثل، دون اعتداء ولا تجاوز، وهذا في معنى آية أخرى: {لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ} [النساء: 4/ 148] لكن من أتلف مال إنسان لا تجوز مقابلته بالإتلاف، وإنما يطلب الضمان أو التعويض عن الضرر.
نزلت هذه الآية: {وَلَمَنِ انْتَصَرَ} في أبي بكر الصديق رضي اللّه عنه، وقد شتمه بعض الأنصار، فرد عليه، ثم أمسك.
وإنما المؤاخذة والعقاب على الذين يبدءون الناس بالظلم، أو يتعدّون مبدأ المماثلة، ويتجاوزون الحد في الانتقام، ويجنون على النفوس والأموال بغير حق، ويتكبرون بظلم الناس وسلب الحقوق. ويضعون الأشياء في غير مواضعها، من القتل وأخذ المال وإيذاء اليد واللسان، وأولئك البادئون بالظلم أو المتجاوزون الحدود، لهم عذاب مؤلم شديد بسبب اعتدائهم، وهذا توعد بالعذاب في الآخرة.
والبغي بغير الحق في الآية: هو نوع من أنواع الظلم، خصه اللّه بالذكر تنبيها على شدته وسوء حال صاحبه.
ثم أكد اللّه تعالى الترغيب في العفو بالقسم في قوله: {وَلَمَنْ صَبَرَ} أي تالله، إن من صبر على الأذى، وستر السيئة، وغفر خطأ من ظلمه، فذلك الصبر والعفو، لمن الأمور المشكورة والأفعال الحميدة، التي يثاب عليها بالثواب الجزيل والثناء الجميل، لمنع الاسترسال وراء الغضب وحب الانتقام، فقوله تعالى: {لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} أي محكمها ومتقنها والحميد العاقبة منها، وهذا دليل على قوة الإرادة وتماسك الشخصية.
سوء حال الكفار في الآخرة:
لا شيء أصعب على النفس من الاصطدام أمام الواقع، والمفاجأة بنوع العقاب الذي كان يظن أنه مجرد تهديد ووعيد، وحينئذ تكون الأحوال شديدة وصعبة، فترى الكافرين في الآخرة يتمنون الرجوع إلى الدنيا، فيحتقر شأنهم، ولا يبالي بهم أحد من المؤمنين، ويقفون أمام النار ذليلين خائفين، ويلمسون الخسارة المحققة في الأنفس والأهل، ولا أمل لهم في النجاة، فلا يجدون أنصارا يخلصونهم من العذاب، ومن أضله اللّه بسبب ما اكتسب واختار من الإثم، فلا سبيل لنجاته. وهذه آيات كريمة تصور لنا هذا الموقف المخزي:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال