سورة الزخرف / الآية رقم 59 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَمَا نُرِيهِم مِّنْ آيَةٍ إِلاَّ هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا وَأَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ وَقَالُوا يَا أَيُّهَا السَّاحِرُ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ إِنَّنَا لَمُهْتَدُونَ فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ العَذَابَ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلاَ تُبْصِرُونَ أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلاَ يَكَادُ يُبِينُ فَلَوْلاَ أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِّن ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ المَلائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفاً وَمَثَلاً لِّلآخِرِينَ وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاَّ جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ إِنْ هُوَ إِلاَّ عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلاً لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنكُم مَّلائِكَةً فِي الأَرْضِ يَخْلُفُونَ

الزخرفالزخرفالزخرفالزخرفالزخرفالزخرفالزخرفالزخرفالزخرفالزخرفالزخرفالزخرفالزخرفالزخرفالزخرف




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ (57) وَقالُوا أَآلِهَتُنا خَيْرٌ أَمْ هُوَ ما ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاَّ جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ (58) إِنْ هُوَ إِلاَّ عَبْدٌ أَنْعَمْنا عَلَيْهِ وَجَعَلْناهُ مَثَلاً لِبَنِي إِسْرائِيلَ (59) وَلَوْ نَشاءُ لَجَعَلْنا مِنْكُمْ مَلائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ (60) وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِها وَاتَّبِعُونِ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ (61) وَلا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (62) وَلَمَّا جاءَ عِيسى بِالْبَيِّناتِ قالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (63) إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ (64) فَاخْتَلَفَ الْأَحْزابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ (65) هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (66)} [الزخرف: 43/ 57- 66].
المعنى: لقد انتهز مشركو مكة ولا سيما ابن الزّبعرى مسألة عيسى ابن مريم الذي عبد من دون اللّه تعالى، وقول النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم فيما أخبر عنه القرآن الكريم: {إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ} [الأنبياء: 21/ 98] وحاولوا أن يقولوا: كل معبود في النار، فأوضح القرآن العظيم أن المقصود الأصنام والأوثان، ولا تتناول الآية عيسى والعزير والملائكة، فهؤلاء كلهم عباد موحدون اللّه عز وجل. فتبدد ما قالت قريش، بعد أن ضجوا وضحكوا وجادلوا.
وقال كفار قريش مجادلين بالباطل: آلهتنا ليست خيرا من عيسى، فإن كان كل معبود من غير اللّه في النار، فنحن نرضى أن تكون آلهتنا مع عيسى والعزير والملائكة، ولم يضربوا هذا المثل في عيسى إلا بقصد الجدل بالباطل، فإنهم قوم شديد والخصومة والجدل. وذلك أنه لما نزلت: {إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ} [الأنبياء: 21/ 98] جاء عبد اللّه بن الزّبعرى ونظراؤه، فقالوا: نحن نخصم محمدا، أآلهتنا خير أم عيسى؟
وعلموا أن الجواب أن يقال لهم: عيسى، أي ما مثّلوا لك هذا التمثيل إلا جدلا منهم ومغالطة، ونسوا أن عيسى عليه السلام لم يعبد برضا منه ولا عن إرادة، وليس له في ذلك ذنب.
ثم أخبر الله تعالى: أن عيسى ما هو إلا عبد من عبيد الله، أكرمه الله، وأنعم عليه بالنبوة والرسالة، وجعله الله آية وعبرة لبني إسرائيل، فخلقه أسهل من خلق آدم، ومعجزاته كإحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص بإذن الله.
ولو يشاء الله أهلك أولئك الكفرة المجادلين، وجعل بدلا منهم ملائكة في الأرض يعمرونها، يخلفونهم فيها.
وإن نزول عيسى في آخر الزمان وخروجه أمارة على وقوع القيامة، لكونه من علاماتها، لأن الله تعالى ينزله من السماء قبيل الساعة، كما أن خروج الدجال قبله من أمارات الساعة، فلا تشكّوا أيها البشر في وقوعها، ولا تكذبوا بها، فإنها كائنة لا محالة، واتبعوا هدى الله فيما أمر به من التوحيد وإبطال الشرك.
ولا يصرفنكم الشيطان عن اتباع الحق، بوساوسه التي يلقيها في نفوسكم أيها البشر، إن الشيطان لكم عدو ظاهر العداوة، من عهد أبيكم آدم عليه السلام.
ولما جاء عيسى بالمعجزات الدالة على صدقه، وبالشرائع الإلهية، قال لبني إسرائيل: قد جئتكم بالشرائع الصالحة التي ترغّب في فعل الخير والجميل، وتكف عن الفعل القبيح، وجئتكم بأصول الدين العامة، من توحيد الله والإيمان بكتبه ورسله واليوم الآخر، ولأوضح لكم بعض ما تختلفون فيه من أحكام التوراة، فاتقوا الله وخافوه بامتثال أوامره ونواهيه، وأطيعوني فيما آمركم به من توحيد الله وشرائعه وتكاليفه.
إن الله عز وجل هو ربي وربكم، وإلهي وإلهكم، فأخلصوا العبادة له، فإن تخصيص العبادة بالله هو الطريق القويم.
فاختلفت فرق اليهود والنصارى الذين بعث الله إليهم عيسى، في شأنه، أهو ابن الله أو إله؟ وانقسموا فرقا وأحزابا، فالويل والهلاك والعذاب الشديد للذين ظلموا من هؤلاء المختلفين في طبيعة المسيح، أهي بشرية أم ناسوتية إلهية؟ وانحرفوا في تقريرها.
فهل ينتظر المشركون المكذبون للرسل إلا مجيء القيامة فجأة، وهم لا يشعرون بمجيئها لانشغالهم بشؤون الدنيا؟
أحوال المتقين والمجرمين يوم القيامة:
وصف الله تعالى ألوان نعيم أهل الجنة، وأنواع عذاب أهل النار، أما المتقون:
فهم في وداد ومحبة، وطمأنينة في نعيم الجنة، وتمتع بأبهى المراتب وأصناف الترف، جزاء عملهم الصالح في الدنيا. وأما المجرمون: فهم في عذاب دائم، يتمنون الموت فلا يجدونه، بسبب كفرهم ومعاصيهم، وكراهيتهم للحق والعدل، ويفاجأون بأن الله تعالى أحصى عليهم كل ما بدر منهم من قول أو فعل، إقامة للحجة عليهم، وإثباتا لكل عمل صدر منهم، وهذا ما ذكرته الآيات الآتية:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال