سورة الزخرف / الآية رقم 67 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلاَ تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ وَلاَ يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ وَلَمَّا جَاءَ عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُم بِالْحِكْمَةِ وَلأُبَيِّنَ لَكُم بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ فَاخْتَلَفَ الأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ الأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ المُتَّقِينَ يَا عِبَادِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمُ اليَوْمَ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ ادْخُلُوا الجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأَنفُسُ وَتَلَذُّ الأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ وَتِلْكَ الجَنَّةُ الَتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرةٌ مِّنْهَا تَأْكُلُونَ

الزخرفالزخرفالزخرفالزخرفالزخرفالزخرفالزخرفالزخرفالزخرفالزخرفالزخرفالزخرفالزخرفالزخرفالزخرف




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{الْأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ (67) يا عِبادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (68) الَّذِينَ آمَنُوا بِآياتِنا وَكانُوا مُسْلِمِينَ (69) ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْواجُكُمْ تُحْبَرُونَ (70) يُطافُ عَلَيْهِمْ بِصِحافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوابٍ وَفِيها ما تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيها خالِدُونَ (71) وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوها بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (72) لَكُمْ فِيها فاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْها تَأْكُلُونَ (73) إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذابِ جَهَنَّمَ خالِدُونَ (74) لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (75) وَما ظَلَمْناهُمْ وَلكِنْ كانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ (76) وَنادَوْا يا مالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ قالَ إِنَّكُمْ ماكِثُونَ (77) لَقَدْ جِئْناكُمْ بِالْحَقِّ وَلكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كارِهُونَ (78) أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ (79) أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ بَلى وَرُسُلُنا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ (80)} [الزخرف: 43/ 67- 80].
نزلت آية {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ} في أمية بن خلف وعقبة بن أبي معيط، كانا خليلين، فتواطا على إيذاء النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، وفعل عقبة ما اتفقا عليه، فنذر النبي قتله، فقتله يوم بدر صبرا (منصوبا للقتل) وقتل أمية في المعركة.
المعنى: الأصدقاء في الدنيا، المتحابون فيها، يعادي بعضهم بعضا يوم القيامة، ويتباغضون، لأن كل واحد يرى أن الضرر دخل عليه من قبل خليله، إلا المتقين الله بتنفيذ أوامره واجتناب نواهيه، فإن صداقاتهم تستمر في الآخرة، ويرون أن النفع دخل من بعضهم على بعض. والأخلاء: الأصحاب.
ويقال للمتقين المتحابين في الله: لا تخافوا من عذاب الآخرة، ولا تغتروا بنعيم الدنيا، فإن نعيم الآخرة هو الباقي، والدنيا زائلة.
وهؤلاء المتقون: هم المؤمنون بآيات القرآن، المنقادون لأحكام الله وشرائعه، وأسلموا وجوههم لله وشرعه.
ويبشّرون بالجنة فيقال لهم: ادخلوا الجنة أنتم ونساؤكم المؤمنات تكرمون، وتنعّمون، وتسعدون السعادة الكاملة.
وألوان نعيمهم: أن لهم مختلف أنواع المطاعم والمشارب، يقدم لهم ذلك بآنية من الذهب، وأكواب من الفضة. والكوب: الكوز الذي لا عروة ولا مقبض له. وفيها كل ما تشتهيه الأنفس من الألبسة والمسموعات، وكل ما تهواه النفوس، وتلذ به الأعين من اللذائذ والمشاهد المادية والمعنوية، ففيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، وهم فيها ماكثون على الدوام.
وسبب هذا الجزاء: أن تلك الجنة صارت لكم كالميراث، لما قدمتموه من العمل الصالح في الدنيا، وليس المعنى أن الأعمال أوجبت على الله إدخالهم الجنة، وإنما المعنى أن حظوظهم فيها على قدر أعمالهم، وأما دخول الجنة نفسه فبفضل الله ورحمته.
ولكم في الجنة غير الطعام والشراب فاكهة كثيرة الأنواع، تأكلون منها مهما شئتم، كلما قطفتم ثمرة تجدد لكم أخرى. هذا حال أهل الجنة وما يقال لهم.
ثم ذكر الله بعدئذ حال الكفرة من الخلود في النار، واليأس من الخروج منها، ليتبين الفرق وتتضح الأمور، فإن المجرمين (أي الكافرين) يخلدون في عذاب النار على الدوام، ولا يخفف عنهم العذاب فترة ليستريحوا منه، وهم مبعدون آيسون من الخير ومن النجاة، قائمون في جهنم إلى الأبد.
وذلك لأن الله تعالى لم يظلمهم، أي لم يعذبهم بغير ذنب، ولا يزيد في عذابهم، ولكنهم ظلموا أنفسهم بما ارتكبوا من الذنوب، وبما عملوا من السيئات.
ونادى هؤلاء الظالمون: يا مالك (وهو خازن النار) ليمتنا الله مدة، حتى لا يتكرر عذابنا، فيقال لهم: إنكم ماكثون، أي مقيمون في العذاب، لا خروج لكم من النار. وجواب مالك هذا: إما بعد ألف سنة كما قال ابن عباس أو بعد ثمانين أو أربعين سنة. ونظير الآية كثير مثل: {لا يُقْضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذابِها} [فاطر: 35/ 36].
وسبب العقاب: لقد بيّنا لكم الحق، وأرسلنا إليكم الرسل، وكان أكثركم، أي كلكم كارهين للحق وأهله. بل إن مشركي مكة وأمثالهم دبروا كيدا للنبي صلّى اللّه عليه وسلّم في دار الندوة بمكة، ليقتلوه أو يحبسوه أو يطردوه، وأحكموا أمر الكيد والمؤامرة، ولكن الله أبرم حكما لهم بنصره وحمايته وبيّت لهم جزاء وعقابا شديدا. قال مقاتل: نزلت هذه الآية {أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً} في تدبيرهم في المكر بالنبي صلّى اللّه عليه وسلّم في دار الندوة.
بل أيظنون أنا لا نسمع سرهم وعلانيتهم، سواء ما يضمرونه من شر وكيد، أو ما يتناجون به علانية لحبك المؤامرة وتنفيذها؟ بلى، نحن نسمع ذلك ونعلم به تماما، والملائكة الحفظة أيضا يكتبون جميع ما يصدر عنهم من قول أو فعل.
أخرج ابن جرير الطبري في نزول هذه الآية، عن محمد بن كعب القرظي قال:
بينا ثلاثة بين الكعبة وأستارها: قرشيان وثقفي، أو ثقفيان وقرشي، فقال واحد منهم: ترون الله يسمع كلامنا؟ فقال آخر: إذا جهرتم سمع، وإذا أسررتم لم يسمع، فأنزلت {أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ } الآية، أي إنها نزلت لأن كثيرا من العرب كانوا لا يعتقدون أن الله تعالى لا يسمع السرار.
نفي الولد والشريك عن الله تعالى:
على الرغم من تهديد الكفار بعذاب النار، فإنهم بقوا على الشرك بنسبة الولد والشرك لله تعالى، فنفى الله تعالى ذلك نفيا باتا، وأوضح أنه المعبود بحق، وأنه الحكيم في صنعه، العليم بكل شيء، ومالك السماوات والأرض، وهو إله السماء وإله الأرض، وأن الآلهة المعبودة لا نفع ولا شفاعة لها، وأن المشركين متناقضون حين أقروا بأن خالق الكون هو الله تعالى، ثم عبدوا غيره، فهم قوم لا يؤمنون، وحسابهم آت لا ريب فيه، كما بيّنت الآيات الآتية:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال