سورة الجاثية / الآية رقم 9 / تفسير تفسير النسفي / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
حـم تَنزِيلُ الكِتَابِ مِنَ اللَّهِ العَزِيزِ الحَكِيمِ إِنَّ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِن دَابَّةٍ آيَاتٌ لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن رِّزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ وَيُلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئاً اتَّخَذَهَا هُزُواً أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ مِن وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلاَ يُغْنِي عَنْهُم مَّا كَسَبُوا شَيْئاً وَلاَ مَا اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِياءَ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ هَذَا هُدًى وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مِّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ البَحْرَ لِتَجْرِيَ الفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مِّنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ

الجاثيةالجاثيةالجاثيةالجاثيةالجاثيةالجاثيةالجاثيةالجاثيةالجاثيةالجاثيةالجاثيةالجاثيةالجاثيةالجاثيةالجاثية




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{حم} إن جعلتها إسماً للسورة فهو مرفوعة بالابتداء والخبر {تَنزِيلُ الكتاب مِنَ الله} صلة للتنزيل، وإن جعلتها تعديداً للحروف كان {تَنزِيلُ الكتاب} مبتدأ والظرف خبراً {العزيز} في انتقامه {الحكيم} في تدبيره {إِنَّ فِى السماوات والأرض لآيات} لدلالات على وحدانيته، ويجوز أن يكون المعنى إن في خلق السماوات والأرض لآيات {لِلْمُؤْمِنِينَ} دليله قوله {وَفِى خَلْقِكُمْ} ويعطف {وَمَا يَبُثُّ مِن دَآبَّةٍ} على الخلق المضاف لأن المضاف إليه ضمير مجرور متصل يقبح العطف عليه {ءايات} حمزة وعلي بالنصب. وغيرهما بالرفع مثل قولك إن زيداً في الدار وعمراً في السوق أو وعمرو في السوق {لِِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ واختلاف اليل والنهار وَمَا أَنَزَلَ الله مِنَ السمآء مَّن رِزْقٍ} أي مطر وسمي به لأنه سبب الرزق {فَأَحْيَا بِهِ الأرض بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرياح} {الريح} حمزة وعلي. {ءايات لّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} بالنصب: علي وحمزة، وغيرهما بالرفع، وهذا من العطف على عاملين سواء نصبت أو رفعت فالعاملان إذا نصبت (إن) و(في). أقيمت الواو مقامهما فعملت الجر في {واختلاف اليل والنهار} والنصب في {ءايات}. وإذا رفعت فالعاملان الابتداء و(في). عملت الواو الرفع في آيات والجر في {واختلاف} هذا مذهب الأخفش لأنه يجوز العطف على عاملين، وأما سيبويه فإنه لا يجيزه وتخريج الآية عنده، أن يكون على اضمار (في) والذي حسنه تقديم ذكر (في) في الآيتين قبل هذه الآية ويؤيده قراءة ابن مسعود رضي الله عنه {وَفِى اختلاف اليل والنهار} ويجوز أن ينتصب {ءايات} على الاختصاص بعد انقضاء المجرور معطوفاً على ما قبله، أو على التكرير توكيداً لآيات الأولى كأنه قيل: آيات آيات، ورفعها بإضمار هي. والمعنى في تقديم الإيمان على الإيقان وتوسيطه وتأخير الآخر، أن المنصفين من العباد إذا نظروا في السماوات والأرض نظراً صحيحاً علموا أنها مصنوعة وأنه لا بد لها من صانع فآمنوا بالله، فإذا نظروا في خلق أنفسهم وتنقلها من حال إلى حال وفي خلق ما ظهر على الأرض من صنوف الحيوان ازدادوا إيماناً وأيقنوا، فإذا نظروا في سائر الحوادث التي تتجدد في كل وقت كاختلاف الليل والنهار ونزول الأمطار وحياة الأرض بها بعد موتها، وتصريف الرياح جنوباً وشمالاً وقبولاً ودبوراً، عقلوا واستحكم علمهم وخلص يقينهم {تِلْكَ} إشارة إلى الآيات المتقدمة أي تلك الآيات {ءايات الله} وقوله {نَتْلُوهَا} في محل الحال أي متلوة {عَلَيْكَ بالحق} والعامل ما دل عليه {تِلْكَ} من معنى الإشارة {فَبِأَىِّ حَدِيثٍ بَعْدَ الله وءاياته} أي بعد آيات الله كقولهم (أعجبني زيد وكرمه) يريدون أعجبني كرم زيد {يُؤْمِنُونَ} حجازي وأبو عمرو وسهل وحفص، وبالتاء غيرهم على تقدير قل يا محمد.
{وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ} كذاب {أَثِيمٍ} متبالغ في اقتراف الآثام {يَسْمَعُ ءايات الله} في موضع جر صفة {تتلى عَلَيْهِ} حال من آيات الله {ثُمَّ يُصِرُّ} يقبل على كفره ويقيم عليه {مُسْتَكْبِراً} عن الإيمان بالآيات والإذعان لما تنطق به من الحق مزدرياً لها معجباً بما عنده. قيل: نزلت في النضر بن الحرث وما كان يشتري من أحاديث العجم ويشغل بها الناس عن استماع القرآن. والآية عامة في كل من كان مضاراً لدين الله. وجيء ب (ثم) لأن الإصرار على الضلالة والاستكبار عن الإيمان عند سماع آيات القرآن مستبعد في العقول: {كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا} (كأن) مخففة والأصل كأنه لم يسمعها والضمير ضمير الشأن ومحل الجملة النصب على الحال أي يصر مثل غير السامع {فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} فأخبره خبراً يظهر أثره على البشرة.
{وَإِذَا عَلِمَ مِنْ ءاياتنا شَيْئاً} وإذا بلغه شيء من آياتنا وعلم أنه منها {اتخذها} اتخذ الآيات {هُزُواً} ولم يقل اتخذه للإشعار بأنه إذا أحس بشيء من الكلام أنه من جملة الآيات خاض في الاستهزاء بجميع الآيات ولم يقتصر على الاستهزاء بما بلغه، ويجوز أن يرجع الضمير إلى شيء لأنه في معنى الآية كقول أبي العتاهية:
نفسي بشيء من الدنيا معلقة *** الله والقائم المهدي يكفيها
حيث أراد عتبة {أولئك} إشارة إلى كل أفاك أثيم لشموله الأفاكين {لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ} مخز {مِّن وَرَآئِهِمْ} من قدامهم الوراء اسم للجهة التي يواريها الشخص من خلف أو قدام {جَهَنَّمُ وَلاَ يُغْنِى عَنْهُم مَّا كَسَبُواْ} من الأموال {شَيْئاً} من عذاب الله {وَلاَ مَا اتخذوا} (ما) فيهما مصدرية أو موصلة {مِن دُونِ الله} من الأوثان {أَوْلِيَآءَ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} في جهنم.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال