سورة الجاثية / الآية رقم 13 / تفسير تفسير البيضاوي / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
حـم تَنزِيلُ الكِتَابِ مِنَ اللَّهِ العَزِيزِ الحَكِيمِ إِنَّ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِن دَابَّةٍ آيَاتٌ لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن رِّزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ وَيُلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئاً اتَّخَذَهَا هُزُواً أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ مِن وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلاَ يُغْنِي عَنْهُم مَّا كَسَبُوا شَيْئاً وَلاَ مَا اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِياءَ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ هَذَا هُدًى وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مِّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ البَحْرَ لِتَجْرِيَ الفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مِّنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ

الجاثيةالجاثيةالجاثيةالجاثيةالجاثيةالجاثيةالجاثيةالجاثيةالجاثيةالجاثيةالجاثيةالجاثيةالجاثيةالجاثيةالجاثية




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَسَخَّرَ لَكُمْ مَّا فِى السموات وَمَا فِي الأرض جَمِيعاً} بأن خلقها نافعة لكم. {مِنْهُ} حال من ما أي سخر هذه الأشياء كائنة منه، أو خبر لمحذوف أي هي جميعاً منه، أو ل {مَا فِي السموات} {وَسَخَّرَ لَكُمُ} تكرير للتأكيد أو ل {مَّا فِى الأرض}، وقرئ منه على المفعول له ومنه على أنه فاعل {سَخَّرَ} على الإِسناد المجازي أو خبر محذوف. {إِنَّ فِى ذلك لآيات لّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} في صنائعه.
{قُل لّلَّذِينَ ءَامَنُواْ يَغْفِرُواْ} حذف المقول لدلالة الجواب عليه، والمعنى قل لهم اغفروا يغفروا أي يعفوا ويصفحوا. {لِلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ أَيَّامَ الله} لاَ يتوقعون وقائعه بأعدائه من قولهم أيام العرب لوقائعهم، أو لا يأملون الأوقات التي وقتها الله لنصر المؤمنين وثوابهم ووعدهم بها. والآية نزلت في عمر رضي الله عنه شتمه غفاري فهم أن يبطش به، وقيل إنها منسوخة بآية القتال. {لِيَجْزِىَ قَوْماً بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} علة للأمر، والقوم هم المؤمنون أو الكافرون أو كلاهما فيكون التنكير للتعظيم أو التحقير أو الشيوع، والكسب المغفرة أو الإساءة أو ما يعمهما. وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي {لنجزي} بالنون وقرئ: {لِيَجْزِىَ} قوم {وليجزي قوماً} أي ليجزي الخير أو الشر أو الجزاء، أعني ما يجزى به لا المصدر فإن الإسناد إليه سيما مع المفعول به ضعيف.
{مَّنْ عَمِلَ صالحا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا} أي لها ثواب العمل وعليها عقابه. {ثُمَّ إلى رَبّكُمْ تُرْجَعُونَ} فَيجازيكم على أعمالكم.
{وَلَقَدْ ءاتَيْنَا بَنِى إسراءيل الكتاب} التوراة. {والحكم} والحكمة النظرية والعملية أو فصل الخصومات. {والنبوة} إذ كثر فيهم الأنبياء ما لم يكثروا في غيرهم. {وَرَزَقْنَاهُمْ مّنَ الطيبات} مما أحل الله من اللذائذ. {وفضلناهم عَلَى العالمين} حيث آتيناهم ما لم نؤت غيرهم.
{وءاتيناهم بينات مّنَ الأمر} أدلة في أمر الدين ويندرج فيها المعجزات. وقيل آيات من أمر النبي عليه الصلاة والسلام مبينة لصدقه. {فَمَا اختلفوا} في ذلك الأمر. {إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ العلم} بحقيقة الحال. {بَغْياً بَيْنَهُمْ} عداوة وحسداً. {إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِى بَيْنَهُمْ يَوْمَ القيامة فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} بالمؤاخذة والمجازاة.
{ثُمَّ جعلناك على شَرِيعَةٍ} طريقة {مِنَ الأمر} من أمر الدين. {فاتبعها} فاتبع شريعتك الثابتة بالحجج. {وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاء الذين لاَ يَعْلَمُونَ} آراء الجهال التابعة للشهوات، وهم رؤساء قريش قالوا له ارجع إلى دين آبائك.
{إِنَّهُمْ لَن يُغْنُواْ عَنكَ مِنَ الله شَيْئاً} مما أراد بك. {وَإِنَّ الظالمين بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} إذ الجنسية علة الانضمام فلا توالهم باتباع أهوائهم. {والله وَلِىُّ المتقين} فواله بالتقى واتباع الشريعة.
{هذا} أي القرآن أو اتباع الشريعة. {بَصَائِرَ لِلنَّاسِ} بينات تبصرهم وجه الفلاح. {وهدى} من الضلالة. {وَرَحْمَةٌ} وَنعمة من الله. {لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} يطلبون اليقين.
{أَمْ حَسِبَ الذين اجترحوا السيئات} أم منقطعة ومعنى الهمزة فيها إنكار الحسبان والاجتراح الاكتساب ومنه الجارحة. {أَن نَّجْعَلَهُمْ} أن نصيرهم. {كالذين ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات} مثلهم وهو ثاني مفعولي نجعل وقوله: {سَوَاءً محياهم ومماتهم} بدل منه إن كان الضمير للموصول الأول لأن المماثلة فيه إذ المعنى انكار أن يكون حياتهم ومماتهم سيين في البهجة والكرامة كما هو للمؤمنين، ويدل عليه قراءة حمزة والكسائي وحفص {سَوَآء} بالنصب على البدل أو الحال من الضمير في الكاف، أو المفعولية والكاف حال وإن كان للثاني فحال منه أو استئناف يبين المقتضى للانكار، وإن كان لهما فبدل أو حال من الثاني، وضمير الأول والمعنى إنكار أن يستووا بعد الممات في الكرامة أو ترك المؤاخذة كما استووا في الرزق والصحة في الحياة، أو استئناف مقرر لتساوي محيا كل صنف ومماته في الهدى والضلال، وقرئ: {مَمَاتَهُمْ} بالنصب على أن {محياهم ومماتهم} ظرفان كمقدم الحاج. {سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} ساء حكمهم هذا أو بئس شيئاً حكموا به ذلك.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال