سورة الأحقاف / الآية رقم 23 / تفسير تفسير البيضاوي / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ بِالأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا عَنْ آلِهَتِنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ قَالَ إِنَّمَا العِلْمُ عِندَ اللَّهِ وَأُبَلِّغُكُم مَّا أُرْسِلْتُ بِهِ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضاً مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لاَ يُرَى إِلاَّ مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي القَوْمَ المُجْرِمِينَ وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِن مَّكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعاً وَأَبْصَاراً وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلاَ أَبْصَارُهُمْ وَلاَ أَفْئِدَتُهُم مِّن شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُم مِّنَ القُرَى وَصَرَّفْنَا الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ فَلَوْلاَ نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ قُرْبَاناً آلِهَةً بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ وَذَلِكَ إِفْكُهُمْ وَمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ

الأحقافالأحقافالأحقافالأحقافالأحقافالأحقافالأحقافالأحقافالأحقافالأحقافالأحقافالأحقافالأحقافالأحقافالأحقاف




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{واذكر أَخَا عَادٍ} يعني هوداً. {إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ بالأحقاف} جمع حقف وهو رمل مستطيل مرتفع فيه انحناء من احقوقف الشيء إذا اعوج، وكانوا يسكنون بين رمال مشرفة على البحر بالشحر من اليمن. {وَقَدْ خَلَتِ النذر} الرسل. {مّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ} قبل هود وبعده والجملة حال أو اعتراض. {أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ الله} أي لا تعبدوا، أو بأن لا تعبدوا فإن النهي عن الشيء إنذار من مضرته. {إِنّى أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} هائل بسبب شرككم.
{قَالُواْ أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا} لتصرفنا. {عَنْ ءالِهَتِنَا} عن عبادتها. {فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا} من العذاب على الشرك. {إِن كُنتَ مِنَ الصادقين} في وعدك. {قَالَ إِنَّمَا العلم عِندَ الله} لا علم لي بوقت عذابكم ولا مدخل لي فيه فأستعجل به، وإنما علمه عند الله فيأتيكم به في وقته المقدر له. {وَأُبَلّغُكُمْ مَّا أُرْسِلْتُ بِهِ} إليكم وما على الرسول إلا البلاغ. {ولكنى أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ} لا تعلمون أن الرسل بعثوا مبلغين منذرين لا معذبين مقترحين.
{فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضاً} سحاباً عرض في أفق السماء. {مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ} متوجه أوديتهم، والإضافة فيه لفظية وكذا في قوله: {قَالُواْ هذا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا} أي يأتينا بالمطر. {بَلْ هُوَ} أي قال هود عليه الصلاة والسلام {بَلْ هُوَ مَا استعجلتم بِهِ} من العذاب، وقرئ: {قل} {بل}: {رِيحٌ} هي ريح، ويجوز أن يكون بدل ما. {فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ} صفتها وكذا قوله: {تُدَمّرُ} تهلك. {كُلَّ شَئ} من نفوسهم وأحوالهم. {بِأَمْرِ رَبّهَا} إذ لا توجد نابضة حركة ولا قابضة سكون إلا بمشيئته، وفي ذكر الأمر والرب وإضافة إلى الريح فوائد سبق ذكرها مراراً، وقرئ: {يدمر كل شيء} من دمر دماراً إذا هلك فيكون العائد محذوفاً أو الهاء في {رَبُّهَا}، ويحتمل أن يكون استئنافاً للدلالة على أن لكل ممكن فناء مقضياً لا يتقدم ولا يتأخر، وتكون الهاء لكل شيء فإنه بمعنى الأشياء {فَأْصْبَحُواْ لاَ تُرَى إِلاَّ مساكنهم} أي فجاءتهم الريح فدمرتهم فأصبحوا بحيث لو حضرت بلادهم لا ترى إلا مساكنهم، وقرأ عاصم وحمزة والكسائي {لاَ يرى إِلاَّ مساكنهم} بالياء المضمومة ورفع المساكن. {كذلك نَجْزِي القوم المجرمين}. روي أن هوداً عليه السلام لما أحس بالريح اعتزل بالمؤمنين في الحظيرة وجاءت الريح فأمالت الأحقاف على الكفرة، وكانوا تحتها سبع ليال وثمانية أيام، ثم كشفت عنهم واحتملتهم تقذفتهم في البحر.
{وَلَقَدْ مكناهم فِيمَا إِن مكناكم فِيهِ} {إن} نافية وهي أحسن من ما هاهنا لأنها توجب التكرير لفظاً ولذلك قلبت ألفها هاء في مهما، أو شرطية محذوفة الجواب والتقدير، ولقد مكناهم في الذي أوفي شيء إن مكناكم فيه كان بغيكم أكثر، أو صلة كما في قوله:
يُرَجِّي المَرْءُ مَا إِنْ لاَ يَرَاه *** ويعرض دُونَ أدناهُ الخُطُوبُ
والأول أظهر وأوفق لقوله: {هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثاً} {كَانُواْ أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَءاثَاراً} {وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعاً وأبصارا وَأَفْئِدَةً} ليعرفوا تلك النعم ويستدلوا بها على مانحها تعالى ويواظبوا على شكرها. {فَمَا أغنى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلاَ أبصارهم وَلاَ أَفْئِدَتُهُمْ مّن شَئ} من الإِغناء وهو القليل. {إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللهِ} صلة {فَمَا أغنى} وهو ظرف جرى مجرى التعليل من حيث إن الحكم مرتب على ما أضيف إليه وكذلك حيث. {وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ} من العذاب.
{وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُمْ} يا أهل مكة. {مّنَ القرى} كحجر ثمود وقرى قوم لوط. {وَصَرَّفْنَا الايات} بتكريرها. {لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} عن كفرهم.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال