سورة محمد / الآية رقم 17 / تفسير تفسير القرطبي / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِّن قَرْيَتِكَ الَتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلاَ نَاصِرَ لَهُمْ أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ مَثَلُ الجَنَّةِ الَتِي وُعِدَ المُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِندِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفاً أُوْلَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْراطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ

محمدمحمدمحمدمحمدمحمدمحمدمحمدمحمدمحمدمحمدمحمدمحمدمحمدمحمدمحمد




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ماذا قالَ آنِفاً أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ (16) وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً وَآتاهُمْ تَقْواهُمْ (17)}
قوله تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ} أي من هؤلاء الذين يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام، وزين لهم سوء عملهم قوم يستمعون إليك وهم المنافقون: عبد الله بن أبي ابن سلول ورفاعة بن التابوت وزيد بن الصليت والحارث بن عمرو ومالك بن دخشم، كانوا يحضرون الخطبة يوم الجمعة فإذا سمعوا ذكر المنافقين فيها أعرضوا عنه، فإذا خرجوا سألوا عنه، قاله الكلبي ومقاتل.
وقيل: كانوا يحضرون عند رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع المؤمنين، فيستمعون منه ما يقول، فيعيه المؤمن ولا يعيه الكافر. {حَتَّى إِذا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ} أي إذا فارقوا مجلسك. {قالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ} قال عكرمة: هو عبد الله بن العباس. قال ابن عباس: كنت ممن يسأل، أي كنت من الذين أوتوا العلم.
وفي رواية عن ابن عباس: أنه يريد عبد الله بن مسعود. وكذا قال عبد الله بن بريدة: هو عبد الله بن مسعود.
وقال القاسم بن عبد الرحمن: هو أبو الدرداء.
وقال ابن زيد: إنهم الصحابة. {ماذا قالَ آنِفاً} أي الآن، على جهة الاستهزاء. أي أنا لم ألتفت إلى قوله. و{آنِفاً} يراد به الساعة التي هي أقرب الأوقات إليك، من قولك: استأنفت الشيء إذا ابتدأت به. ومنه أمر أنف، وروضة أنف، أي لم يرعها أحد. وكأس أنف: إذا لم يشرب منها شي، كأنه استؤنف شربها مثل روضة أنف. قال الشاعر:
ويحرم سر جارتهم عليهم *** ويأكل جارهم أنف القصاع
وقال آخر:
إن الشواء والنشيل والرغف *** والقينة الحسناء والكأس الأنف
للطاعنين الخيل والخيل قطف ***
وقال امرؤ القيس:
قد غدا يحملني في أنفه ***
أي في أوله. وأنف كل شيء أوله.
وقال قتادة في هؤلاء المنافقين: الناس رجلان: رجل عقل عن الله فانتفع بما سمع، ورجل لم يعقل ولم ينتفع بما سمع. وكان يقال: الناس ثلاثة: فسامع عامل، وسامع عاقل، وسامع غافل تارك. قوله تعالى: {أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ} فلم يؤمنوا. {وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ} في الكفر. {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا} أي للايمان زادهم الله هدى.
وقيل: زادهم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هدى.
وقيل: ما يستمعونه من القرآن هدى. أي يتضاعف يقينهم.
وقال الفراء: زادهم إعراض المنافقين واستهزاؤهم هدى.
وقيل: زادهم نزول الناسخ هدى.
وفي الهدى الذي زادهم أربعة أقاويل: أحدها- زادهم علما، قاله الربيع بن أنس.
الثاني- أنهم علموا ما سمعوا وعملوا بما علموا، قاله الضحاك.
الثالث- زادهم بصيرة في دينهم وتصديقا لنبيهم، قاله الكلبي.
الرابع- شرح صدورهم بما هم عليه من الايمان. {وَآتاهُمْ تَقْواهُمْ} أي ألهمهم إياها.
وقيل: فيه خمسة أوجه: أحدها- آتاهم الخشية، قاله الربيع.
الثاني- ثواب تقواهم في الآخرة، قاله السدي.
الثالث- وفقهم للعمل الذي فرض عليهم، قاله مقاتل.
الرابع- بين لهم ما يتقون، قاله ابن زياد والسدي أيضا.
الخامس- أنه ترك المنسوخ والعمل بالناسخ، قاله عطية. الماوردي: ويحتمل. سادسا-
أنه ترك الرخص والأخذ بالعزائم. وقرئ: {وأعطاهم} بدل {وَآتاهُمْ}.
وقال عكرمة: هذه نزلت فيمن آمن من أهل الكتاب.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال