سورة الذاريات / الآية رقم 17 / تفسير تفسير الألوسي / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الحُبُكِ إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُّخْتَلِفٍ يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ قُتِلَ الخَرَّاصُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ إِنَّ المُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ وَفِي الأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ المُكْرَمِينَ إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلاَماً قَالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلاَ تَأْكُلُونَ فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لاَ تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ قَالُوا كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الحَكِيمُ العَلِيمُ

الذارياتالذارياتالذارياتالذارياتالذارياتالذارياتالذارياتالذارياتالذارياتالذارياتالذارياتالذارياتالذارياتالذارياتالذاريات




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{آَخِذِينَ مَا آَتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ (16) كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17)}
{ءاخِذِينَ مَا ءاتاهم رَبُّهُمْ} أي قابلين لكل ما أعطاهم عز وجل راضين به على معنى إن كل ما آتاهم حسن مرضي يتلقى بحسن القبول، والعموم مأخوذ من شيوع ما وإطلاقه في معرف المدح وإظهار مَنِّهِ تعالى عليهم، واعتبار الرضا لأن الأخذ قبول عن قصد، ونصب {ءاخِذِينَ} على الحال من الضمير في الظرف {إِنَّهُمْ كَانُواْ قَبْلَ ذَلِكَ} في الدنيا {مُحْسِنِينَ} أي لأعمالهم الصالحة آتين بها على ما ينبغي فلذلك استحقوا ما استحقوا من الفوز العظيم، وفسر إحسانهم بقوله تعالى: {كَانُواْ قَلِيلًا مّن اليل مَا يَهْجَعُونَ} إلخ على أن الجملة في محل رفع بدل من قوله تعالى: {كَانُواْ قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ} [الذاريات: 16] حصل بها تفيسره، أو أنها جملة لا محل لها من الإعراب مفسرة كسائر الجمل التفسيرية، وأخرج الفريابي. وابن جرير. وابن المنذر. وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنه قال في الآية: {ءاخِذِينَ مَا ءاتاهم رَبُّهُمْ} من الفرائض {إِنَّهُمْ كَانُواْ قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ} [الذاريات: 16] أي كانوا قبل تنزل الفرائض يعملون، ولا أظن صحة نسبته لذلك الحبر، ولا يكاد تجعل جملة {كَانُواْ} إلخ عليه تفسيرًا إذا صح ما نقل عنه في تفسيرها، وسيأتي إن شاء الله تعالى. والهجوع النوم، وقيده الراغب بقوله: ليلًا، وغيره بالقليل، و{مَا} إما مزيدة فقليلًا معمول الفعل صفة لمصدر محذوف أي هجوعًا قليلًا و{مِّنَ اليل} صفة، أو لغو متعلق بيهجعون و{مِنْ} للابتداء، وجملة {يَهْجَعُونَ} خبر كان أو {قَلِيلًا} صفة لظرف محذوف أي زمانًا قليلًا و{مِّنَ اليل} صفة على نحو قليل من المال عندي وإما موصولة عائدها محذوف أي زمانًا قليلًا و{مِّنَ اليل} صفة على نحو قليل من المال عندي وإما موصولة عائدها محذوف فهي فاعل {قَلِيلًا} وهو خبر كان و{مِّنَ اليل} حال من الموصول مقدم كأنه قيل: كانوا قد قل المقدار الذي يهجعون فيه كائنًا ذلك المقدار {مِّنَ اليل} وإما مصدرية فالمصدر فاعل {قَلِيلًا} وهو خبر كان أيضًا، و{مِّنَ اليل} بيان لا متعلق بما بعده لأن معمول المصدر لا يتقدم، أو حال من المصدر، و{مِنْ} للابتداء كذا في الكشف فهما من الكشاف، وذهب بعضهم إلى أن {مِنْ} على زيادة ما عنى في كما في قوله تعالى: {ياأيها الذين ءامَنُواْ إِذَا نُودِىَ للصلاة} [الجمعة: 9] واعترض بن المنير احتمال مصدريتها بأن لا يجوز في {مِّنَ اليل} كونه صفة، أو بيانًا للقليل لأنه فيه واقع على الهجوع ولا صلة المصدر لتقدمه، وأجيب بأنه بيان للزمان المبهم؛ وحكى الطيبي أنه إما منصوب على التبيين أو متعلق بفعل يفسره {يَهْجَعُونَ} وجوز أن يكون {مَا يَهْجَعُونَ} على ذلك الاحتمال بدلًا من اسم كان فكأنه قيل: كان هجوعهم قللًا وهو بعيد، وجوز في {مَا} أن تكون نافية، و{قَلِيلًا} منصوب بيهجعون والمعنى كانوا لا يهجعون من الليل قليلًا ويحيونه كله ورواه ابن أبي شيبة.
وأبو نصر عن مجاهد، ورده الزمخشري بأن {مَا} النافية لا يعمل ما بعدها فيما قبلها لأن لها صدر الكلام وليس فيها التصرف الذي في أخواتها كلا فإنها قد تكون كجزء مما دخلت عليه نحو عوتب بلا جرم ولم. ولن لاختصاصهما بالفعل كالجزء منه، وأنت تعلم أن منع العمل هو مذهب البصريين، وفي «شرح الهادي» أن بعض النحاة أجازه مطلقًا، وبعضهم أجازه في الظرف خاصة للتوسع فيه، واستدل عليه بقوله:
ونحن عن فضلك ما استغنينا ***
نعم يرد على ذلك أن فيه كما في الانتصاف خلللًا من حيث المعنى فإن طلب قيام الليل غير مستثنى منه جزء للهجوع وإن قل غير ثابت في الشرع ولا معهود اللهم إلا أن يدعي أن من ذهب إلى ذلك يقول: بأنه كان ثابتًا في الشرع، فقد أخرج ابن أبي شيبة. وابن المنذر عن عطاء أنه قال في الآية: كان ذلك إذا أمروا بقيام الليل كله فكان أبو ذكر يعتمد على العصار فمكثوا شهرين ثم نزلت الرخصة {فاقرءوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ} [المزمل: 20] وقال الضحاك: {كَانُواْ قَلِيلًا} في عددهم، وتم الكلام عند {قَلِيلًا} ثم ابتدأ {مّن اليل مَا يَهْجَعُونَ} على أن {مَا} نافية؛ وفهي ما تقدم مع زيادة تفكيك للكلام، ولعل أظهر الأوجه زيادة {مَا} ونصب {قَلِيلًا} على الظرفية، و{مِّنَ اليل} صفة قيل: وفي الكلام مبالغات لفظ الهجوع بناءًا على أنه القليل من النوم، وقوله تعالى: {قَلِيلًا} و{مِّنَ اليل} لأن الليل وقت السبات والراحة وزيادة {مَا} لأنها تؤكد مضمون الجملة فتؤكد القلة وتحققها باعتبار كونها قيدًا فيها.
والغرض من الآية أنهم يكابدون العبادة في أوقات الراحة وسكون النفس ولا يستريحون من مشاق النهار إلا قليلًا، قال الحسن: كابدوا قيام الليل لا ينامون منه إلا قليلًا، وعن عبد الله بن رواحة هجعوا قليلًا ثم قاموا، وفسر أنس بن مالك الآية كما رواه جماعة عنه وصححه «الحاكم» فقال: كانوا يصلون بين المغرب والعشاء وهي لا تدل على الاقتصار على ذلك.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال