سورة الذاريات / الآية رقم 31 / تفسير تفسير النسفي / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا المُرْسَلُونَ قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن طِينٍ مُسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا مِنَ المُؤْمِنِينَ فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ المُسْلِمِينَ وَتَرَكْنَا فِيهَا آيَةً لِّلَّذِينَ يَخَافُونَ العَذَابَ الأَلِيمَ وَفِي مُوسَى إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَى فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي اليَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ العَقِيمَ مَا تَذَرُ مِن شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلاَّ جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنظُرُونَ فَمَا اسْتَطَاعُوا مِن قِيَامٍ وَمَا كَانُوا مُنتَصِرِينَ وَقَوْمَ نُوحٍ مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ وَالأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ المَاهِدُونَ وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ وَلاَ تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ

الذارياتالذارياتالذارياتالذارياتالذارياتالذارياتالذارياتالذارياتالذارياتالذارياتالذارياتالذارياتالذارياتالذارياتالذاريات




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{فَوَرَبّ السماء والأرض إِنَّهُ لَحَقٌّ} الضمير يعود إلى الرزق أو إلى {مَّا تُوعَدُونَ} {مّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ} بالرفع: كوفي غير حفص صفة للحق أي حق مثل نطقكم، وغيرهم بالنصب أي إنه لحق حقاً مثل نطقكم، ويجوز أن يكون فتحاً لإضافته إلى غير متمكن و{ما} مزيدة. وعن الأصمعي أنه قال: أقبلت من جامع البصرة فطلع أعرابي على قعود فقال: من الرجل؟ فقلت: من بني أصمع. قال: من أين أقبلت؟ قلت: من موضع يتلى فيه كلام الله، قال: اتلو عليّ فتلوت {والذريات} فلما بلغت قوله {وَفِى السماء رِزْقُكُمْ} قال: حسبك. فقام إلى ناقته فنحرها ووزعها على من أقبل وأدبر وعمد إلى سيفه وقوسه فكسرهما وولى، فلما حججت مع الرشيد وطفقت أطوف فإذا أنا بمن يهتف بي بصوت رقيق، فالتفت فإذا أنا بالأعرابي قد نحل واصفر فسلم عليّ واستقرأ السورة، فلما بلغت الآية صاح وقال: {قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقاً} [الأعراف: 44] ثم قال: وهل غير هذا؟ فقرأت {فَوَرَبّ السماء والأرض إِنَّهُ لَحَقٌّ} فصاح وقال: يا سبحان الله من ذا الذي أغضب الجليل حتى حلف لم يصدقوه بقوله حتى حلف قالها ثلاثاً وخرجت معها نفسه.
{هَلُ أَتَاكَ} تفخيم للحديث وتنبيه على أنه ليس من علم رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما عرفه بالوحي وانتظامها بما قبلها باعتبار أنه قال: {وَفِى الأرض ءايات} وقال في آخر هذه القصة {وَتَرَكْنَا فِيهَا ءايَةً} {حَدِيثُ ضَيْفِ إبراهيم} الضيف للواحد والجماعة كالصوم والزور لأنه في الأصل مصدر ضافه، وكانوا اثني عشر ملكاً. وقيل: تسعة عاشرهم جبريل. وجعلهم ضيفاً لأنهم كانوا في صورة الضيف حيث أضافهم إبراهيم أو لأنهم كانوا في حسبانه كذلك {المكرمين} عند الله لقوله {بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ} [الأنبياء: 26] وقيل: لأنه خدمهم بنفسه وأخدمهم امرأته وعجل لهم القرى {إِذْ دَخَلُواْ عَلَيْهِ} نصب ب {المكرمين} إذا فسر بإكرام إبراهيم لهم وإلا فبإضمار اذكر {فَقَالُواْ سَلامًا} مصدر سادٌّ مسد الفعل مستغنى به عنه، وأصله نسلم عليكم سلاماً {قَالَ سلام} أي عليكم سلام فهو مرفوع على الابتداء وخبره محذوف، والعدول إلى الرفع للدلالة على إثبات السلام كأنه قصد أن يحييهم بأحسن مما حيوه به أخذاً بأدب الله، وهذا أيضاً من إكرامه لهم. حمزة وعلي: سلم والسلم السلام {قَوْمٌ مُّنكَرُونَ} أي أنتم قوم منكرون فعرفوني من أنتم {فَرَاغَ إلى أَهْلِهِ} فذهب إليهم في خفية من ضيوفه ومن أدب المضيف أن يخفي أمره وأن يبادر بالقرى من غير أن يشعر به الضيف حذراً من أن يكفه، وكان عامة مال إبراهيم عليه السلام البقر {فَجَاء بِعِجْلٍ سَمِينٍ فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ} ليأكلوا منه فلم يأكلوا {قَالَ أَلاَ تَأْكُلُونَ} أنكر عليهم ترك الأكل أو حثهم عليه {فَأَوْجَسَ} فأضمر {مِنْهُمْ خِيفَةً} خوفاً لأن من لم يأكل طعامك لم يحفظ ذمامك.
عن ابن عباس رضي الله عنهما: وقع في نفسه أنهم ملائكة أرسلوا للعذاب {قَالُواْ لاَ تَخَفْ} إنا رسل الله، وقيل: مسح جبريل العجل فقام ولحق بأمه {وَبَشَّرُوهُ بغلام عَلَيمٍ} أي يبلغ ويعلم والمبشر به إسحاق عند الجمهور.
{فَأَقْبَلَتِ امرأته فِى صَرَّةٍ} في صيحة من صر القلم والباب، قال الزجاج: الصرة شدة الصياح ههنا ومحله النصب على الحال أي فجاءت صارة. وقيل: فأخذت في صياح وصرتها قولها يا ويلتا {فَصَكَّتْ وَجْهَهَا} فلطمت ببسط يديها. وقيل: فضربت بأطراف أصابعها جبهتها فعل المتعجب {وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ} أي أنا عجوز فكيف ألد كما قال في موضع آخر {أألد وَأَنَاْ عَجُوزٌ وهذا بَعْلِى شَيْخًا} [هود: 72] {قَالُواْ كَذَلِكِ} مثل ذلك الذي قلنا وأخبرنا به {قَالَ رَبُّكِ} أي إنما نخبرك عن الله تعالى والله قادر على ما تستبعدين {إِنَّهُ هُوَ الحكيم} في فعله {العليم} فلا يخفى عليه شيء. ورُوي أن جبريل قال لها حين استبعدت: انظري إلى سقف بيتك فنظرت فإذا جذوعه مورقة مثمرة. ولما علم أنهم ملائكة وأنهم لا ينزلون إلا بأمر الله رسلاً في بعض الأمور {قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ} أي فما شأنكم وما طلبكم وفيم أرسلتم؟ {أَيُّهَا المرسلون} أرسلتم بالبشارة خاصة أو لأمر آخر أولهما {قَالُواْ إِنَّآ أُرْسِلْنَآ إلى قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ} أي قوم لوط {لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مّن طِينٍ} أريد السجيل وهو طين طبخ كما يطبخ الآجر حتى صار في صلابة الحجارة {مُّسَوَّمَةً} معلمة من السومة وهي العلامة على كل واحد منها اسم من يهلك به {عِندَ رَبّكَ} في ملكه وسلطانه {لِلْمُسْرِفِينَ} سماهم مسرفين كما سماهم عادين لإسرافهم وعدوانهم في عملهم حيث لم يقتنعوا بما أبيح لهم {فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا} في القرية ولم يجر لها ذكر لكونها معلومة {مِنَ المؤمنين} يعني لوطاً ومن آمن به {فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مّنَ المسلمين} أي غير أهل بيت وفيه دليل على أن الإيمان والإسلام واحد لأن الملائكة سموهم مؤمنين ومسلمين هنا {وَتَرَكْنَا فِيهَا} في قراهم {ءايَةً لّلَّذِينَ يَخَافُونَ العذاب الأليم} علامة يعتبر بها الخائفون دون القاسية قلوبهم. قيل: هي ماء أسود منتن.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال