سورة الطور / الآية رقم 37 / تفسير تفسير القرطبي / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلامُهُم بِهَذَا أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَل لاَّ يُؤْمِنُونَ فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُوا صَادِقِينَ أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الخَالِقُونَ أَمْ خَلَقُوا السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بَل لاَّ يُوقِنُونَ أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ المُسَيْطِرُونَ أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُم بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ أَمْ لَهُ البَنَاتُ وَلَكُمُ البَنُونَ أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْراً فَهُم مِّن مَّغْرَمٍ مُّثْقَلُونَ أَمْ عِندَهُمُ الغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ أَمْ يُرِيدُونَ كَيْداً فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ المَكِيدُونَ أَمْ لَهُمْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ وَإِن يَرَوْا كِسْفاً مِّنَ السَّمَاءِ سَاقِطاً يَقُولُوا سَحَابٌ مَّرْكُومٌ فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ يَوْمَ لاَ يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَاباً دُونَ ذَلِكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ

الطورالطورالطورالطورالطورالطورالطورالطورالطورالطورالطورالطورالطورالطورالنجم




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخالِقُونَ (35) أَمْ خَلَقُوا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لا يُوقِنُونَ (36) أَمْ عِنْدَهُمْ خَزائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ (37) أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ (38) أَمْ لَهُ الْبَناتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ (39) أَمْ تَسْئَلُهُمْ أَجْراً فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ (40) أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ (41) أَمْ يُرِيدُونَ كَيْداً فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ (42) أَمْ لَهُمْ إِلهٌ غَيْرُ اللَّهِ سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (43)}
قوله تعالى: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ} {أَمْ} صلة زائدة والتقدير أخلقوا من غير شي. قال ابن عباس: من غير رب خلقهم وقدرهم.
وقيل: من غير أم ولا أب، فهم كالجماد لا يعقلون ولا تقوم لله عليهم حجة، ليسوا كذلك! أليس قد خلقوا من نطفة وعلقة ومضغة؟ قاله ابن عطاء.
وقال ابن كيسان: أم خلقوا عبثا وتركوا سدى {مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ} أي لغير شيء ف {مِنْ} بمعنى اللام. {أَمْ هُمُ الْخالِقُونَ} أي أيقولون إنهم خلقوا أنفسهم فهم لا يأتمرون لأمر الله وهم لا يقولون ذلك، وإذا أقروا أن ثم خالقا غيرهم فما ألذ ى يمنعهم من الإقرار له بالعبادة دون الأصنام، ومن الإقرار بأنه قادر على البعث. {أَمْ خَلَقُوا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ} أي ليس الامر كذلك فإنهم لم يخلقوا شيئا {بَلْ لا يُوقِنُونَ} بالحق {أَمْ عِنْدَهُمْ خَزائِنُ رَبِّكَ} أم عندهم ذلك فيستغنوا عن الله ويعرضوا عن أمره.
وقال ابن عباس: خزائن ربك المطر والرزق.
وقيل: مفاتيح الرحمة.
وقال عكرمة: النبوة. أي أفبأيديهم مفاتيح ربك بالرسالة يضعونها حيث شاءوا. وضرب المثل بالخزائن، لان الخزانة بيت يهيأ لجمع أنواع مختلفة من الذخائر، ومقدورات الرب كالخزائن التي فيها من كل الأجناس فلا نهاية لها. {أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ} قال ابن عباس: المسلطون الجبارون. وعنه أيضا: المبطلون. وقاله الضحاك. وعن ابن عباس أيضا: أم هم المتولون. عطاء: أم هم أرباب قاهرون. قال عطاء: يقال تسيطرت علي أي اتخذتني خولا لك. وقاله أبو عبيدة.
وفي الصحاح: المسيطر والمصيطر المسلط على الشيء ليشرف عليه ويتعهد أحواله ويكتب عمله، وأصله من السطر، لان الكتاب يسطر والذي يفعله مسطر ومسيطر. يقال سيطرت علينا. ابن بحر: {أم هم المسيطرون} أي هم الحفظة، مأخوذ من تسطير الكتاب الذي يحفظ ما كتب فيه، فصار المسيطر هاهنا حافظا ما كتبه الله في اللوح المحفوظ. وفية ثلاث لغات: الصاد وبها قرأت العامة، والسين وهي قراءة ابن محيصن وحميد ومجاهد وقنبل وهشام وأبي حيوة، وبإشمام الصاد الزاي وهي قراءة حمزة كما تقدم في {الصِّراطَ}
. قوله تعالى: {أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ} أي أيدعون أن لهم مرتقى إلى السماء ومصعدا وسببا {يَسْتَمِعُونَ فِيهِ} أي عليه الاخبار ويصلون به إلى علم الغيب، كما يصل إليه محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بطريق الوحي. {فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ} أي بحجة بينة أن هذا الذي هم عليه حق. والسلم واحد السلالم التي يرتقى عليها. وربما سمي الغرز بذلك، قال أبو الرئيس الثعلبي يصف ناقته:
مطارة قلب إن ثنى الرجل ربها *** بسلم غرز في مناخ يعاجله
وقال زهير:
ومن هاب أسباب المنية يلقها *** ولو رام أسباب السماء بسلم
وقال آخر:
تجنيت لي ذنبا وما إن جنيته *** لتتخذي عذرا إلى الهجر سلما
وقال ابن مقبل في الجمع:
لا تحرز المرء أحجاء البلاد ولا *** يبنى له في السموات السلاليم
الاحجاء النواحي مثل الارجاء واحدها حجا ورجا مقصور. ويروى: أعناء البلاد، والاعناء أيضا الجوانب والنواحي واحدها عنو بالكسر.
وقال ابن الاعرابي: واحدها عنا مقصور. وجاءنا أعناء من الناس واحدهم عنو بالكسر، وهم قوم من قبائل شتى. {يَسْتَمِعُونَ فِيهِ} أي عليه، كقوله تعالى: {فِي جُذُوعِ النَّخْلِ} أي عليها، قاله الأخفش.
وقال أبو عبيدة: يستمعون به.
وقال الزجاج: أي ألهم كجبريل الذي يأتي النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالوحي. قوله تعالى: {أَمْ لَهُ الْبَناتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ} سفه أحلامهم توبيخا لهم وتقريعا. أي أتضيفون إلى الله البنات مع أنفتكم منهن، ومن كان عقله هكذا فلا يستبعد منه إنكار البعث. {أَمْ تَسْئَلُهُمْ أَجْراً} أي على تبليغ الرسالة. {فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ} أي فهم من المغرم الذي تطلبهم به {مُثْقَلُونَ} مجهدون لما كلفتهم به. {أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ} أي يكتبون للناس ما أرادوه من علم الغيوب.
وقيل: أي أم عندهم علم ما غاب عن الناس حتى علموا أن ما أخبرهم به الرسول من أمر القيامة والجنة والنار والبعث باطل.
وقال قتادة: لما قالوا نتربص به ريب المنون قال الله تعالى: {أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ} حتى علموا متى يموت محمدا أو إلى ما يئول إليه أمره.
وقال ابن عباس: أم عندهم اللوح المحفوظ فهم يكتبون ما فيه ويخبرون الناس بما فيه.
وقال القتبي: يكتبون يحكمون والكتاب الحكم، ومنه قوله تعالى: {كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} أي حكم، وقوله عليه الصلاة والسلام: «والذي نفسي بيده لأحكمن بينكم بكتاب الله» أي بحكم الله. قوله تعالى: {أَمْ يُرِيدُونَ كَيْداً} أي مكرا بك في دار الندوة. {فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ} أي الممكور بهم {وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ} وذلك أنهم قتلوا ببدر. {أَمْ لَهُمْ إِلهٌ غَيْرُ اللَّهِ} يخلق ويرزق ويمنع. {سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ} نزه نفسه أن يكون له شريك. قال الخليل: كل ما في سورة والطور من ذكر {أم} فكلمة استفهام وليس بعطف.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال