سورة الرحمن / الآية رقم 3 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَمَا أَمْرُنَا إِلاَّ وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُّسْتَطَرٌ إِنَّ المُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الرَّحْمَنُ عَلَّمَ القُرْآنَ خَلَقَ الإِنسَانَ عَلَّمَهُ البَيَانَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ المِيزَانَ أَلاَّ تَطْغَوْا فِي المِيزَانِ وَأَقِيمُوا الوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلاَ تُخْسِرُوا المِيزَانَ وَالأَرْضَ وَضَعَهَا لِلأَنَامِ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الأَكْمَامِ وَالْحَبُّ ذُو العَصْفِ وَالرَّيْحَانُ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ خَلَقَ الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ وَخَلَقَ الجَانَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ

القمرالقمرالقمرالقمرالرحمنالرحمنالرحمنالرحمنالرحمنالرحمنالرحمنالرحمنالرحمنالرحمنالرحمن




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{الرَّحْمنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيانَ (4) الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبانٍ (5) وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ (6) وَالسَّماءَ رَفَعَها وَوَضَعَ الْمِيزانَ (7) أَلاَّ تَطْغَوْا فِي الْمِيزانِ (8) وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزانَ (9) وَالْأَرْضَ وَضَعَها لِلْأَنامِ (10) فِيها فاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذاتُ الْأَكْمامِ (11) وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحانُ (12) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (13)} [الرحمن: 55/ 1- 13].
عدد الله نعمه في هذه السورة مبتدئا بذاته المقدسة مصدر النعم.
الرحمن: هو الله تعالى المنعم بجلائل النعم الدنيوية والأخروية، وهم اسم من أسماء الله الحسنى. وهو الذي أنزل القرآن وعلّمه الناس. أوجد الإنسان: وهو هنا اسم جنس، وعلّمه النطق والفهم والإبانة عن ذلك بقول.
ومن نعم الله تعالى العلوية مجال التعلم: أن الشمس والقمر يجريان بحساب دقيق منظم، معلوم في بروج ومنازل معلومة، لا يتجاوزانها، ويدلان على اختلاف الفصول وعدد الشهور والسنين، ومواسم الزراعة، وآجال المعاملات وأعمار الناس.
ومن نعمه في عوالم الأرض السفلى: أن النبات الذي لا ساق له، والشجر الذي له ساق ينقادان طبعا لله تعالى فيما أراد، كما ينقاد الساجدون من المكلفين اختيارا، فيظهران في وقت محدد ولأجل معين، وهما غذاء الإنسان، ومتعة له.
وظاهرة التوازن أو النسبية بين الأشياء: هي في أن الله رفع السماء فوق الأرض، ووضع شرع العدل وأمر به، كما قال الله تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلَنا بِالْبَيِّناتِ وَأَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ وَالْمِيزانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ} [الحديد: 57/ 25].
وأمر الله بإقامة العدل على الوجه الصحيح، ومنه إقامة الوزن للأشياء بالعدل، ونهى عن نقص المكيال والميزان، كما قال تعالى: {وَزِنُوا بِالْقِسْطاسِ الْمُسْتَقِيمِ} [الشعراء: 26/ 182] وذلك بقدر الإمكان. وأما ما لا يقدر البشر عليه من تحرير الميزان وتسويته بدقة، فهو موضوع عن الناس.
وقوله: {وَلا تُخْسِرُوا} من أخسر، أي نقص وأفسد.
وهذا لتأكيد الأمر بالعدل، فقد أمر الله سبحانه أولا بالعدل والتسوية، ثم نهى عن التجاوز والزيادة عند استيفاء الحق، ثم منع الخسران الذي هو النقص والبخس.
ثم ذكر الله تعالى ما في الأرض من نعم كثيرة في مقابل السماء، فالله هو الذي وضع الأرض وبسطها لينتفع بها الناس، وأرساها بالجبال الراسخات ليستقر الناس على وجهها.
ثم أوجد الله طرق المعايش في الأرض، ففيها كل ما يتفكه به من أنواع الثمار المختلفة الألوان والطعوم والروائح، وفيها أشجار النخيل ذات أوعية الطلع وأغطية النّور والزهر الذي يتحول بعدئذ إلى تمر، وفيها جميع ما يقتات الإنسان من الحبوب كالحنطة والشعير والذرة ونحوها، ذات العصف: وهو ورق الزرع الجاف، ويتحول إلى التبن الذي هو رزق البهائم، وفيها كل مشموم من النبات ذي الرائحة الجميلة، وتنكير كلمة (فاكهة) وتعريف كلمة (النخل والحب) لأن الفاكهة تكون في بعض الأزمان وعند بعض الأشخاص، أما ثمر النخيل والحب فهو قوت محتاج إليه في كل زمان، متداول في كل وقت، ويحتاج إليه جميع الأشخاص، وكذلك الريحان الذي لا يفارق أغلب النباتات.
فبأي النعم المتقدمة يا معشر الجن والإنس تكذبان؟ فهي من الرب المنعم الذي يتعهد عباده بالتربية والنماء، فيكون هو الجدير بالحمد والشكر على كل حال.
والضمير قوله: {رَبِّكُما} للجن والإنس. وعرف ذلك إما من قوله: {لِلْأَنامِ} أي الثّقلان، وإما من تفسيرهما في قوله تعالى: {خَلَقَ الْإِنْسانَ} و{وَخَلَقَ الْجَانَّ}.
ويقال بعد ذلك: لا بشيء من نعمك ربنا نكذب، فلك الحمد ولك الشكر.
وقد تكررت هذه الآية {فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (13)} في سورة الرحمن إحدى وثلاثين مرة، بعد كل خصلة من النعم، وجعلها الله فاصلة بين كل نعمتين، لتأكيد التذكير بالنعمة، وتقريرهم بها، وللتنبيه على أهميتها، والنعم تشمل دفع المكروه، وتحصيل المقصود.
إن هذه النعم المادية لا شك في أهميتها والحاجة إليها، لكن أعظم نعمة وأول نعمة وأخلدها وأجدها هي نعمة القرآن، كما افتتحت بها السورة، وكما وصف هذا الكتاب في آية أخرى مثل: {وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرى لِلْمُسْلِمِينَ} [النحل: 16/ 89]. ومثل: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَساراً (82)} [الإسراء: 17/ 82].
نعم إلهية أخرى:
يذكّرنا الله تعالى بنعمه على الدوام، ليدلنا على قدرته العظمى ووحدانيته الخالدة، فهو سبحانه خلق الإنسان في أصله من الطين اليابس، وخلق أصل الجن من النار، وهو رب المشارق والمغارب، وهو الذي حجز بين البحرين: العذب والملح، وسيّر السفن في أعالي البحار، وأعد كل ذلك لخير الإنسان ما دام في الحياة، ثم يفنى كل شيء، ويبقى الله ذو الجلال والعظمة والإكرام. وهذا ما نصت عليه الآيات الآتية:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال