سورة الواقعة / الآية رقم 66 / تفسير التفسير القرآني للقرآن / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ المُكَذِّبُونَ لآكِلُونَ مِن شَجَرٍ مِّن زَقُّومٍ فَمَالِئُونَ مِنْهَا البُطُونَ فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الحَمِيمِ فَشَارِبُونَ شُرْبَ الهِيمِ هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلاَ تُصَدِّقُونَ أَفَرَأَيْتُم مَّا تُمْنُونَ أَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الخَالِقُونَ نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ المَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ عَلَى أَن نُّبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنشِئَكُمْ فِي مَا لاَ تَعْلَمُونَ وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الأُولَى فَلَوْلاَ تَذَكَّرُونَ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ إِنَّا لَمُغْرَمُونَ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ أَفَرَأَيْتُمُ المَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ المُزْنِ أَمْ نَحْنُ المُنزِلُونَ لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً فَلَوْلاَ تَشْكُرُونَ أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَتِي تُورُونَ أَأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ المُنشِئُونَ نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعاً لِّلْمُقْوِينَ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ العَظِيمِ فَلاَ أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ

الواقعةالواقعةالواقعةالواقعةالواقعةالواقعةالواقعةالواقعةالواقعةالواقعةالواقعةالواقعةالواقعةالواقعةالواقعة




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{نَحْنُ خَلَقْناكُمْ فَلَوْ لا تُصَدِّقُونَ (57) أَفَرَأَيْتُمْ ما تُمْنُونَ (58) أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخالِقُونَ (59) نَحْنُ قَدَّرْنا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (60) عَلى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِي ما لا تَعْلَمُونَ (61) وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولى فَلَوْ لا تَذَكَّرُونَ (62) أَفَرَأَيْتُمْ ما تَحْرُثُونَ (63) أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ (64) لَوْ نَشاءُ لَجَعَلْناهُ حُطاماً فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ (65) إِنَّا لَمُغْرَمُونَ (66) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (67) أَفَرَأَيْتُمُ الْماءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ (68) أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ (69) لَوْ نَشاءُ جَعَلْناهُ أُجاجاً فَلَوْ لا تَشْكُرُونَ (70) أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ (71) أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَها أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِؤُنَ (72) نَحْنُ جَعَلْناها تَذْكِرَةً وَمَتاعاً لِلْمُقْوِينَ (73) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (74)}.
التفسير:
قوله تعالى: {نَحْنُ خَلَقْناكُمْ.....}.
فى هذه الآيات عرض كاشف لقدرة اللّه سبحانه وتعالى، قيّومة سلطانه على كل شيء في هذا الوجود.. وغاية هذا العرض، هو إقامة الأدلة، ونصب البراهين بين يدى هؤلاء المنكرين للبعث، على أن هذا البعث الذي ينكره المنكرون، ويستبعدون وقوعه، هو أمر داخل في دائرة الأحداث التي تقع في محيطهم.. فليست الحياة بعد الموت إلّا إعادة لبناء هذا الكيان الذي تهدم، وإقامته من جديد على الصورة التي كان عليها، وإنه إذا كان مما يمكن أن ينكر أو يستبعد هو الإيجاد ابتداء، فإن إنكار إعادة الموجود لا يكون إلا من مكابرة وعناد، أو جهل وضلال.
وقوله تعالى: {نَحْنُ خَلَقْناكُمْ فَلَوْ لا تُصَدِّقُونَ} هو إعلان بهذا الخبر، وتقرير له، وإرساله هكذا قضية مسلمة، من غير مقدمات: {نَحْنُ خَلَقْناكُمْ}.
فهذه قضية لا تحتاج إلى برهان، وحكم لا يقبل جدلا.. فليس هناك من مخلوق ينكر هذه الحقيقة أو يجادل فيها.. إنه لم يحلق نفسه.. وإذن فلا بد له من خالق خلقه.. وهذا الخالق يناديه، ويلقى إلى سمعه: أنه هو الذي خلقه.. فإن أنكر هذا الخالق، فليبحث عن الخالق الذي خلقه، إذ كان لا بد من خالق.. وهذا الخالق لا بد أن يكون واحدا يبسط سلطانه على هذا الوجود كله، وعلى الموجودات جميعها.. وذلك هو اللّه رب العالمين.
وقوله تعالى: {فَلَوْ لا تُصَدِّقُونَ}.
هو تعقيب على هذا الخبر، أو الحكم.. {نَحْنُ خَلَقْناكُمْ}.
أفلا تصدقون هذا الخبر؟ أو لا تقبلون هذا الحكم؟ إنه خير لكم أن تصدقوا هذا الخبر، وتقيموا وجودكم على الإيمان به!.
فإذا صدّقتم هذا، أفلا تصدقون أننا قادرون على إعادتكم بعد موتكم؟
{أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ؟ بَلى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ} [81: يس].
ولو، هنا، بمعنى هلّا للحثّ، والحضّ على التصديق.
قوله تعالى: {أَ فَرَأَيْتُمْ ما تُمْنُونَ أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخالِقُونَ}؟
هو حيثيّات تقام لهذا الحكم، وبراهين تقدم لهذا الخبر.. وقدّم الحكم في هذه القضية- قضية إضافة الخلق إلى اللّه سبحانه وتعالى- قدم على حيثياته، وأدلته، لأنه- كما قلنا- أمر ظاهر، مستغن عن كل برهان يقوم بين يديه، ولأن كثيرا من العقول تتقبله هكذا من غير برهان، لأنه أمر بدهىّ، ومن الإزراء بالعقل تقديم البديهيات له، في صورة المعضلات التي تحتاج إلى أدلة وبراهين.
أما هذه البراهين التي تقدم بعد النطق بهذا الحكم، فهى منصوبة لمن أعماهم الضلال، فلم يروا ما بين أيديهم في وجه الصبح المشرق، فكانت هذه البراهين أشبه بأيد تمتد إلى هؤلاء العمى لتقودهم إلى مرفأ الأمن والسلامة.. ومع هذا فإن كثيرا من هؤلاء العمى، يمنعهم العناد والكبر عن أن يمدوا أيديهم إلى تلك الأيدى الممدودة لهم، ويؤثرون أن يتخبطوا في مسيرتهم، وأن يتردّوا في مهاوى الهلاك، على أن يستجيبوا لهاد يهديهم، أو منقذ ينقذهم.
والمنىّ، هو النطفة التي يتخلق منها الكائن الحي، وإن هذه النطفة لا تكون بذرة صالحة ليتخلق منها الجنين، حتى تنضج في صلب الرجل، ثم تتحرك فيه إلى حيث يلقى بها في رحم المرأة.. أما قبل هذا النضج، فلا تكون صالحة لأن يتخلق منها الكائن الحي.. بمعنى أنه لو انتزعت هذه النطفة انتزاعا من صلب الرجل، ثم نقلت إلى رحم المرأة، كانت أشبه بحبة غير ناضجة ألقى بها في الأرض، فلا يكون منها أن تنبت نباتا أو تطلع زهرا أو ثمرا.
وهذا هو السرّ في التعبير القرآنى بلفظ {تُمْنُونَ} الذي يدل على تلك العملية الطبيعية التي يقذف بها المنىّ في رحم المرأة، عند التقاء الرجل والمرأة.. ومثل هذا ما جاء في قوله تعالى: {أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنى} [37: القيامة] فهو ليس مجرد منىّ، ولكنه منىّ يمنى، أي يقذف به في حال نضجه، من صلب الرجل، إلى رحم المرأة.
فهذا المنىّ، الذي لا يعدو أن يكون نطفة من ماء- من يخلق منه هذا الكائن الحىّ، أو من يقيم منه هذا الإنسان السميع البصير؟
قوله تعالى: {نَحْنُ قَدَّرْنا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ} أي وكما خلقناكم ابتداء، من هذه النطف، وشكلنا صوركم، من هذا المنىّ- نحن الذين قدرنا بينكم الموت، وحددنا لكل منكم الأجل الذي له في هذه الدنيا.. فإلينا وحدنا تقدير أعماركم، وموتكم.. لم يسبقنا إلى ذلك سابق، ولم يشاركنا في هذا شريك.
قوله تعالى: {عَلى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِي ما لا تَعْلَمُونَ}.
هو متعلق بمحذوف، يفهم من قوله تعالى: {وَما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ} أي أننا إذا كنا لم نسبق في هذا الخلق الذي خلقناكم عليه، ولم نسبق في تقدير الموت الذي قدرنا عليكم، وجعلناه حكما واقعا على كل حىّ- إذا كان هذا شأننا فيكم، أفلسنا بقادرين {على أن نبدّل أمثالكم} ونغير صوركم، ونخلقكم على صور غير تلك الصور التي أنتم عليها؟ أو لسنا بقادرين على أن نجعلكم في صورة مخلوقات أخرى من تلك المخلوقات الكثيرة التي ترونها في عالم الجماد، أو النبات أو الحيوان، أو في صور أخرى مما لا تعلمونه من صور مخلوقاتنا في الأرض أو في السماء؟ فإن هذه النطف التي تتخلق منها الكائنات، الحية في عالم الحيوان، هى ماء يشبه بعضه بعضا، ولكن الخالق المبدع يصوّر هذه النطف كيف يشاء.. {هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحامِ كَيْفَ يَشاءُ..} [6: آل عمران] قوله تعالى: {وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولى فَلَوْ لا تَذَكَّرُونَ؟} أي وإذا كنتم لا تعلمون النشأة التي كان من الممكن أن ننشئكم عليها، فقد علمتم نشأتكم هذه التي أوجدناكم فيها.. أفلا يكون لكم من هذا العلم ما يحدث لكم ذكرا، ويبعث فيكم طمأنينة إلى التسليم بالبعث بعد الموت؟
قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتُمْ ما تَحْرُثُونَ أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ؟} وهذه صورة أخرى، من صور الخلق، وأنه إذا كانت عملية خلق الإنسان مما تحتجب رؤيتها عن كثير من العقول المريضة، فهذه عملية إنبات النبات، وإخراج الحبّ من الأرض، على هذه الصور المختلفة من النبات والشجر.. إنها عملية مشهورة، ظاهرة، وتجربة تجرى من أولها إلى آخرها بين أيدى الناس، حيث يلقون الحب في الأرض، ثم يجدونه بعد ذلك نباتا زاهيا، وشجرا باسقا.
فمن يخلق هذا الزرع؟ ومن يخرج من هذا الحب هذا الجنات، وتلك الحدائق ذات البهجة؟ أأنتم أيها الناس؟ إنكم لستم إلا أدوات تلقى الحب في الأرض، كما تقذفون المنىّ في الأرحام، فيصور الخالق جل وعلا من هذا وذاك ما يصوّر من كائنات! قوله تعالى: {لَوْ نَشاءُ لَجَعَلْناهُ حُطاماً فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ إِنَّا لَمُغْرَمُونَ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ}.
أي لو نشاء، لما أطلعنا هذا الزرع، ولو نشاء لأطلعناه، ثم لجعلناه عقيما لا يطلع زهرا، ولا يثمر ثمرا، فظلتم تفكهون، أي ترقبون الفاكهة، وتبحثون عنها، ثم لا تجدون شيئا منها، بل تعودون وملء أيديكم خيبة وحسرة، تتنادون بأنكم مغرمون بما أضعتم من جهد في الحرث والزرع، ثم لم يكن لكم من هذا العناء إلا الحرمان من الثمر الذي كنتم ترجونه.
قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتُمُ الْماءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ لَوْ نَشاءُ جَعَلْناهُ أُجاجاً فَلَوْ لا تَشْكُرُونَ} وهذا الماء الذي تشربون.. ألا تفكرون من أين جاء؟ ألا تنظرون فيه وفى هذا الماء الملح الذي يملأ وجه الأرض؟ من فصل بينهما؟ ومن أخرج لكم من هذا الماء الملح، هذا الماء العذب الفرات؟ أأنتم الذين صنع هذا الصنيع، وأنشأ من هذا الماء الملح سحابا يحمل الماء العذب، وينشىء منه الأنهار، ويفجر العيون؟
أأنتم أنزلتموه من المزن، أي السحب، أم نحن المنزلون؟! أجيبوا!!
ولا جواب إلا التسليم والإقرار، بأن اللّه سبحانه هو الذي صنع لكم هذا الذي صنع! ولو شاء اللّه سبحانه وتعالى، لجعل هذا الماء العذب على حاله التي كان عليها من قبل أن يخرج من رحم البحار، كما خرجتم أنتم من أرحام أمهاتكم، وكما خرج النبات من رحم الأرض.
{فلو لا تشكرون} أي فهلا شكرتم اللّه على هذه النعم الجليلة التي هى ملاك حياتكم وحياة زروعكم، وحيوانكم؟
قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَها أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِؤُنَ؟}.
وهذه النار التي توقدونها، وتستدفئون بها، وتنضجون عليها طعامكم.
من أنشأ لكم الشجر الذي توقدونه؟ ألا ترون هذا الحطب الذي يعلق به الشرر، فيحول إلى لهب وجمر؟ ألا ترون هذه القدرة التي تخرج النار من الشجر الأخضر الذي يجرى الماء في عروقه؟ {الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ ناراً فَإِذا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ} [80: يس] قوله تعالى: {نَحْنُ جَعَلْناها تَذْكِرَةً وَمَتاعاً لِلْمُقْوِينَ}.
أي هذه النار التي توقدون من الشجر الأخضر، هى تذكرة وموعظة، لمن كان له عقل يتذكر، ويتعظ، فيرى قدرة اللّه.. وهى متاع وزاد {للمقوين} أي لكم أيها الناس، الذين لا يملكون شيئا.. فكل ما في أيديكم، هو فضل من فضل اللّه عليكم، ورحمة من رحمته بكم.
والمقوي، هو الخاوي، الفارغ، الذي لا شيء معه.. ومنه أقوت الدار أي خلت من أهلها، وأقوت الأرض، أي أجدبت.
قوله تعالى: {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ}.
هو تعقيب على هذه النعم العظيمة التي أنعم اللّه بها على عباده، والتي من شكرها، التسبيح بحمد اللّه، وتنزيهه، وتمجيده، وذكره ذكرا دائما بالحمد والثناء.
هذا، ويلاحظ أن الآيات التي عرضت هذه النعم، عرضتها كل نعمة في آية مستقلة، ثم عقّبت على كل آية بالسؤال المطلوب من كلّ من وقف بين يدى نعمة منها، أن يسأله نفسه، وأن يتولى الإجابة عليه.
{أَفَرَأَيْتُمْ ما تُمْنُونَ؟} {أَفَرَأَيْتُمْ ما تَحْرُثُونَ؟} {أَفَرَأَيْتُمُ الْماءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ؟} {أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ؟}.
إنها نعم ظاهرة، من شأنها إذا ذكرت أن تدير الأنظار إليها، وأن توجه العقول نحوها، من غير داع يدعو الأنظار إلى النظر، أو يلفت العقول إلى التفكير والتدبير.
هذا إذا صادفت تلك النعم أبصارا تبصر، وعقولا تعقل.. ولكن ما أكثر الأبصار التي لا تبصر، والعقول التي لا تعقل.. فكان من رحمة اللّه، أن أقام بين يدى كل نعمة داعيا يدعو إليها، ويهتف بالأبصار الزائغة أن تنظر فيها، وبالعقول الغافلة أن تنتبه لها، فكانت هذه الأسئلة الواردة عليها.. فمن كانت له أذنان فليسمع، ومن كانت له عينان فليبصر.. {إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} [37: ق].




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال