سورة الحديد / الآية رقم 26 / تفسير تفسير البيضاوي / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُم مُّهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلاَّ ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ لِئَلاَّ يَعْلَمَ أَهْلُ الكِتَابِ أَلاَّ يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِن فَضْلِ اللَّهِ وَأَنَّ الفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الفَضْلِ العَظِيمِ

الحديدالحديدالحديدالحديدالحديدالحديدالحديدالحديدالحديدالحديدالحديدالحديدالحديدالحديدالحديد




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً وإبراهيم وَجَعَلْنَا فِى ذُرّيَّتِهِمَا النبوة والكتاب} بأن استنبأناهم وأوحينا إليهم الكتب. وقيل المراد بالكتب الخط. {فَمِنْهُمْ} فمن الذرية أو من المرسل إليهم وقد دل عليهم {أَرْسَلْنَا}. {مُّهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مّنْهُمْ فاسقون} خارجون عن الطريق المستقيم والعدول عن السنن القابلة للمبالغة في الذم والدلالة على أن الغلبة للضلال.
{ثُمَّ قَفَّيْنَا على ءاثارهم بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابن مَرْيَمَ} أي أرسلنا رسولاً بعد رسول حتى انتهى إلى عيسى عليه السلام، والضمير لنوح وإبراهيم ومن أرسلا إليهم، أو من عاصرهما من الرسل لا للذرية، فإن الرسل الملقى بهم من الذرية. {وَآتيْنَاهُ الإِنْجِيلَ} وقرئ بفتح الهمزة وأمره أهون من أمر البرطيل لأنه أعجمي. {وَجَعَلْنَا فِى قُلُوبِ الذين اتبعوه رَأْفَةً} وقرئ: {رآفة} على فعالة. {وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابتدعوها} أي وابتدعوا رهبانية ابتدعوها، أو رهبانية مبتدعة على أنها من المجعولات وهي المبالغة في العبادة والرياضة والانقطاع عن الناس، منسوبة إلى الرهبان وهو المبالغ في الخوف من رهب كالخشيان من خشي، وقرئت بالضم كأنها منسوبة إلى الرهبان وهو جمع راهب كراكب وركبان. {مَا كتبناها عَلَيْهِمْ} ما فرضناها عليهم. {إِلاَّ ابتغاء رضوان الله} استثناء منقطع أي ولكنهم ابتدعوها {ابتغاء رضوان الله}. وقيل متصل فإن {مَا كتبناها عَلَيْهِمْ} بمعنى ما تعبدناهم بها وهو كما ينفي الإِيجاب المقصود منه دفع العقاب ينفي الندب المقصود منه مجرد حصول مرضاة الله، وهو يخالف قوله: {ابتدعوها} إلا أن يقال: {ابتدعوها} ثم ندبوا إليها، أو {ابتدعوها} بمعنى استحدثوها وأتوا بها، أو لأنهم اخترعوها من تلقاء أنفسهم. {فَمَا رَعَوْهَا} أي فما رعوها جميعاً. {حَقَّ رِعَايَتِهَا} بضم التثليث والقول بالاتحاد وقصد السمعة والكفر بمحمد عليه الصلاة والسلام ونحوها إليها. {فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا} أتوا بالإِيمان الصحيح ومن ذلك الإِيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم وحافظوا حقوقها. {مِنْهُمْ} من المتسمين باتباعه. {أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مّنْهُمْ فاسقون} خارجون عن حال الاتباع.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} بالرسل المتقدمة. {اتقوا الله} فيما نهاكم عنه. {وَآمِنُوا بِرَسُولِه} محمد عليه الصلاة والسلام. {يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ} نصيبين. {مّن رَّحْمَتِهِ} لإيمانكم بمحمد صلى الله عليه وسلم إيمانكم بمن قبله، ولا يبعد أن يثابوا على دينهم السابق وإن كان منسوخاً ببركة الإِسلام، وقيل الخطاب للنصارى الذين كانوا في عصره صلى الله عليه وسلم. {وَيَجْعَل لَّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ} يريد المذكور في قوله: {يسعى نُورُهُم} أو الهدى الذي يسلك به إلى جناب القدس. {وَيَغْفِرْ لَكُمْ والله غَفُورٌ رَّحِيمٌ}.
{لّئَلاَّ يَعْلَمَ أَهْلُ الكتاب} أي ليعلموا و{لا} مزيدة ويؤيده أنه قرئ: {ليعلم} و{لكي يعلم} و{لأن يعلم} بادغام النون في الياء.
{أَلاَّ يَقْدِرُونَ على شَئ مّن فَضْلِ الله} أن هي المخففة والمعنى: أنه لا ينالون شيئاً مما ذكر من فضله ولا يتمكنون من نيله لأنهم لم يؤمنوا برسوله وهو مشروط بالإِيمان به، أو لا يقدرون على شيء من فضله فضلاً عن أن يتصرفوا في أعظمه وهو النبوة فيخصوها بمن أرادوا ويؤيده قوله: {وَأَنَّ الفضل بِيَدِ الله يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء والله ذُو الفضل العظيم} وقيل: {لا} غير مزيدة، والمعنى لئلا يعتقد أهل الكتاب أنه لا يقدر النبي والمؤمنون به على شيء من فضل الله ولا ينالونه، فيكون {وَأَنَّ الفضل} عطفاً على {لّئَلاَّ يَعْلَمَ}، وقرئ: {ليلا يعلم} ووجهه أن الهمزة حذفت وأدغمت النون في اللام ثم أبدلت ياء. وقرئ: {ليلا} على أن الأصل في الحروف المفردة الفتح.
عن النبي صلى الله عليه وسلم: «من قرأ سورة الحديد كتب من الذين آمنوا بالله ورسله أجمعين».




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال