سورة المجادلة / الآية رقم 7 / تفسير تفسير البيضاوي / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلاَ خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلاَ أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلاَ أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ القِيَامَةِ إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنفُسِهِمْ لَوْلا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ المَصِيرُ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلاَ تَتَنَاجَوْا بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهُمْ شَيْئاً إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ المُؤْمِنُونَ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي المَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ

المجادلةالمجادلةالمجادلةالمجادلةالمجادلةالمجادلةالمجادلةالمجادلةالمجادلةالمجادلةالمجادلةالمجادلةالمجادلةالمجادلةالمجادلة




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{الذين يظاهرون مِنكُمْ مّن نّسَائِهِمْ} الظهار أن يقول الرجل لامرأته أنت عليّ كظهر أمي مشتق من الظهر، وألحق به الفقهاء تشبيهها بجزء أنثى محرم، وفي {مّنكُمْ} تهجين لعادتهم فيه فإنه كان من إيمان أهل الجاهلية، وأصل {يظاهرون} يتظاهرون وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي {يظاهرون} من أظاهر وعاصم {يظاهرون} من ظاهر. {مَّا هُنَّ أمهاتهم} أي على الحقيقة. {إِنْ أمهاتهم إِلاَّ اللائى وَلَدْنَهُمْ} فلا تشبه بهن في الحرمة إلا من ألحقها الله بهن كالمرضعات وأزواج الرسول صلى الله عليه وسلم، وعن عاصم أمهاتهم بالرفع على لغة بني تميم، وقرئ ب {أمهاتهم} وهو أيضاً على لغة من ينصب. {وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَراً مّنَ القول} إذ الشرع أنكره. {وَزُوراً} منحرفاً عن الحق فإن الزوجة لا تشبه الأم. {وَإِنَّ الله لَعَفُوٌّ غَفُورٌ} لما سلف منه مطلقاً، أو إذا تيب عنه.
{والذين يظاهرون مِن نّسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُواْ} أي إلى قولهم بالتدارك ومنه المثل: عاد الغيث على ما أفسد، وهو بنقض ما يقتضيه وذلك عند الشافعي بإمساك المظاهر عنها في النكاح زماناً يمكنه مفارقتها فيه، إذ التشبيه يتناول حرمته لصحة استثنائها عنه وهو أقل ما ينتقض به. وعند أبي حنيفة باستباحة استمتاعها ولو بنظرة شهوة. وعند مالك بالعزم على الجماع، وعند الحسن بالجماع. أو بالظهار في الإِسلام على أن قوله: {يظاهرون} بمعنى يعتادون الظهار إذ كانوا يظاهرون في الجاهلية، وهو قول الثوري أو بتكراره لفظاً وهو قول الظاهرية، أو معنى بأن يحلف على ما قال وهو قول أبي مسلم أو إلى المقول فيها بامساكها، أو استباحة استمتاعها أو وطئها. {فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ} أي فعليهم أو فالواجب اعتقاق رقبة والفاء للسببية، ومن فوائدها الدلالة على تكرر وجوب التحرير بتكرر الظهار، والرقبة مقيدة بالإيمان عندنا قياساً على كفارة القتل. {مّن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا} أن يستمتع كل من المظاهر عنها بالآخر لعموم اللفظ ومقتضى التشبيه، أو أن يجامعها وفيه دليل على حرمة ذلك قبل التكفير. {ذلكم} أي ذلكم الحكم بالكفارة. {تُوعَظُونَ بِهِ} لأنه يدل على ارتكاب الجناية الموجبة للغرامة ويردع عنه. {والله بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} لا تخفى عليه خافية.
{فَمَن لَّمْ يَجِدْ} أي الرقبة والذي غاب ماله واجد. {فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا} فإن أفطر بغير عذر لزمه الاستئناف وإن أفطر لعذر ففيه خلاف، وإن جامع المظاهر عنها ليلاً لم ينقطع التتابع عندنا خلافاً لأبي حنيفة ومالك رضي الله تعالى عنهما. {فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ} أي الصوم لهرم أو مرض مزمن أو شبق مفرط فإنه صلى الله عليه وسلم رخص للأعرابي المفطر أن يعدل لأجله.
{فَإِطْعَامُ سِتّينَ مِسْكِيناً} ستين مداً بمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو رطل وثلث لأنه أقل ما قيل في الكفارات وجنسه المخرج في الفطرة، وقال أبو حنيفة رضي الله تعالى عنه يعطي كل مسكين نصف صاع من بر أو صاعاً من غيره، وإنما لم يذكر التماس مع الطعام اكتفاء بذكره مع الآخرين، أو لجوازه في خلال الإطعام كما قال أبو حنيفة رضي الله تعالى عنه. {ذلك} أي ذلك البيان أو التعليم للأحكام ومحله النصب بفعل معلل بقوله: {لّتُؤْمِنُواْ بالله وَرَسُولِهِ}، أي فَرضَ ذَلِكَ لتصدقوا بالله وَرَسُولِهِ في قبول شرائعهِ وَرَفْض مَا كُنْتُمْ عَلَيْهِ في جاهليتكم {وَتِلْكَ حُدُودُ الله} لا يجوز تعديها. {وللكافرين} أي الذين لا يقبلونها. {عَذَابٌ أَلِيمٌ} هو نظير قوله تعالى: {وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِىٌّ عَنِ العالمين} {إِنَّ الذين يُحَادُّونَ الله وَرَسُولَهُ} يعادونهما فإن كلاً من المتعادين في حد غير حد الآخر، أو يضعون أو يختارون حدوداً غير حدودهما. {كُبِتُواْ} أخزوا وأهلكوا وأصل الكبت الكب. {كَمَا كُبِتَ الذين مِن قَبْلِهِمْ} يعني كفار الأمم الماضية. {وَقَدْ أَنزَلْنَا ءايات بينات} تدل على صدق الرسول وما جاء به. {وللكافرين عَذَابٌ مُّهِينٌ} يذهب عزهم وتكبرهم.
{يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ الله} منصوب ب {مُّهِينٌ} أو بإضمار اذكر. {جَمِيعاً} كلهم لا يدع أحداً غير مبعوث أو مجتمعين. {فَيُنَبّئُهُمْ بِمَا عَمِلُواْ} أي على رؤوس الأشهاد تشهيراً لحالهم وتقريراً لعذابهم. {أحصاه الله} أحاط به عدداً لم يغب منه شيء. {وَنَسُوهُ} لكثرته أو تعاونهم به. {والله على كُلّ شَئ شَهِيدٌ} لا يغيب عنه شيء.
{أَلَمْ تَرَ أَنَّ الله يَعْلَمُ مَا فِى السموات وَمَا فِي الأرض} كلياً وجزئياً. {مَا يَكُونُ مِن نجوى ثلاثة} أي ما يقع من تناجي ثلاثة، ويجوز أن يقدر مضاف أو يؤول {نجوى} بمتناجين ويجعل {ثلاثة} صفة لها، واشتقاقها من النجوة وهي ما ارتفع من الأرض فإن السر أمر مرفوع إلى الذهن لا يتيسر لكل أحد أن يطلع عليه. {إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ} إلا الله يجعلهم أربعة من حيث أنه يشاركهم في الاطلاع عليها، والاستثناء من أعم الأحوال. {وَلاَ خَمْسَةٍ} ولا نجوى خمسة. {إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ} وتخصيص العددين إما لخصوص الواقعة فإن الآية نزلت في تناجي المنافقين، أو لأن الله تعالى وتر يحب الوتر، والثلاثة أول الأوتار أو لأن التشاور لا بد له من اثنين يكونان كالمتنازعين وثالث يتوسط بينهما، وقرئ: {ثلاثة} و{خَمْسَةٍ} بالنصب على الحال بإضمار {يتناجون} أو تأويل {نجوى} بمتناجين. {وَلاَ أدنى مِن ذَلِكَ} ولا أقل مما ذكر كالواحد والاثنين. {وَلاَ أَكْثَرَ} كالستة وما فوقها. {إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ} يعلم ما يجري بينهم. وقرأ يعقوب ولا أكثر بالرفع عطفاً على محل من {نجوى} أو محل لا أدنى بأن جعلت لا لنفي الجنس. {أَيْنَمَا كَانُواْ} فإن علمه بالأشياء ليس لقرب مكاني حتى يتفاوت باختلاف الأمكنة. {ثُمَّ يُنَبّئُهُم بِمَا عَمِلُواْ يَوْمَ القيامة} تفضيحاً لهم وتقريراً لما يستحقونه من الجزاء. {إِنَّ الله بِكُلّ شَئ عَلِيمٌ} لأن نسبة ذاته المقتضية للعلم إلى الكل على السواء.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال