سورة الحشر / الآية رقم 6 / تفسير تفسير البيضاوي / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَن يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ العِقَابِ مَا قَطَعْتُم مِّن لِّينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الفَاسِقِينَ وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلاَ رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ القُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي القُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لاَ يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الأَغْنِيَاءِ مِنكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ العِقَابِ لِلْفُقَرَاءِ المُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ

الحشرالحشرالحشرالحشرالحشرالحشرالحشرالحشرالحشرالحشرالحشرالحشرالحشرالحشرالحشر




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَمَا أَفَاء الله على رَسُولِهِ} وما أعاده عليه بمعنى صيره له أورده عليه، فإنه كان حقيقاً بأن يكون له لأنه تعالى خلق الناس لعبادته وخلق ما خلق لهم ليتوسلوا به إلى طاعته فهو جدير بأن يكون للمطيعين. {مِنْهُمْ} من بني النضير أو من الكفرة. {فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ} فما أجريتم على تحصيله من الوجيف وهو سرعة السير. {مِنْ خَيْلٍ وَلاَ رِكَابٍ} ما يركب من الإِبل غلب فيه كما غلب الراكب على راكبه، وذلك إن كان المراد فيءُ بني النضير، فلأن قراهم كانت على ميلين من المدينة فمشوا إليها رجالاً غير رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه ركب جملاً أو حماراً، ولم يجر مزيد قتال ولذلك لم يعط الأنصار منه شيئاً إلا ثلاثة كانت بهم حاجة. {ولكن الله يُسَلّطُ رُسُلَهُ على مَن يَشَاءُ} بقذف الرعب في قلوبهم. {والله على كُلّ شَيْء قَدِيرٌ} فيفعل ما يريد تارة بالوسائط الظاهرة وتارة بغيرها.
{مَّا أَفَاء الله على رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ القرى} بيان للأول ولذلك لم يعطف عليه. {فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِى القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل} اختلف في قسم الفيء، فقيل يسدس لظاهر الآية ويصرف سهم الله في عمارة الكعبة وسائر المساجد، وقيل يخمس لأن ذكر الله للتعظيم ويصرف الآن سهم الرسول عليه الصلاة والسلام إلى الإِمام على قول وإلى العساكر والثغور على قول وإلى مصالح المسلمين على قول. وقيل يخمس خمسه كالغنيمة فإنه عليه الصلاة والسلام كان يقسم الخمس كذلك ويصرف الأخماس الأربعة كما يشاء والآن على الخلاف المذكور. {كَيْلاَ يَكُونَ} أي الفيء الذي حقه أن يكون للفقراء. وقرأ هشام في رواية بالتاء. {دُولَةً بَيْنَ الأغنياء مِنكُمْ} الدولة ما يتداوله الأغنياء ويدور بينهم كما كان في الجاهلية، وقرئ: {دُولَةً} بمعنى كيلا يكون الفيء ذا تداول بينهم أو أخذه غلبة تكون بينهم، وقرأ هشام {دُولَةً} بالرفع على كان التامة أي كيلا يقع دولة جاهلية. {وَمَا ءاتاكم الرسول} وما أعطاكم من الفيء أو من الأمر. {فَخُذُوهُ} لأنه حلال لكم، أو فتمسكوا به لأنه واجب الطاعة. {وَمَا نهاكم عَنْهُ} عن أخذه منه، أو عن إتيانه. {فانتهوا} عنه. {واتقوا الله} في مخالفة رسوله. {إِنَّ الله شَدِيدُ العقاب} لمن خالفه.
{لِلْفُقَرَاء المهاجرين} بدل من {ذَا القربى} و{مَا} عطف عليه فإن {الرسول} لا يسمى فقيراً، ومن أعطى أغنياء ذوي القربى خصص الإبدال بما بعده، والفيء بفيء بني النضير. {الَّذِينَ أُخْرِجُواْ مِن ديارهم وأموالهم} فإن كفار مكة أخرجوهم وأخذوا أموالهم. {يَبْتَغُونَ فَضْلاً مّنَ الله وَرِضْوَاناً} حال مقيدة لإخراجهم بما يوجب تفخيم شأنهم. {وَيَنصُرُونَ الله وَرَسُولَهُ} بأنفسهم وأموالهم.
{أُوْلَئِكَ هُمُ الصادقون} في إيمانهم.
{والذين تَبَوَّءوا الدار والإيمان} عطف على المهاجرين، والمراد بهم الأنصار الذين ظهر صدقهم فإنهم لزموا المدينة والإِيمان وتمكنوا فيهما، وقيل المعنى تبوءوا دار الهجرة ودار الإِيمان فحذف المضاف من الثاني والمضاف إليه من الأول وعوض عنه اللام، أو تبوءوا الدار وأخلصوا الإِيمان كقوله:
عَلَفْتُهَا تِبْناً وَمَاءٌ بَارِداً ***
وقيل سمى المدينة بالإِيمان لأنها مظهره ومصيره. {مِن قَبْلِهِمُ} من قبل هجرة المهاجرين. وقيل تقدير الكلام والذين تبوءوا الدار من قبلهم والإِيمان. {يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ} ولا يثقل عليهم. {وَلاَ يَجِدُونَ فِى صُدُورِهِمْ} في أنفسهم. {حَاجَةً} ما تحمل عليه الحاجة كالطلب والحزازة والحسد والغيظ. {مّمَّا أُوتُواْ} مما أعطي المهاجرون من الفيء وغيره. {وَيُؤْثِرُونَ على أَنفُسِهِمْ} ويقدمون المهاجرين على أنفسهم حتى إن كان عنده امرأتان نزل عن واحدة وزوجها من أحدهم. {وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} حاجة من خصاص البناء وهي فرجه. {وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ} حتى يخالفها فيما يغلب عليها من حب المال وبغض الإِنفاق. {فَأُوْلَئِكَ هُمُ المفلحون} الفائزون بالثناء العاجل والثواب الآجل.
{والذين جَاؤُوا مّن بَعْدِهِمْ} هم الذين هاجروا حين قوي الإِسلام، أو التابعون بإحسان وهم المؤمنون بعد الفريقين إلى يوم القيامة ولذلك قيل: إن الآية قد استوعبت جميع المؤمنين. {يَقُولُونَ رَبَّنَا اغفر لَنَا ولإخواننا الذين سَبَقُونَا بالإيمان} أي لإِخواننا في الدين. {وَلاَ تَجْعَلْ فِى قُلُوبِنَا غِلاًّ لّلَّذِينَ ءَامَنُواْ} حقداً لهم. {رَبَّنَا إِنَّكَ رَءوفٌ رَّحِيمٌ} فحقيق بأن تجيب دعاءنا.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال