سورة التغابن / الآية رقم 11 / تفسير تفسير النسفي / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ خَالِدِينَ فِيهَا وَبِئْسَ المَصِيرُ مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا البَلاغُ المُبِينُ اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ المُؤْمِنُونَ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُواًّ لَّكُمْ فَاحْذَرُوَهُمْ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْراً لأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَإِن تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ عَالِمُ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ العَزِيزُ الحَكِيمُ

التغابنالتغابنالتغابنالتغابنالتغابنالتغابنالتغابنالتغابنالتغابنالتغابنالتغابنالتغابنالتغابنالتغابنالطلاق




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{يُسَبّحُ لِلَّهِ مَا فِى السماوات وَمَا فِى الأرض لَهُ الملك وَلَهُ الحمد وَهُوَ على كُلّ شَئ قَدِيرٌ} قدم الظرفان ليدل بتقديمهما على اختصاص الملك والحمد بالله عز وجل، وذلك لأن الملك على الحقيقة له لأنه مبدئ كل شيء والقائم به، وكذا الحمد لأن أصول النعم وفروعها منه، وأما ملك غيره فتسليط منه واسترعاء وحمد غيره اعتداد بأن نعمة الله جرت على يده {هُوَ الذى خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُمْ مُّؤْمِنٌ} أي فمنكم آتٍ بالكفر وفاعل له، ومنكم آتٍ بالإيمان وفاعل له، ويدل عليه {والله بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} أي عالم وبصير بكفركم وإيمانكم اللذين هما من عملكم. والمعنى هو الذي تفضل عليكم بأصل النعم الذي هو الخلق والإيجاد من العدم، وكان يجب أن تكونوا بأجمعكم شاكرين، فما بالكم تفرقتم أمماً فمنكم كافر ومنكم مؤمن؟ وقدم الكفر لأنه الأغلب عليهم والأكثر فيهم وهو رد لقول من يقول بالمنزلة بين المنزلتين. وقيل: هو الذي خلقكم فمنكم كافر بالخلق وهم الدهرية، ومنكم مؤمن به.
{خَلَقَ السماوات والأرض بالحق} بالحكمة البالغة وهو أن جعلها مقار المكلفين ليعملوا فيجازيهم {وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ} أي جعلكم أحسن الحيوان كله وأبهاه بدليل أن الإنسان لا يتمنى أن تكون صورته على خلاف ما يرى من سائر الصور، ومن حسن صورته أنه خلق منتصباً غير منكب، ومن كان دميماً مشوه الصورة سمج الخلقة فلا سماجة ثمّ، ولكن الحسن على طبقات فلانحطاطها عما فوقها لا تستملح ولكنها غير خارجة عن حد الحسن، وقالت الحكماء: شيئان لا غاية لهما، الجمال والبيان {وَإِلَيْهِ المصير} فأحسنوا سرائركم كما أحسن صوركم {يَعْلَمُ مَا فِى السماوات والأرض وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ والله عَلِيمُ بِذَاتِ الصدور} نبه بعلمه ما في السماوات والأرض، ثم بعلمه بما يسره العباد ويعلنونه، ثم بعلمه بذات الصدور أن شيئاً من الكليات والجزئيات غير خافٍ عليه فحقه أن يتقى ويحذر ولا يجترأ على شيء مما يخالف رضاه. وتكرير العلم في معنى تكرير الوعيد وكل ما ذكره بعده قوله {فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُمْ مُّؤْمِنٌ} في معنى الوعيد على الكفر وإنكار أن يعصى الخالف ولا تشكر نعمته.
{أَلَمْ يَأْتِكُمْ} الخطاب لكفار مكة {نَبَؤُاْ الذين كَفَرُواْ مِن قَبْلُ} يعني قوم نوح وهود وصالح ولوط {فَذَاقُواْ وَبَالَ أَمْرِهِمْ} أي ذاقوا وبال كفرهم في الدنيا {وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} في العقبى.
{ذلك} إشارة إلى ما ذكر من الوبال الذي ذاقوه في الدنيا وما أعد لهم من العذاب في الآخرة {بِأَنَّهُ} بأن الشأن والحديث {كَانَت تَّأْتِيهِمْ رُسُلُهُم بالبينات} بالمعجزات {فَقَالُواْ أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا} أنكروا الرسالة للبشر ولم ينكروا العبادة للحجر {فَكَفَرُواْ} بالرسل {وَتَوَلَّواْ} عن الإيمان {واستغنى الله} أطلق ليتناول كل شيء ومن جملته أيمانهم وطاعتهم {والله غَنِىٌّ} عن خلقه {حَمِيدٌ} على صنعه.
{زَعَمَ الذين كَفَرُواْ} أي أهل مكة، والزعم ادعاء العلم ويتعدى تعدي العلم {أَن لَّن يُبْعَثُواْ} (أن) مع ما في حيزه قائم مقام المفعولين وتقديره أنهم لن يبعثوا {قُلْ بلى} هو إثبات لما بعد (لن) وهو البعث {وَرَبِّى لَتُبْعَثُنَّ} أكد الإخبار باليمين. فإن قلت: ما معنى اليمين على شيء أنكروه؟ قلت: هو جائز لأن التهديد به أعظم موقعاً في القلب فكأنه قيل لهم: ما تنكرونه كائن لا محالة. {ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ} البعث {عَلَى الله يَسِيرٌ} هين {فَئَامِنُواْ بالله وَرَسُولِهِ} محمد صلى الله عليه وسلم {والنور الذى أَنزَلْنَا} يعني القرآن لأنه يبين حقيقة كل شيء فيهتدي به كما بالنور {والله بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} فراقبوا أموركم {يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ} انتصب الظرف بقوله {لَتُنَبَّؤُنَّ} أو بإضمار (اذكر) {لِيَوْمِ الجمع} ليوم يجمع فيه الأولون والآخرون {ذَلِكَ يَوْمُ التغابن} وهو مستعار من تغابن القوم في التجارة وهو أن يغبن بعضهم بعضاً لنزول السعداء منازل الأشقياء التي كانوا ينزلونها لو كانوا سعداء، ونزول الأشقياء منازل السعداء التي كانوا ينزلونها لو كانوا أشقياء، كما ورد في الحديث، ومعنى ذلك يوم التغابن. وقد يتغابن الناس في غير ذلك اليوم استعظام له وأن تغابنه هو التغابن في الحقيقة لا التغابن في أمور الدنيا {وَمَن يُؤْمِن بالله وَيَعْمَلْ صالحا} صفة للمصدر أي عملاً صالحاً {يُكَفّرْ عَنْهُ سيئاته وَيُدْخِلْهُ} وبالنون فيهما: مدني وشامي {جنات تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأنهار خالدين فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الفوز العظيم الذين كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بئاياتنا أُوْلَئِكَ أصحاب النار خالدين فِيهَا وَبِئْسَ المصير}.
{مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ} شدة ومرض وموت أهل أو شيء يقتضي همًّا {إِلاَّ بِإِذْنِ الله} بعلمه وتقديره ومشيئته كأنه أذن للمصيبة أن تصيبه {وَمَن يُؤْمِن بالله يَهْدِ قَلْبَهُ} للاسترجاع عند المصيبة حتى يقول: إنا لله وإنا إليه راجعون. أو يشرحه للازدياد من الطاعة والخير، أو يهد قلبه حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه، وعن مجاهد: إن ابتلي صبر وإن أعطى شكر وإن ظلم غفر {والله بِكُلّ شَيْء عَلِيمٌ وَأَطِيعُواْ الله وَأَطِيعُواْ الرسول فَإِن تَولَّيْتُمْ} عن طاعة الله وطاعة رسوله {فَإِنَّمَا على رَسُولِنَا البلاغ المبين} أي فعليه التبليغ وقد فعل {الله لاَ إله إِلاَّ هُوَ وَعَلَى الله فَلْيَتَوَكَّلِ المؤمنون} بعث لرسول الله صلى الله عليه وسلم على التوكل عليه حتى ينصره على من كذبه وتولى عنه.
{يأَيُّهَا الذين ءامَنُواْ إِنَّ مِنْ أزواجكم وأولادكم عَدُوّاً لَّكُمْ} أي إن من الأزواج أزواجاً يعادين بعولتهن ويخاصمنهم، ومن الأولاد أولاداً يعادون آباءهم ويعقّونهم {فاحذروهم} الضمير للعدو أو للأزواج والأولاد جميعاً أي لما علمتم أن هؤلاء لا يخلون من عدوّ فكونوا منهم على حذر ولا تأمنوا غوائلهم وشرهم {وَإِن تَعْفُواْ} عنهم إذا اطلعتم منهم على عداوة ولم تقابلوهم بمثلها {وَتَصْفَحُواْ} تعرضوا عن التوبيخ {وَتَغْفِرُواْ} تستروا ذنوبهم {فَإِنَّ الله غَفُورٌ رَّحِيمٌ} يغفر لكم ذنوبكم ويكفر عنكم سيئاتكم. قيل: إن ناساً أرادوا الهجرة عن مكة فثبطهم أزواجهم وأولادهم وقالوا: تنطلقون وتضيعوننا. فرقوا لهم ووقفوا، فلما هاجروا بعد ذلك ورأوا الذين سبقوهم قد فقهوا في الدين أرادوا أن يعاقبوا أزواجهم وأولادهم فزين لهم العفو.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال