سورة الجن / الآية رقم 19 / تفسير تفسير القرطبي / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَأَنَّا مِنَّا المُسْلِمُونَ وَمِنَّا القَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً وَأَمَّا القَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً وَأَن لَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَاهُم مَّاءً غَدَقاً لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَن يُعْرِضْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَاباً صَعَداً وَأَنَّ المَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلاَ أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً قُلْ إِنِّي لاَ أَمْلِكُ لَكُمْ ضَراًّ وَلاَ رَشَداً قُلْ إِنِّي لَن يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً إِلاَّ بَلاغاً مِّنَ اللَّهِ وَرِسَالاتِهِ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِراً وَأَقَلُّ عَدَداً قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَداً عَالِمُ الغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً لِيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً

الجنالجنالجنالجنالجنالجنالجنالجنالجنالجنالجنالجنالجنالجنالجن




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَأَنَّهُ لَمَّا قامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً (19) قُلْ إِنَّما أَدْعُوا رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً (20) قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَداً (21)}
قوله تعالى: {وَأَنَّهُ لَمَّا قامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ} يجوز الفتح، أي أوحى الله إليه أنه. ويجوز الكسر على الاستئناف. وعَبْدُ اللَّهِ هنا محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين كان يصلي ببطن نخلة ويقرأ القرآن، حسب ما تقدم أول السورة. يَدْعُوهُ أي يعبده.
وقال ابن جريج: يَدْعُوهُ أي قام إليهم داعيا إلى الله تعالى. {كادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً} قال الزبير بن العوام: هم الجن حين استمعوا القرآن من النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أي كاد يركب بعضهم بعضا ازدحاما ويسقطون، حرصا على سماع القرآن.
وقيل: كادوا يركبونه حرصا، قاله الضحاك. ابن عباس: رغبة في سماع الذكر.
وروى برد عن مكحول: أن الجن بايعوا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في هذه الليلة وكانوا سبعين ألفا، وفرغوا من بيعته عند انشقاق الفجر. وعن ابن عباس أيضا: إن هذا من قول الجن لما رجعوا إلى قومهم أخبروهم بما رأوا من طاعة أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وايتمامهم به في الركوع والسجود.
وقيل: المعنى كاد المشركون يركبون بعضهم بعضا، حردا على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقال الحسن وقتادة وابن زيد: يعني لَمَّا قامَ عَبْدُ اللَّهِ محمد بالدعوة تلبدت الانس والجن على هذا الامر ليطفئوه، وأبى الله إلا أن ينصره ويتم نوره. واختار الطبري أن يكون المعنى: كادت العرب يجتمعون على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويتظاهرون على إطفاء النور الذي جاء به.
وقال مجاهد: قوله لِبَداً جماعات وهو من تلبد الشيء على الشيء أي تجمع، ومنه اللبد الذي يفرش لتراكم صوفه، وكل شيء ألصقته إلصاقا شديدا فقد لبدته، وجمع اللبدة لبد مثل قربة وقرب. ويقال للشعر الذي على ظهر الأسد لبدة وجمعها لبد، قال زهير:
لدى أسد شاكي السلاح مقذف *** له لبد أظفاره لم تقلم
ويقال للجراد الكثير: لبد. وفية أربع لغات وقراءات، فتح الباء وكسر اللام، وهي قراءة العامة. وضم اللام وفتح الباء، وهي قراءة مجاهد وابن محيصن وهشام عن أهل الشام، واحدتها لبدة. وبضم اللام والباء، وهي قراءة أبي حيوة ومحمد بن السميقع وأبي الأشهب العقيلي والجحدري واحدها لبد مثل سقف وسقف ورهن ورهن. وبضم اللام وشد الباء وفتحها، وهي قراءة الحسن وأبي العالية والأعرج والجحدري أيضا واحدها لا بد، مثل راكع وركع، وساجد وسجد.
وقيل: اللبد بضم اللام وفتح الباء الشيء الدائم، ومنه قيل لنسر لقمان لبد لدوامه وبقائه، قال النابغة:
أخنى عليها الذي أخنى على لبد ***
القشيري: وقرئ: {لبدا} بضم اللام والباء، وهو جمع لبيد، وهو الجولق الصغير.
وفي الصحاح: وقوله تعالى: {أَهْلَكْتُ مالًا لُبَداً} أي جما. ويقال أيضا: الناس لبد أي مجتمعون، واللبد أيضا الذي لا يسافر ولا يبرح منزله. قال الشاعر:
من امرئ ذي سماح لا تزال له *** بزلاء يعيا بها الجثامة اللبد
ويروى: اللبد. قال أبو عبيد: وهو أشبه. والبزلاء: الرأي الجيد. وفلان نهاض ببزلاء: إذا كان ممن يقوم بالأمور العظام، قال الشاعر:
إني إذا شغلت قوما فروجهم *** رحب المسالك نهاض ببزلاء
ولبد: آخر نسور لقمان، وهو ينصرف، لأنه ليس بمعدول. وتزعم العرب أن لقمان هو الذي بعثته عاد في وفدها إلى الحرم يستسقي لها، فلما أهلكوا خير لقمان بين بقاء سبع بعرات سمر، من أظب عفر، في جبل وعر، لا يمسها القطر، أو بقاء سبعة أنسر كلما هلك نسر خلف بعده نسر، فاختار النسور، وكان آخر نسوره يسمى لبدا، وقد ذكرته الشعراء، قال النابغة:
أضحت خلاء وأمسى أهلها احتملوا *** أخنى عليها الذي أخنى على لبد
واللبيد: الجوالق الصغير، يقال: ألبدت القربة جعلتها في لبيد. ولبيد: اسم شاعر من بني عامر. قوله تعالى: {قُلْ إِنَّما أَدْعُوا رَبِّي} أي قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّما أَدْعُوا رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً وكذا قرأ أكثر القراء {قال} على الخبر. وقرأ حمزة وعاصم قُلْ على الامر. وسبب نزولها أن كفار قريش قالوا له: إنك جئت بأمر عظيم وقد عاديت الناس كلهم فارجع عن هذا فنحن نجيرك، فنزلت قوله تعالى: {قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَداً} أي لا أقدر أن أدفع عنكم ضرا ولا أسوق لكم خيرا.
وقيل: لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا أي كفرا وَلا رَشَداً أي هدى، أي إنما علي التبليغ.
وقيل: الضر: العذاب، والرشد النعيم. وهو الأول بعينه.
وقيل: الضر الموت، والرشد الحياة.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال