سورة المزمل / الآية رقم 2 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
يَا أَيُّهَا المُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً نِّصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ القُرْآنَ تَرْتِيلاً إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلاً إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحاً طَوِيلاً وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً رَّبُّ المَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُوْلِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً إِنَّ لَدَيْنَا أَنكَالاً وَجَحِيماً وَطَعَاماً ذَا غُصَّةٍ وَعَذَاباً أَلِيماً يَوْمَ تَرْجُفُ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الجِبَالُ كَثِيباً مَّهِيلاً إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولاً شَاهِداً عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولاً فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذاً وَبِيلاً فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِن كَفَرْتُمْ يَوْماً يَجْعَلُ الوِلْدَانَ شِيباً السَّمَاءُ مُنفَطِرٌ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولاً إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً

المزملالمزملالمزملالمزملالمزملالمزملالمزملالمزملالمزملالمزملالمزملالمزملالمزملالمزملالمزمل




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً (4) إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً (5) إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلاً (6) إِنَّ لَكَ فِي النَّهارِ سَبْحاً طَوِيلاً (7) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً (8) رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً (9) وَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً (10)} [المزمّل: 73/ 1- 10].
كان وقع الوحي ونظرة النّبي إلى الملك شديدين على قلب النّبي صلّى اللّه عليه وسلّم فأخذه الخوف، وطلب التزمّل بثيابه أول ما جاءه جبريل عليه السّلام بالوحي خوفا منه، ثم زال ما به، وخوطب بالنّبوة والرسالة وأنس بجبريل عليه السّلام.
فيا أيها النّبي المتزمّل المتلفّف بثيابك، صلّ صلاة الليل أو صلاة التهجد بمقدار نصف الليل، بزيادة قليلة أو نقصان قليل، لا حرج عليك في ذلك، وهذا تخيير بين الثلث والنصف والثلثين. والليل: من غروب الشمس إلى طلوع الفجر. والأمر بقيام الليل في رأي جمهور أهل العلم: هو أمر على جهة النّدب، قد كان، ولم يفرض قط.
وقال بعضهم: كان فرضا في وقت نزول هذه الآية، إما على الجميع، وإما على النّبي صلّى اللّه عليه وسلّم وحده حتى توفّي، وهذا هو الراجح.
ثم اقرأ القرآن على تمهّل، مع تبيين الحروف، ليكون عونا على فهم القرآن وتدبّره، وقوله: {تَرْتِيلًا} تأكيد في الإيجاب، وأنه لابد للقارئ منه، ليستحضر المعاني.
والترتيل: أن يبين جميع الحروف، ويوفي حقها من الإشباع، كما كان يفعل النّبي صلّى اللّه عليه وسلّم. أخرج الحاكم وغيره عن البراء: «زيّنوا القرآن بأصواتكم».
إننا سنوحي إليك القرآن، وسننزله عليك، وفيه التكاليف الشاقة على البشر، والأوامر والنواهي الصعبة على النفس، من الفرائض والحدود، والحلال والحرام، وهو قول ثقيل يثقل العمل بشرائعه.
إن ناشئة الليل، أي قيام الليل، وهو الذي ينشأ بعد نوم، أشد موافقة ومصادفة للخشوع والإخلاص وتوافق القلب واللسان، فذلك يتجلى في هدوء الليل أكثر من أي وقت آخر، وهو أجمع للخاطر في أداء القراءة وتفهّمها، وأشد ثبوتا ورسوخا، وأقوم قولا وأثبت قراءة، لأنه بخلو البال من أشغال النهار يوافق قلب المرء لسانه، وفكره عبارته، فهذه مواطأة صحيحة.
هذا في الليل وقت العبادة، وأما في النهار: فلك في وقته تقلّب وتصرّف في حوائجك ومصالح الحياة، فلا تتفرغ فيه للعبادة، فصلّ بالليل.
ولا تنقطع عن ذكر اللّه في أي وقت ليلا أو نهارا، وأكثر من ذكر اللّه، وداوم عليه إن استطعت ليلا ونهارا، وأخلص العبادة لربّك، وانقطع إلى اللّه انقطاعا بالاشتغال بعبادته، والتماس ما عنده إذا فرغت من أشغالك وحوائجك الدنيوية.
{وَتَبَتَّلْ} معناه: انقطع من كل شيء إلا منه، وأفرغ إليه.
وسبب الأمر بالعبادة وضرورة التّبتّل: أن ربّك ربّ المشرق والمغرب الذي لا إله إلا هو، وكما أفردته بالعبادة، فأفرده بالتوكّل، واجعله وكيلا لك في جميع الأمور.
والوكيل: القائم بالأمور الذي توكل إليه الأشياء.
والقيام بتبليغ الرسالة يتطلب جهدا متواصلا، وصبرا دائما، فاصبر أيها الرسول على أذى قومك، وما ينالك من السّب والاستهزاء، ولا تجزع من ذلك، ولا تتعرض لهم، ولا تعاتبهم ودارهم. وعلاج الأذى: هو الصبر. والهجر الجميل:
وهو أن تجانبهم وتداريهم، ولا تعاتبهم وفوّض أمرهم إلى اللّه تعالى. فالهجر الجميل: هو الذي لا عتاب معه.
أرشدت الآيات إلى فرضية التّهجد على النّبي صلّى اللّه عليه وسلّم، خاصة به، وإلى وجوب ترتيل القرآن: وهو قراءته على مهل، وتبيين حروفه، وتحسين مخارجه، وإظهار مقاطعه، مع تدبّر المعاني. وناشئة الليل، أي العبادة في الليل أشدّ انسجاما وتوافقا بين الفكر والقلب، والعقل والنفس، وأسدّ مقالا وأثبت قراءة. والنهار لكسب العيش والحاجات الأصلية. ولا يترك ذكر اللّه باللسان والقلب في جميع الأوقات، والتّبتّل:
الانقطاع إلى اللّه بالكلية، بإخلاص العبادة، لا تعطيل أعمال الدنيا، ويطالب المؤمن بإفراد اللّه بالعبادة، وبالتوكل عليه دون سواه، ولا بدّ من الصبر على الأذى في سبيل نشر الدعوة إلى اللّه وتوحيده.
وعيد المكذّبين بالرسالة:
هدّد اللّه تعالى وأوعد المشركين على الإعراض عن قبول دعوة النّبي صلّى اللّه عليه وسلّم، وخوّفهم عذاب يوم القيامة وكيفيته وأهواله، وعذاب الدنيا ومخاطره، وأنذرهم بإرسال رسول شاهد على أعمالهم كإرسال موسى عليه السّلام إلى فرعون، ثم وصف اللّه تعالى عذاب الآخرة، وأنه لشدته يشيب منه الولدان، وتتشقق السماوات منه، وأن هذه تذكرة مؤثرة وعظة بليغة، لمن شاء اتخاذ السبيل القويم إلى ربّه تعالى. وهذا ما أوضحته الآيات الآتية:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال