سورة الإنسان / الآية رقم 19 / تفسير تفسير أبي السعود / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لاَ نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلاَ شُكُوراً إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ اليَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ لاَ يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلاَ زَمْهَرِيراً وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً وَيُطَافُ عَلَيْهِم بِآنِيَةٍ مِّن فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَ قَوَارِيرَ مِن فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيراً وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْساً كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلاً عَيْناً فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وَلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَّنثُوراً وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُوراً إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ القُرْآنَ تَنزِيلاً فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلاَ تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلاً

الإنسانالإنسانالإنسانالإنسانالإنسانالإنسانالإنسانالإنسانالإنسانالإنسانالإنسانالإنسانالإنسانالإنسانالإنسان




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِئَانِيَةٍ مّن فِضَّةٍ وَأَكْوابٍ} الكوبُ الكوزُ العظيمُ الذي لا أُذنَ له ولاَ عُروةَ {كَانَتْ قَوَارِيرَاْ * قَوَارِيرَاْ مِن فِضَّةٍ} أي تكونتْ جامعةً بين صفاءِ الزجاجةِ وشفيفِها ولينِ الفِضَّةِ وبياضِها، والجملةُ صفةٌ لأكواب. وقرئ بتنوينِ قواريرَ الثانِي أيضاً، وقُرئَا بغيرِ تنوينٍ، وقرئ الثَّانِي بالرَّفعِ على هيَ قواريرُ {قَدَّرُوهَا تَقْدِيراً} صفةٌ لقواريرَ ومعنى تقديرِهم لها أنَّهم قدَّروها في أنفسِهم وأرادُوا أنْ تكونَ على مقاديرَ وأشكالٍ معينةٍ موافقةً لشهواتهم فجاءتْ حسبمَا قدَّرُوها، أو قدَّرُوها بأعمالِهم الصالحةِ فجاءتْ على حسبِها، وقيلَ: الضميرُ للطائفينَ بهَا المدلولِ عليهم بقولِه تعالى: {وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ} فالمعنى قدَّروا شرابَها على قدرِ اشتهائِهم، وقرئ: {قُدِّرُوها} على البناءِ للمفعولِ أي جُعلوا قادرينَ لها كما شاءوا من قَدَر منقولاً من قَدَّرتُ الشيءَ.
{وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْساً كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلاً} أي ما يشبِهُ الزنجبيلَ في الطعمِ وكان الشرابُ الممزوجُ به أطيبَ ما تستطيبُه العربُ وألذَّ ما تستلذُّ به {عَيْناً} بدلٌ من زنجبيلاً، وقيلَ: تمزجُ كأسُهم بالزنجبيلِ بعينِه، أو يخلقُ الله تعالى طعمَهُ فيها، فعيناً حينئذٍ بدلٌ من كأساً كأنَّه قيلَ: ويُسقَون فيها كأساً كأسَ عينٍ، أو نصبٌ على الاختصاص {فِيهَا تسمى سَلْسَبِيلاً} لسلاسة انحدارِها في الحَلْقِ وسهولةِ مساغِها، يقالُ: شرابٌ سلسلٌ وسلسالٌ وسلسبيلٌ، ولذلكَ حُكمَ بزيادةِ الباءِ، والمرادُ بيانُ أنَّها في طعم الزنجبيلِ، وليسَ فيها لذعةٌ بل نقيضُ اللذعِ هو السلاسةُ {وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ ولدان مُّخَلَّدُونَ} أي دائمونَ على ما هُم عليه من الطراوةِ والبهاءِ {إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَّنثُوراً} لحُسنِهم وصفاءِ ألوانِهم وإشراقِ وجوهِهم وانبثاثِهم في مجالسهم ومنازلِهم وانعكاسِ أشعةِ بعضِهم إلى بعضٍ {وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ} ليسَ له مفعولٌ ملفوظٌ ولا مقدرٌ ولا منويٌّ، بل معناهُ أنَّ بصرَكَ أينمَا وقعَ في الجنةِ {رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً} أي هنيئاً واسعاً. وفي الحديثِ «أدنَى أهلِ الجنةِ منزلةً ينظُر في مُلكِه مسيرةَ ألفِ عامٍ يَرى أقصاهُ كمِا يَرى أدناهُ» وقيلَ: لا زوالَ لَه، وقيلَ: إذَا أرادُوا شيئاً كانَ، وقيلَ: يُسلمُ عليهم الملائكةُ ويستأذنونَ عليهم {عاليهم ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ} قيلَ: عاليَهُم ظرفٌ على أنَّه خبرٌ مقدمٌ وثيابُ مبتدأٌ مؤخرٌ، والجملةُ صفةٌ أُخرى لولدانٌ كأنَّه قيلَ: يطوفُ عليهم ولدانٌ فوقَهُم ثيابُ الخ، وقيلَ: حالٌ من ضميرِ عليهم أو حسِبتَهم، أي يطوفُ عليهم ولدانٌ عالياً للمطوف عليهم ثيابٌ الخ، أو حسبتَهُم لؤلؤاً منثوراً عالياً لهم ثيابُ الخ. وقرئ: {عاليهم} بالرفعِ على أنَّه مبتدأٌ خبرُهُ ثيابُ أي ما يعلُوه من لباسِهم ثيابُ سندسٍ. وقرئ: {خضرٍ} بالجرِّ حملاً على سندسٍ بالمَعْنى لكونِه اسمَ جنسٍ {وَإِسْتَبْرَقٍ} بالرفعِ عطفاً على ثيابُ.
وقرئ برفعِ الأولِ وجرِّ الثانِي، وقرئ بالعكسِ، وقرئ بجرِّهِما، وقرئ: {واستبرقَ} بوصلِ الهمزةِ والفتحِ على أنه استفعلَ من البريقِ جُعل عَلَماً لهذا النوعِ من الثيابِ.
{وَحُلُّواْ أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ} عطفٌ على يطوفُ عليهم ولا ينافيهِ قولُه تعالى: {أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ} لإمكانِ الجمعِ والمعاقبةِ والتبعيضِ، فإنَّ حُلِيَّ أهلِ الجنةِ يختلفُ حسبَ اختلافِ أعمالِهم فلعلَّه تعالَى يفيضُ عليهم جزاءً لما عملُوه بأيديهم حلياً وأنواراً تتفاوتُ تفاوتَ الذهبِ والفضةِ أو حالٌ من ضميرِ عاليَهم بإضمارِ قَدْ، وعلى هذا يجوزُ أن يكونَ هذا للخدمِ وذاكَ للمخدومينَ.
{وسقاهم رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً} هو نوعٌ آخرُ يفوقُ النوعينِ السالفينِ كما يرشدُ إليهِ إسنادُ سقيهِ إلى ربِّ العالمينَ ووصفُه بالطَّهوريةِ فإنَّه يطهرُ شاربَهُ عن دَنَسِ الميلِ إلى الملاذِّ الحسيةِ والركونِ إلى ما سِوى الحقِّ فيتجردُ لمطالعةِ جمالِه ملتذاً بلقائِه باقياً ببقائِه، وهي الغايةُ القاصيةُ من منازلِ الصدِّيقينَ ولذلكَ خُتمَ بها مقالةُ ثوابِ الأبرارِ.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال