سورة عبس / الآية رقم 13 / تفسير تفسير النسفي / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
عَبَسَ وَتَوَلَّى أَن جَاءَهُ الأَعْمَى وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى وَمَا عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّى وَأَمَّا مَن جَاءَكَ يَسْعَى وَهُوَ يَخْشَى فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى كَلاَّ إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ فَمَن شَاءَ ذَكَرَهُ فِي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ مَرْفُوعَةٍ مُّطَهَّرَةٍ بِأَيْدِي سَفَرَةٍ كِرَامٍ بَرَرَةٍ قُتِلَ الإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنشَرَهُ كَلاَّ لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ فَلْيَنظُرِ الإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ أَنَّا صَبَبْنَا المَاءَ صَباًّ ثُمَّ شَقَقْنَا الأَرْضَ شَقاًّ فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَباًّ وَعِنَباً وَقَضْباً وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً وَحَدَائِقَ غُلْباً وَفَاكِهَةً وَأَباًّ مَتَاعاً لَّكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ يَوْمَ يَفِرُّ المَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ وَجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ أَوْلَئِكَ هُمُ الكَفَرَةُ الفَجَرَةُ

عبسعبسعبسعبسعبسعبسعبسعبسعبسعبسعبسعبسعبسعبسعبس




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{عَبَسَ} كلح أي النبي صلى الله عليه وسلم {وَتَوَلَّى} أعرض {أن جَاءَهُ} لأن جاءه ومحله نصب لأنه مفعول له، والعامل فيه {عبس} أو تولى على اختلاف المذهبين {الأعمى} عبد الله بن أم مكتوم، وأم مكتوم أم أبيه، وأبوه شريح بن مالك، أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يدعو أشراف قريش إلى الإسلام فقال: يا رسول الله علمني مما علمك الله وكرر ذلك وهو لا يعلم تشاغله بالقوم، فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم قطعه لكلامه وعبس وأعرض عنه فنزلت فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكرمه بعدها ويقول: «مرحباً بمن عاتبني فيه ربي» واستخلفه على المدينة مرتين {وما يدريك} وأي شيء يجعلك دارياً بحال هذا الأعمى {لعلّه يزكى} لعل الأعمى يتطهر بما يسمع منك من دنس الجهل. وأصله يتزكى فأدغمت التاء في الزاي، وكذا {أو يَذَّكَّرُ} يتعظ {فَتَنفَعَهُ} نصبه عاصم غير الأعشى جواباً ل (لعل) وغيره رفعه عطفاً على {يذكر} {الذكرى} ذكراك أي موعظتك أي أنك لا تدري ما هو مترقب منه من ترك، أو تذكر ولو دريت لما فرط ذلك منك.
{أمّا مَنِ استغنى} أي من كان غنياً بالمال {فأَنتَ لَهُ تصدى} تتعرض بالإقبال عليه حرصاً على إيمانه {تصدى} بإدغام التاء في الصاد: حجازي {وما عليك ألاّ يزّكّى} وليس عليك بأس في أن لا يتزكى بالإسلام إن عليك إلا البلاغ {وأمّا من جاءَكَ يسعى} يسرع في طلب الخير {وهو يخشى} الله أو الكفار أي أذاهم في إتيانك أو الكبوة كعادة العميان {فأنت عنه تلهّى} تتشاغل وأصله تتلهى. ورُوي أنه ما عبس بعدها في وجه فقير قط ولا تصدى لغني. ورُوي أن الفقراء في مجلس الشورى كانوا أمراء. {كَلاَّ} ردع أي لا تعد إلى مثله {إنَّها} إن السورة أو الآيات {تذكرةٌ} موعظة يجب الاتعاظ بها والعمل بموجبها {فمن شاء ذكره} فمن شاء أن يذكره ذكره. أو ذكر الضمير لأن التذكرة في معنى الذكر والوعظ، والمعنى فمن شاء الذكر ألهمه الله تعالى إياه {في صُحُفٍ} صفة ل {تذكرة} أي أنها مثبتة في صحف منتسخة من اللوح، أو خبر مبتدأ محذوف أي هي في صحف {مُّكَرَّمَةٍ} عند الله {مَّرْفُوعَةٍ} في السماء أو مرفوعة القدر والمنزلة {مُّطَهَّرَةٍ} عن مس غير الملائكة أو عما ليس من كلام الله تعالى: {بأيدي سفرةٍ} كتبة جمع سافر أي الملائكة ينتسخون الكتب من اللوح {كِرَامٍ} على الله أو عن المعاصي {بررةٍ} أتقياء جمع بار.
{قتل الإنسَانُ} لعل الكافر أو هو أمية أو عتبة {ما أكْفَرَهُ} استفهام توبيخ أي أي شيء حمله على الكفر، أو هو تعجب أي ما أشد كفره {مِنْ أيِّ شيءٍ خَلَقَهُ} من أي حقير خلقه! وهو استفهام ومعناه التقرير.
ثم بين ذلك الشيء فقال: {مِن نُّطفةٍ خلقه فَقَدَّرَهُ} على ما يشاء من خلقه.
{ثمّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ} نصب السبيل بإضمار يسر أي ثم سهل له سبيل الخروج من بطن أمه أو بين له سبيل الخير والشر {ثمّ أمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ} جعله ذا قبر يواري فيه لا كالبهائم كرامة له قبر الميت دفنه وأقبره الميت أمره بأن يقبره ومكنه منه {ثمّ إذا شاء أنشره} أحياه بعد موته {كَلاَّ} ردع للإنسان عن الكفر {لَمَّا يَقْضِ ما أَمَرَهُ} لم يفعل هذا الكافر ما أمره الله به من الإيمان.
ولما عدد النعم في نفسه من ابتداء حدوثه إلى آن انتهائه أتبعه ذكر النعم فيما يحتاج إليه فقال: {فلينظر الإنسان إلى طعامه} الذي يأكله ويحيا به كيف دبرنا أمره {أَنَّا} بالفتح: كوفي على أنه بدل اشتمال من الطعام، وبالكسر على الاستئناف: غيرهم {صَبَبْنَا الماءَ صبًّا} يعني المطر من السحاب {ثمّ شققنا الأرض شقًّا} بالنبات {فأنبتنا فيها حبًّا} كالبر والشعير وغيرهما مما يتغذى به {وعنباً} ثمرة الكرم أي الطعام والفاكهة {وَقَضْباً} رطبة سمي بمصدر قضبه أي قطعه لأنه يقضب مرة بعد مرة {وزيتوناً وَنَخْلاً وحدائِقَ} بساتين {غُلْباً} غلاظ الأشجار جمع غلباء {وفاكهةً} لكم {وأبًّا} مرعى لدوابكم {مَّتَاعاً} مصدر أي منفعة {لّكم ولأنعامكم فإذا جاءت الصَّاخَّةُ} صيحة القيامة لأنها تصخ الآذان أي تصمها وجوابه محذوف لظهوره {يَوْمَ يَفِرُّ المَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وأُمِّهِ وأَبِيهِ} لتبعات بينه وبينهم أو لاشتغاله بنفسه {وصاحِبَتِهِ} وزوجته {وَبَنِيهِ} بدأ بالأخ ثم بالأبوين لأنهما أقرب منه ثم بالصاحبة والبنين لأنهم أحب. قيل: أول من يفر من أخيه هابيل، ومن أبويه إبراهيم، ومن صاحبته نوح ولوط، ومن ابنه نوح {لِكُلِّ امْرِئ مِّنهُمْ يَوْمَئذٍ شَأْنٌ} في نفسه {يُغنِيهِ} يكفيه في الاهتمام به ويشغله عن غيره.
{وجوهٌ يومئذٍ مُّسْفِرَةٌ} مضيئة من قيام الليل أو من آثار الوضوء {ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ} أي أصحاب هذه الوجوه وهم المؤمنون ضاحكون مسرورون {ووجوهٌ يومئذٍ عليها غبرةٌ} غبار {تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ} يعلو الغبرة سواد كالدخان ولا ترى أوحش من اجتماع الغبرة والسواد في الوجه {أولئك} أهل هذه الحالة {هُمُ الْكَفَرَةُ} في حقوق الله {الفَجَرَةُ} في حقوق العباد، ولما جمعوا الفجور إلى الكفر جمع إلى سواد وجوههم الغبرة، والله أعلم.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال