سورة الانفطار / الآية رقم 8 / تفسير تفسير القرطبي / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
إِذَا السَّمَاءُ انفَطَرَتْ وَإِذَا الكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ وَإِذَا البِحَارُ فُجِّرَتْ وَإِذَا القُبُورُ بُعْثِرَتْ عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الكَرِيمِ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاءَ رَكَّبَكَ كَلاَّ بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَاماً كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ يَوْمَ لاَ تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئاً وَالأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِّلَّهِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ وَإِذَا كَالُوَهُمْ أَو وَزَنُوَهُمْ يُخْسِرُونَ أَلاَ يَظُنُّ أُوْلَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ لِيَوْمٍ عَظِيمٍ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ العَالَمِينَ

الانفطارالانفطارالانفطارالانفطارالانفطارالانفطارالانفطارالانفطارالانفطارالانفطارالمطففينالمطففينالمطففينالمطففينالمطففين




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ (8) كَلاَّ بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ (9)}
قوله تعالى: {يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ} خاطب بهذا منكري البعث.
وقال ابن عباس: الإنسان هنا: الوليد بن المغيرة.
وقال عكرمة: أبي بن خلف.
وقيل: نزلت في أبي الأشد بن كلدة الجمحي. عن ابن عباس أيضا: {ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ} أي ما الذي غرك حتى كفرت؟ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ أي المتجاوز عنك. قال قتادة: غرة شيطانه المسلط عليه. الحسن: غره شيطانه الخبيث.
وقيل: حمقه وجهله. رواه الحسن عن عمر رضي الله عنه.
وروى غالب الحنفي قال: «لما قرأ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ} [الانفطار: 6] قال: غره الجهل»، وقال صالح بن مسمار: «بلغنا أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قرأ: {يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ} فقال: غره جهله».
وقال عمر رضي الله عنه: كما قال الله تعالى: {إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولًا} [الأحزاب: 72].
وقيل: غره عفو الله، إذ لم يعاقبه في أول مرة. قال إبراهيم بن الأشعث: قيل: للفضيل بن عياض: لو أقامك الله تعالى يوم القيامة بين يديه، فقال لك: {ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ} [الانفطار: 6] ماذا كنت تقول؟ قال: كنت أقول غرني ستورك المرخاة، لان الكريم هو الستار. نظمه ابن السماك فقال:
يا كاتم الذنب أما تستحي *** والله في الخلوة ثانيكا
غرك من ربك إمهاله *** وستره طول مساويكا
وقال ذو النون المصري: كم من مغرور تحت الستر وهو لا يشعر. وأنشد أبو بكر بن طاهر الأبهري:
يأمن غلا في العجب والتيه *** وغرة طول تماديه
أملى لك الله فبارزته *** ولم تخف غب معاصيه
وروى عن علي رضي الله عنه أنه صاح بغلام له مرات فلم يلبه فنظر فإذا هو بالباب، فقال: مالك لم تجبني؟ فقال. لثقتي بحلمك، وأمني من عقوبتك. فاستحسن جوابه فأعتقه. وناس يقولون: ما غرك: ما خدعك وسول لك، حتى أضعت ما وجب عليك؟ وقال ابن مسعود: ما منكم من أحد إلا وسيخلو الله به يوم القيامة، فيقول له: يا ابن آدم ماذا غرك بي؟ يا ابن آدم ماذا عملت فيما علمت؟ يا ابن آدم ماذا أجبت المرسلين؟ {الَّذِي خَلَقَكَ} أي قدر خلقك من نطفة {فَسَوَّاكَ} في بطن أمك، وجعل لك يدين ورجلين وعينين وسائر أعضائك {فَعَدَلَكَ} أي جعلك معتدلا سوى الخلق، كما يقال: هذا شيء معدل. وهذه قراءة العامة وهي اختيار أبي عبيد وأبي حاتم، قال الفراء: وأبو عبيد: يدل عليه قوله تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} [التين: 4]. وقرأ الكوفيون: عاصم وحمزة والكسائي: فَعَدَلَكَ مخففا أي: أمالك وصرفك إلى أي صورة شاء، إما حسنا وإما قبيحا، وإما طويلا وإما قصيرا.
وقال موسى بن علي ابن أبي رباح اللخمي عن أبيه عن جده قال: قال لي النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إن النطفة إذا استقرت في الرحم أحضرها الله كل نسب بينها وبين آدم». أما قرأت هذه الآية {فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ}: {فيما بينك وبين آدم}، وقال عكرمة وأبو صالح: {فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ}: إن شاء في صورة إنسان، وإن شاء في صورة حمار، وإن شاء في صورة قرد، وإن شاء في صورة خنزير.
وقال مكحول: إن شاء ذكرا، وإن شاء أنثى. قال مجاهد: فِي أَيِّ صُورَةٍ أي في أي شبه من أب أو أم أو عم أو خال أو غيرهم.
وفي متعلقة بـ {ركبك}، ولا تتعلق ب فَعَدَلَكَ، على قراءة من خفف، لأنك تقول عدلت إلى كذا، ولا تقول عدلت في كذا، ولذلك منع الفراء التخفيف، لأنه قدر فِي متعلقة ب- فَعَدَلَكَ، وما يجوز أن تكون صلة مؤكدة، أي في أي صورة شاء ركبك. ويجوز أن تكون شرطية أي إن شاء ركبك في غير صورة الإنسان من صورة قرد أو حمار أو خنزير، ف- ما بمعنى الشرط والجزاء، أي في صورة ما شاء يركبك ركبك. قوله تعالى: {كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ} يجوز أن تكون كَلَّا بمعنى حقا وألا فيبتدأ بها. ويجوز أن تكون بمعنى لا، على أن يكون المعنى ليس الامر كما تقولون من أنكم في عبادتكم غير الله محقون. يدل على ذلك قوله تعالى: {ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ} [الانفطار: 6] وكذلك يقول الفراء: يصير المعنى: ليس كما غررت به.
وقيل: أي ليس الامر كما تقولون، من أنه لا بعث.
وقيل: هو بمعنى الردع والزجر. أي لا تغتروا بحلم الله وكرمه، فتتركوا التفكر في آياته. ابن الأنباري: الوقف الجيد على بِالدِّينِ، وعلى رَكَّبَكَ، والوقف على كَلَّا قبيح. بَلْ تُكَذِّبُونَ يا أهل مكة بِالدِّينِ أي بالحساب، وبَلْ لنفي شيء تقدم وتحقيق غيره. وإنكارهم للبعث كان معلوما، وإن لم يجر له ذكر في هذه السورة.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال