سورة المطففين / الآية رقم 29 / تفسير تفسير القرطبي / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ كِتَابٌ مَّرْقُومٌ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلاَّ كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ كَلاَّ إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُوا الجَحِيمِ ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ الأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ كِتَابٌ مَّرْقُومٌ يَشْهَدُهُ المُقَرَّبُونَ إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُونَ تَعْرِفُ فِي وَجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ المُتَنَافِسُونَ وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا المُقَرَّبُونَ إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ وَإِذَا انقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انقَلَبُوا فَكِهِينَ وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلاءِ لَضَالُّونَ وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الكُفَّارِ يَضْحَكُونَ

المطففينالمطففينالمطففينالمطففينالمطففينالمطففينالمطففينالمطففينالمطففينالمطففينالمطففينالمطففينالمطففينالمطففينالمطففين




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ (29) وَإِذا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغامَزُونَ (30) وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ (31) وَإِذا رَأَوْهُمْ قالُوا إِنَّ هؤُلاءِ لَضالُّونَ (32) وَما أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حافِظِينَ (33) فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ (34) عَلَى الْأَرائِكِ يَنْظُرُونَ (35) هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ ما كانُوا يَفْعَلُونَ (36)}
قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا} وصف أرواح الكفار في الدنيا مع المؤمنين باستهزائهم بهم والمراد رؤساء قريش من أهل الشرك. روى ناس عن ابن عباس قال: هو الوليد بن المغيرة، وعقبة بن أبي معيط، والعاص بن وائل، والأسود بن عبد يغوث، والعاص ابن هشام، وأبو جهل، والنضر بن الحارث، وأولئك {كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا} من أصحاب محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مثل عمار، وخباب وصهيب وبلال {يَضْحَكُونَ} على وجه السخرية. {وَإِذا مَرُّوا بِهِمْ}
عند إتيانهم رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {يَتَغامَزُونَ}
: يغمز بعضهم بعضا، ويشيرون بأعينهم.
وقيل: أي يعيرونهم بالإسلام ويعيبونهم به يقال: غمزت الشيء بيدي، قال:
وكنت إذا غمزت قناة قوم *** كسرت كعوبها أو تستقيما
وقالت عائشة: كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا سجد غمزني، فقبضت رجلي. الحديث، وقد مضى في النساء. وغمزته بعيني.
وقيل: الغمز: بمعنى العيب، يقال غمزه: أي عابه، وما في فلان غمزة أي عيب.
وقال مقاتل: نزلت في علي بن أبي طالب جاء في نفر من المسلمين إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلمزهم المنافقون، وضحكوا عليهم وتغامزوا. {وَإِذَا انْقَلَبُوا} أي انصرفوا إلى أهلهم وأصحابهم وذويهم {انْقَلَبُوا فَكِهِينَ} أي معجبين منهم.
وقيل: معجبون بما هم عليه من الكفر، متفكهون بذكر المؤمنين. وقرأ ابن القعقاع وحفص والأعرج والسلمى: فَكِهِينَ بغير ألف. الباقون بألف. قال الفراء: هما لغتان مثل طمع وطامع وحذر وحاذر، وقد تقدم في سورة الدخان والحمد لله.
وقيل: الفكه: الأشر البطر والفاكه: الناعم المتنعم. {وَإِذا رَأَوْهُمْ} أي إذا رأى هؤلاء الكفار أصحاب محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {قالُوا إِنَّ هؤُلاءِ لَضالُّونَ} في اتباعهم محمدا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {وَما أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حافِظِينَ} لأعمالهم، موكلين بأحوالهم، رقباء عليهم. {فَالْيَوْمَ} يعني هذا اليوم الذي هو يوم القيامة {الَّذِينَ آمَنُوا} بمحمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ} كما ضحك الكفار منهم في الدنيا. نظيره في آخر سورة المؤمنين وقد تقدم.
وذكر ابن المبارك: أخبرنا محمد بن بشار عن قتادة في قوله تعالى: {فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ} قال: ذكر لنا أن كعبا كان يقول إن بين الجنة والنار كوى، فإذا أراد المؤمن أن ينظر إلى عدو كان له في الدنيا اطلع من بعض الكوى، قال الله تعالى في آية أخرى: {فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَواءِ الْجَحِيمِ} [الصافات: 55] قال: ذكر لنا أنه أطلع فرأى جماجم القوم تغلي.
وذكر ابن المبارك أيضا: أخبرنا الكلبي عن أبي صالح في قوله تعالى: {اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ} [البقرة: 15] قال: يقال لأهل النار وهم في النار: اخرجوا، فتفتح لهم أبواب النار، فإذا رأوها قد فتحت أقبلوا إليها يريدون الخروج، والمؤمنون ينظرون إليهم على الأرائك، فإذا انتهوا إلى أبوابها غلقت دونهم، فذلك قوله: {اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ} [البقرة: 15] ويضحك منهم المؤمنون حين غلقت دونهم فذلك قوله تعالى: {فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ}. {عَلَى الْأَرائِكِ يَنْظُرُونَ. هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ ما كانُوا يَفْعَلُونَ} وقد مضى هذا في أول سورة البقرة. ومعنى {هَلْ ثُوِّبَ} أي هل جوزي بسخريتهم في الدنيا بالمؤمنين إذا فعل بهم ذلك.
وقيل: إنه متعلق ب يَنْظُرُونَ أي ينظرون: هل جوزي الكفار؟ فيكون معنى هل التقرير وموضعها نصبا ب يَنْظُرُونَ.
وقيل: استئناف لا موضع له من الاعراب.
وقيل: هو إضمار على القول، والمعنى، يقول بعض المؤمنين لبعض: هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ أي أثيب وجوزي. وهو من ثاب يثوب أي رجع، فالثواب ما يرجع على العبد في مقابلة عمله، ويستعمل في الخير والشر. ختمت السورة والله أعلم.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال