سورة الطارق / الآية رقم 14 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ النَّجْمُ الثَّاقِبُ إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ فَلْيَنظُرِ الإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَخُلِقَ مِن مَّاءٍ دَافِقٍ يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ فَمَا لَهُ مِن قُوَّةٍ وَلاَ نَاصِرٍ وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ وَالأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً وَأَكِيدُ كَيْداً فَمَهِّلِ الكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى وَالَّذِي أَخْرَجَ المَرْعَى فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنسَى إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الجَهْرَ وَمَا يَخْفَىوَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَى وَيَتَجَنَّبُهَا الأَشْقَى الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الكُبْرَى ثُمَّ لاَ يَمُوتُ فِيهَا وَلاَ يَحْيَى قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى

الطارقالطارقالطارقالطارقالطارقالطارقالطارقالأعلىالأعلىالأعلىالأعلىالأعلىالأعلىالأعلىالأعلى




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ (1) وَما أَدْراكَ مَا الطَّارِقُ (2) النَّجْمُ الثَّاقِبُ (3) إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ (4) فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِنْ ماءٍ دافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرائِبِ (7) إِنَّهُ عَلى رَجْعِهِ لَقادِرٌ (8) يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ (9) فَما لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلا ناصِرٍ (10) وَالسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ (11) وَالْأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ (12) إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (13) وَما هُوَ بِالْهَزْلِ (14) إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً (15) وَأَكِيدُ كَيْداً (16) فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً (17)} [الطارق: 86/ 1- 17].
المعنى: أقسم بالسماء البديعة، والكوكب المنير البادي ليلا، وما أعلمك ما حقيقته أيها النبي؟ إنه النجم المضيء ليلا لتبديد شدة الظلمة، كأنه يخرق أو يثقب حجب الظلام، والقسم بالكواكب للدلالة على أن لها خالقا مدبرا منظما لها.
والطارق: اسم جنس لكل ما يظهر أو يأتي ليلا، فسره ما بعده بأنه النجم الثاقب.
وجواب القسم: ما كل نفس إلا عليها من اللّه حافظ، يحرسها من الآفات، وهم الحفظة من الملائكة الذين يحفظون عليها عملها وقولها وفعلها، وما تكسبه من خير أو شر. وكلمة (لما) بمعنى إلا، و(إن) على ذلك: نافية، أي ما كل نفس إلا عليها حافظ.
ثم نبّه اللّه تعالى الإنسان إلى مبدأ خلقه ليتعظ، ويستدل به على إمكان المعاد، في قوله: {فَلْيَنْظُرِ} أي فعلى الإنسان أن يتفكر في كيفية بدء خلقه، ليعلم قدرة اللّه على ما هو دون ذلك من البعث، إنه خلق من ماء مدفوق مصبوب في الرحم، وهو ماء الرجل وماء المرأة، وقد جعلا ماء واحدا لامتزاجهما. يخرج من ظهر الرجل في النخاع الشوكي الآتي من الدماغ، ومن بين ترائب المرأة، أي عظام صدرها، أو موضع القلادة من الصدر. والولد يتكون من اجتماع الماءين، ثم يستقر الماء المختلط في الرحم، فيتكون الجنين بإرادة اللّه تعالى.
إن اللّه تعالى قادر على إرجاع الإنسان إليه، أي إعادته بالبعث بعد الموت، لأن من قدر على البداءة والإنشاء، قادر على الإعادة والإحياء مرة أخرى. وإرجاعه يوم القيامة يوم تختبر وتعرف السرائر، أي مكنونات النفوس والقلوب من العقائد والنيات والأسرار وغيرها.
وليس للإنسان حين بعثه من قوة في نفسه أو من غيره، يمتنع بها من عذاب اللّه، ولا يجد ناصرا ينصره، فينقذه مما نزل به، أي فليس له قوة ذاتية ولا قوة خارجية من غيره، لإنجاء نفسه من عذاب اللّه تعالى.
أخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله: {فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ مِمَّ خُلِقَ (5)} قال: نزلت في أبي الأشد بن كلدة الجمحي، كان يقوم على الأديم (الجلد) فيقول: يا معشر قريش، من أزالني عنه، فله كذا ويقول: إن محمدا يزعم أن خزنة جهنم تسعة عشر، فأنا أكفيكم وحدي عشرة، واكفوني أنتم تسعة فنزلت هذه الآية: {فَلْيَنْظُرِ...} ثم قال تعالى: {وَالسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ (11)} أي إنني أقسم قسما آخر بالسماء ذات المطر الذي يعود إلى الأرض من السماء، أي السحاب، فيحيي الأرض بعد موتها، وينبت النبات، والأرض ذات الصدع: وهو الشق الذي يحدث من تصدع الأرض وتشققها، فيخرج من الأرض النبات والثمار والشجر والمعدن والكنز والثروة النفطية والمائية، وجواب القسم: ان آي القرآن لقول فصل، يفصل بين الحق والباطل، ولم ينزل باللعب واللهو، فهو جد لا هزل فيه، وكلام من اللّه تعالى ليس هو بالشعر ولا بالسحر ولا بالكهانة، تنزيل من حكيم حميد. ثم أوعد اللّه تعالى المكذبين بالقرآن بقوله: {إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ}.
أي إن صناديد قريش في مكة وأمثالهم يدبرون المكائد للنبي صلّى اللّه عليه وسلّم لإبطال ما جاء به من الدين الحق، وللصد عن سبيل اللّه وعن القرآن، بالقول بأن القرآن أساطير الأولين، وبأن محمدا ساحر أو مجنون أو شاعر، ويتآمرون على قتله. ولكن اللّه تعالى يدبر لهم تدبيرا آخر، يستدرجهم في عصيانهم، ثم يجازيهم جزاء كيدهم.
ثم وعد اللّه رسوله بالنصر، بقوله فيما معناه: أخر أيها النبي الكافرين وأنظرهم، ولا تدع عليهم بهلاكهم، ولا تستعجل به، وارض بما يدبره اللّه لك في أمورهم، وأمهلهم إمهالا يسيرا قليلا أو قريبا، فسترى ما يحل بهم من العذاب والنكال، والعقوبة والهلاك، وهذا تكرار للمعنى بطريق المبالغة.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال