سورة الغاشية / الآية رقم 11 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

بَلْ تُؤْثِرُونَ الحَيَاةَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الغَاشِيَةِ وَجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ تَصْلَى نَاراً حَامِيَةً تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلاَّ مِن ضَرِيعٍ لاَ يُسْمِنُ وَلاَ يُغْنِي مِن جُوعٍ وَجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاعِمَةٌ لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ لاَ تَسْمَعُ فِيهَا لاغِيَةً فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ فِيهَا سُرُرٌ مَّرْفُوعَةٌ وَأَكْوَابٌ مَّوْضُوعَةٌ وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ أَفَلاَ يَنظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ وَإِلَى الجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِم بِمُسَيْطِرٍ إِلاَّ مَن تَوَلَّى وَكَفَرَ فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ العَذَابَ الأَكْبَرَ إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ

الأعلىالأعلىالغاشيةالغاشيةالغاشيةالغاشيةالغاشيةالغاشيةالغاشيةالغاشيةالغاشيةالغاشيةالغاشيةالغاشيةالغاشية




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ (1) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ (2) عامِلَةٌ ناصِبَةٌ (3) تَصْلى ناراً حامِيَةً (4) تُسْقى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ (5) لَيْسَ لَهُمْ طَعامٌ إِلاَّ مِنْ ضَرِيعٍ (6) لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ (7) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناعِمَةٌ (8) لِسَعْيِها راضِيَةٌ (9) فِي جَنَّةٍ عالِيَةٍ (10) لا تَسْمَعُ فِيها لاغِيَةً (11) فِيها عَيْنٌ جارِيَةٌ (12) فِيها سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ (13) وَأَكْوابٌ مَوْضُوعَةٌ (14) وَنَمارِقُ مَصْفُوفَةٌ (15) وَزَرابِيُّ مَبْثُوثَةٌ (16)} [الغاشية: 88/ 1- 16].
{هَلْ أَتاكَ} إخبار، يفيد في تحريك نفس السامع إلى تلقّي الخبر، فهل أتاك أيها النبي حديث القيامة وعلمت خبره؟ وسميت القيامة غاشية، لأنها تغشى الخلائق بأهوالها وأفزاعها وتغييرها لبنية العالم.
وأحوال الناس في القيامة فريقان: أشقياء النار، وسعداء الجنة، ففي القيامة أصحاب وجوه خاشعة ذليلة متغيرة بالعذاب هي وجوه الكفار، عاملة في الدنيا، متعبة فيها، لكن لا ثمرة لعاملها إلا النصب، أي التعب، فتكون خاتمتها النار، لأنها على غير هدى، أي إنهم كانوا يعملون في الدنيا عملا كثيرا، ويتعبون أنفسهم في العبادة، ولا أجر لهم عليها، لما هم عليه من الكفر والضلال، ولأن الإيمان بالله تعالى ورسوله شرط قبول الأعمال.
وجزاء هؤلاء يوم القيامة في قوله تعالى: {تَصْلى ناراً حامِيَةً (4)} أي تدخل تلك الوجوه نارا شديدة الحرارة، وتقاسي حرها، وتعذب فيها، لخسارة أعمالها، وتسقى إذا عطشوا من ماء عين، أي ينبوع، آنية، أي متناهية الحرارة، فهي لا تطفئ لهم عطشا. فالحامية: المسعّرة التوقد المتوهجة. والآنية: التي قد انتهى حرها. وليس لهم طعام يتغذون به إلا الضريع: وهو شوك يابس شديد المرارة والضر، يقال له في لغة أهل الحجاز الشّبرق إذا كان رطبا. قال ابن عباس ومجاهد وقتادة وعكرمة: الضريع شبرق النار.
وهذا الطعام الذين يتغذون به لا يحصل به مقصود، ولا يندفع به محذور، فلا يسمن آكله، ولا يدفع عنه الجوع.
وهناك طعام آخر لأهل النار: وهو الغسلين والزقّوم، قال اللّه تعالى: {وَلا طَعامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ (36)} [الحاقة: 69/ 36].
وقال سبحانه: {إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ (43) طَعامُ الْأَثِيمِ (44)} [الدخان: 44/ 43- 44].
ولما ذكر اللّه تعالى وجوه أهل النار، عقّب ذلك بذكر وجوه أهل الجنة، ليبين الفرق، فقال تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناعِمَةٌ (8)}.
أي ووجوه يوم القيامة ذات نعمة وبهجة، ونضرة وحسن، يعرف النعيم فيها، أو متنعمة، كما قال اللّه تعالى: {تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ (24)} [المطففين: 83/ 24].
وهي وجوه السعداء، لما شاهدوا من عاقبة أمرهم وقبول عملهم، فهي لعملها الذي عملته في الدنيا ولطاعتها راضية، أي رضيت عملها، لأنها قد أعطيت من الأجر ما أرضاها.
ثم وصف اللّه تعالى دار الثواب وهي الجنة بسبعة أوصاف وهي:
- إن أصحاب الوجوه الناعمة (المتنعمة) وهم المؤمنون السعداء في جنة رفيعة المكان، بهية الوصف، آمنة الغرفات، أي إن علو الجنة: من جهة المسافة والمكان، ومن جهة المكانة والمنزلة أيضا، لأن الجنة درجات بعضها أعلى من بعض، كما أن النار دركات بعضها أسفل من بعض.
- ولا تسمع في كلام أهل الجنة كلمة لغو وهذيان، لأنهم لا يتكلمون إلا بالحكمة وحمد اللّه تعالى على ما رزقهم اللّه من النعيم الدائم، وحقّ لهم الحمد والشكر الذي لا يوصف، وجعلنا اللّه منهم.
وفي الجنة ينبوع أو عين ماء تجري مياهها وتتدفق بأنواع الأشربة المستلذة الصافية، والمراد بها جنس، أي عيون جاريات. وفيها أسرّة عالية مفروشة بما هو ناعم الملمس، كثيرة الفرش، مرتفعة السّمك، إذا جلس عليها المؤمن، استمتع بها، ورأى رياض الجنة ونعيمها، كما في آية أخرى: {وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ (34)} [الواقعة: 56/ 34].
- وفي الجنة: أكواب، أي أواني الشرب وأقداح الخمر غير المسكرة، معدّة مرصودة بين أيديها، يشربون منها متى أرادوا، وفيها وسائد مصفوفة، بعضها إلى بعض، للجلوس عليها أو الاستناد إليها، وفيها بسط مبسوطة في المجالس، وطنافس (سجاد) لها خمل رقيق ناعم، مفرّقة في المجالس، كثيرة، تغري بالجلوس عليها، ويستمتع الناظر إليها، وفيها الأبهة والمتعة والجمال والفخامة. والأكواب: أوان كالأباريق لا عرى لها ولا آذان ولا خراطيم، وموضوعة: معناه بأشربتها معدة، والنّمرقة: الوسادة، والزرابي، واحدتها: زربيّة، وهي كالطنافس لها خمل، وهي ملونات، ومبثوثة: كثيرة متفرقة.
مظاهر القدرة الإلهية:
أقام اللّه تعالى الحجة في آيات كثيرة على منكري قدرته على بعث الأجساد، بأن حدد لهم مواضع العبرة في مخلوقاته، ولفت أنظارهم إلى التأمل في المشاهد الحسية المحيطة بهم، من عظمة السماء وعلوها، وما فيها من كواكب عظيمة، والأرض وما تشتمل عليه من سهول وبقاع مسطحة، يسهل الانتفاع بها والعيش عليها، والجبال الثوابت الراسخات فوقها لتثبيتها، والحيوانات ذات الأحجام المتفاوتة من الإبل الكبيرة إلى الزلاحف الصغيرة، فمن خلق هذه الأشياء وغيرها، فهو القادر على خلق الناس مرة أخرى وإعادتهم أحياء للحساب والجزاء، كما يتضح في هذه الآيات:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال