سورة الفجر / الآية رقم 24 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي فَيَوْمَئِذٍ لاَّ يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ وَلاَ يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ المُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
لا أُقْسِمُ بِهَذَا البَلَدِ وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا البَلَدِ وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي كَبَدٍ أَيَحْسَبُ أَن لَّن يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُّبَداً أَيَحْسَبُ أَن لَّمْ يَرَهُ أَحَدٌ أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ فَلاَ اقْتَحَمَ العَقَبَةَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا العَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ المَيْمَنَةِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ المَشْأَمَةِ عَلَيْهِمْ نَارٌ مُّؤْصَدَةٌ

الفجرالفجرالفجرالبلدالبلدالبلدالبلدالبلدالبلدالبلدالبلدالبلدالبلدالبلدالشمس




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{كَلاَّ بَلْ لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ (17) وَلا تَحَاضُّونَ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ (18) وَتَأْكُلُونَ التُّراثَ أَكْلاً لَمًّا (19) وَتُحِبُّونَ الْمالَ حُبًّا جَمًّا (20) كَلاَّ إِذا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (21) وَجاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (22) وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرى (23) يَقُولُ يا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَياتِي (24) فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذابَهُ أَحَدٌ (25) وَلا يُوثِقُ وَثاقَهُ أَحَدٌ (26) يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30)} [الفجر: 89/ 17- 30].
أخبر اللّه تعالى في هذه الآيات عن أعمال الناس، على جهة الردع والزجر، بقوله: كلا، أي زجرا وردعا عن مزاعم المشركين، فإن اللّه تعالى يعطي المال من يحب ومن لا يحب، ويضيق الرزق على من يحب ومن لا يحب، وإنما المدار على طاعة اللّه تعالى في الحالين، فإذا كان غنيا شكر، وإذا كان فقيرا صبر.
وهم في الواقع مقصرون في سبل الخير، فلا يكرمون الأيتام ولا يبرونهم، ويدفعونهم عن حقوقهم الثابتة لهم في الميراث، ويأخذون أموالهم منهم، ويأكلون المواريث أكلا شديدا، وجمعا من غير تمييز بين الحلال والحرام، ويحبون المال حبا كثيرا فاحشا، أي إنكم أيها الناس تؤثرون الدنيا على الآخرة، واللّه يحب السعي للآخرة.
كلا، أي زجرا وردعا لأقوالكم وأفعالكم هذه، ولا يصح أن يكون عملكم مجرد الحرص على الدنيا، وترك مواساة الآخرين منها، وجمع الأموال فيها بأية كيفية، من غير تحر للحلال وبعد عن الحرام.
واستعدوا ليوم الحساب والفصل بين الخلائق، حيث تدك، أي تكسر الأرض وتتحرك تحركا شديدا، ويجيء اللّه تعالى للفصل بين عباده، وإصدار أوامره وأحكامه بالجزاء والحساب، وإظهار آيات قدرته وسلطانه وقهره، ويقف الملائكة مصطفين صفوفا للحراسة والحفظ. وتكشف للناظرين جهنم بعد غيبتها وحجبها عنهم، كما في آية أخرى: {وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرى (36)} [النازعات: 79/ 36].
في ذلك اليوم الرهيب يتذكر الإنسان أنه أخطأ وقصر، وكذب وعصى، وفرط وطغى، ويندم على ما قدم في الدنيا من الكفر والمعاصي، وعلى ما عمل من أعمال السوء، ولكن هل تنفعه الذكرى؟ أي: وأنى له نفع الذكرى؟ لا تنفعه، فقد فات الأوان، وإنما كانت تنفعه الذكرى لو تذكر الحق قبل حضور الموت، ويقول الإنسان الذي عصى في الدنيا: يا ليتني قدمت عملا ينفعني في تلك الحياة الأبدية، وكأنها هي الحياة فقط، يا ليتني قدمت الخير والعمل الصالح لحياتي الأخروية الدائمة الباقية، فهي الحياة الأخيرة الخالدة لأهل النار ولأهل الجنة جميعا.
وقوله تعالى: {لِحَياتِي} معناه عند جمهور المتأولين: لحياتي الباقية، أي الآخرة، وقال بعض المتأولين: المعنى: لوقت أو لمدة حياتي الماضية في الدنيا، واللام بمعنى الوقت.
وجواب قوله: {إِذا دُكَّتِ الْأَرْضُ} في قوله: { فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ} أي في يوم القيامة لا يتولى أحد تعذيب العصاة وحسابهم وجزاءهم إلا اللّه، ولا يتولى إحكام الوثاق أو الربط بالسلاسل والأغلال للكافر أحد إلا اللّه، ولا يعذّب أحد مثل عذاب اللّه. وفي هذا ترغيب بالعمل الصالح والإيمان، وترهيب من الكفر والعصيان.
فالضمير في (عذابه) و(وثاقه) لله تعالى، والمصدر مضاف إلى الفاعل. وقد جمعت الآية معنيين:
أحدهما- أن اللّه تعالى لا يكل عذاب الكفار يومئذ إلى أحد.
والآخر- أن عذابه من الشدة في حيّز لم يعذّب قط أحد بمثله في الدنيا، وهذا شأن الإنسان المادي.
وبعد بيان ما يتعرض له هؤلاء المعذبون، ذكر اللّه تعالى ما عليه نفوس المؤمنين وحالهم، وهم الذين صفت أرواحهم وسمت عن الماديات، فقال: {يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27)} والمطمئنة: الموقنة غاية اليقين. والمعنى: يقول اللّه تعالى للمؤمن مباشرة أو بوساطة ملك: يا أيتها النفس الموقنة بالإيمان والحق وتوحيد اللّه، التي لا يخالجها شك في صدق عقيدتها، وقد رضيت بقضاء اللّه وقدره، ووقفت عند حدود الشرع، فتجيء يوم القيامة مطمئنة بذكر اللّه، ثابتة لا تتزعزع، آمنة مؤمنة غير خائفة، ارجعي إلى ثواب ربك الذي أعطاك، وإلى محل كرامته الذي منحك إياه، راضية بهذا الثواب عما عملت في الدنيا، وبما حكم اللّه، ومرضية عند اللّه، فادخلي في زمرة عبادي الصالحين، وادخلي معهم جنتي، فتلك هي الكرامة التي لا كرامة سواها، جعلنا اللّه من أهلها.
نزلت هذه الآية، كما أخرج ابن أبي حاتم عن بريدة: في حمزة، وقال ابن عباس: نزلت في عثمان حينما اشترى بئر رومة، وجعلها سقاية للناس.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال