سورة النساء / الآية رقم 111 / تفسير تفسير البيضاوي / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّاناً أَثِيماً يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ القَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطاً هَا أَنتُمْ هَؤُلاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَن يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ أَم مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً وَمَن يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَّحِيماً وَمَن يَكْسِبْ إِثْماً فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً

النساءالنساءالنساءالنساءالنساءالنساءالنساءالنساءالنساءالنساءالنساءالنساءالنساءالنساءالنساء




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{واستغفر الله} مما همت به. {إِنَّ الله كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً} لمن يستغفر.
{وَلاَ تجادل عَنِ الذين يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ} يخونونها فإن وبال خيانتهم يعود عليها، أو جعل المعصية خيانة لها كما جعلت ظلماً عليها، والضمير لطعمة وأمثاله أو له ولقومه فإنهم شاركوه في الإِثم حيث شهدوا على براءته وخاصموا عنه. {إِنَّ الله لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّاناً} مبالغاً في الخيانة مصراً عليها. {أَثِيماً} منهمكاً فيها. روي: أن طعمة هرب إلى مكة وارتد ونقب حائطاً بها ليسرق أهله فسقط الحائط عليه فقتله.
{يَسْتَخْفُونَ مِنَ الناس} يستترون منهم حياء وخوفاً. {وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ الله} ولا يستحيون منه وهو أحق بأن يستحيا ويخاف منه. {وَهُوَ مَعَهُمْ} لا يخفي عليه سرهم فلا طريق معه إلا ترك ما يستقبحه ويؤاخذ عليه. {إِذْ يُبَيّتُونَ} يدبرون ويزورون. {مَا لاَ يرضى مِنَ القول} من رمي البريء والحلف الكاذب وشهادة الزور. {وَكَانَ الله بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطاً}. لا يفوت عنه شيء.
{هَا أَنتُمْ هؤلاء} مبتدأ وخبر. {جادلتم عَنْهُمْ فِي الحياة الدنيا} جملة مبينة لوقوع أولاء خبراً أو صلة عند من يجعله موصولاً. {فَمَن يجادل الله يَوْمَ القيامة أَمْ مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً} محامياً يحميهم من عذاب الله.
{وَمَن يَعْمَلْ سُوءاً} قبيحاً يسوء به غيره. {أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ} بما يختص به ولا يتعداه. وقيل المراد بالسوء ما دون الشرك، وبالظلم الشرك. وقيل: الصغيرة والكبيرة. {ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ الله} بالتوبة. {يَجِدِ الله غَفُوراً} لذنوبه. {رَّحِيماً} متفضلاً عليه، وفيه حث لطعمة وقومه على التوبة والاستغفار.
{وَمَن يَكْسِبْ إِثْماً فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ على نَفْسِهِ} فلا يتعداه وباله كقوله تعالى: {وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا}. {وَكَانَ الله عَلِيماً حَكِيماً} فهو عالم بفعله حكيم في مجازاته.
{وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً} صغيرة أو ما لا عمد فيه. {أَوْ إِثْماً} كبيرة أو ما كان عن عمد. {ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً} كما رمى طعمة زيداً، ووحد الضمير لمكان أو. {فَقَدِ احتمل بهتانا وَإِثْماً مُّبِيناً} بسبب رمي البريء وتبرئة النفس الخاطئة، ولذلك سوى بينهما وإن كان مقترف أحدهما دون مقترف الآخر.
{وَلَوْلاَ فَضْلُ الله عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ} بإعلام ما هم عليه بالوحي، والضمير لرسول الله صلى الله عليه وسلم. {لَهَمَّتْ طَّائِفَةٌ مّنْهُمْ} أي من بني ظفر. {أَن يُضِلُّوكَ} عن القضاء بالحق مع علمهم بالحال، والجملة جواب لولا وليس القصد فيه إلى نفي همهم بل إلى نفي تأثيره فيه. {وَمَا يُضِلُّونَ إِلا أَنفُسَهُمْ} لأنه ما أزلك عن الحق وعاد وباله عليهم. {وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ} فإن الله سبحانه وتعالى عصمك وما خطر ببالك كان اعتماداً منك على ظاهر الأمر لا ميلاً في الحكم، ومن شيء في موضع النصب على المصدر أي شيء من الضرر {وَأَنزَلَ الله عَلَيْكَ الكتاب والحكمة وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ} من خفيات الأمور، أو من أمور الدين والأَحكام.
{وَكَانَ فَضْلُ الله عَلَيْكَ عَظِيماً} إذ لا فضل أعظم من النبوة.
{لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مّن نَّجْوَاهُمْ} من متناجيهم كقوله تعالى: {وَإِذْ هُمْ نجوى} أو من تناجيهم فقوله: {إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ} على حذف مضاف أي إلا نجوى من أمر أو على الانقطاع بمعنى ولكن من أمر بصدقة ففي نجواه الخير، والمعروف كل ما يستحسنه الشرع ولا ينكره العقل. وفسرها هنا بالقرض وإغاثة الملهوف وصدقة التطوع وسائر ما فسر به. {أَوْ إصلاح بَيْنَ الناس} أو إصلاح ذات البين. {وَمَن يَفْعَلْ ذلك ابتغاء مَرْضَاتَ الله فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً} بني الكلام على الأمر ورتب الجزاء على الفعل ليدل على أنه لما دخل الآمر في زمرة الخيرين كان الفاعل أدخل فيهم، وأن العمدة والغرض هو الفعل واعتبار الأمر من حيث إنه وصلة إليه، وقيد الفعل بأن يقول لطلب مرضاة الله سبحانه وتعالى، لأن الأعمال بالنيات وأن كل من فعل خيراً رياء وسمعة لم يستحق به من الله أجراً. ووصف الأجر بالعظم تنبيهاً على حقارة ما فات في جنبه من أعراض الدنيا. وقرأ حمزة وأبو عمرو {يؤتيه} بالياء.
{وَمَن يُشَاقِقِ الرسول} يخالفه، من الشق فإن كلا من المتخالفين في شق غير شق الآخر. {مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الهدى} ظهر له الحق بالوقوف على المعجزات. {وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المؤمنين} غير ما هم عليه من اعتقاد أو عمل. {نُوَلّهِ مَا تولى} نجعله والياً لما تولى من الضلال، ونخل بينه وبين ما اختاره. {وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ} وندخله فيها. وقرئ بفتح النون من صلاة. {وَسَاءتْ مَصِيراً} جهنم، والآية تدل على حرمة مخالفة الإِجماع، لأنه سبحانه وتعالى رتب الوعيد الشديد على المشاقة واتباع غير سبيل المؤمنين، وذلك إما لحرمة كل واحد منهما أو أحدهما أو الجمع بينهما، والثاني باطل إذ يقبح أن يقال من شرب الخمر وأكل الخبز استوجب الحد، وكذا الثالث لأن المشاقة محرمة ضم إليها غيرها أو لم يضم، وإذا كان اتباع غير سبيلهم محرماً كان اتباع سبيلهم واجباً، لأن ترك اتباع سبيلهم ممن عرف سبيلهم اتباع غير سبيلهم، وقد استقصيت الكلام فيه في مرصاد الأفهام إلى مبادئ الأحكام.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال